توقيت القاهرة المحلي 20:12:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأيام الأخيرة للنبى

  مصر اليوم -

الأيام الأخيرة للنبى

بقلم: د. محمود خليل

قبل أيام من صعود روحه الشريفة إلى بارئها، زار النبى، صلى الله عليه وسلم، مقابر الشهداء من أصحابه بالبقيع، عاد بعدها إلى بيته، وبدأ يشعر بالتوعك والوجع، وتحكى أم المؤمنين عائشة هذا الموقف، قائلة إنها كانت تجد فى رأسها صداعاً، حين قفل النبى عائداً، فدخل عليها وهى تصيح: وا رأساه، فرد عليه الصلاة والسلام: بل أنا وا رأساه، ثم دخل مع عائشة فى حوار حول الموت.

قال لها النبى ماذا لو متِ يا عائشة قبلى، فأكفنك وأصلى عليك وأستغفر لك؟، فردت أم المؤمنين بما معناه: لو أننى مت إذن لجئت ببعض أزواجك وأعرست معها. هذا المشهد الذى تلا زيارة البقيع يدل على أن فكرة موت النبى، صلى الله عليه وسلم، كانت مطروقة فى أيامه الأخيرة، ولم تكن بعيدة عن أذهان المقربين منه، سواء من أزواجه، أو أهل بيته، أو صحابته المحيطين به. فموته، صلى الله عليه وسلم، لم يأتِ فجأة، بل كان مسبوقاً بالكثير من الشواهد والدلالات.

وكانت عائشة أم المؤمنين الأكثر إدراكاً لهذا الأمر بحكم قرب موقعها منه، صلى الله عليه وسلم.

وعلينا ألا ننسى أنه تلا على المسلمين فى حجة الوداع الآية الكريمة التى تقول «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا»، ففهم الكثير من الصحابة، ومنهم أبوبكر، رضى الله عنهم، أن الرسول ينعى نفسه الشريفة إليهم.

كان المحيطون بالنبى يعلمون أن النبى يقضى أيامه الأخيرة بينهم. وتشير كتب السيرة إلى أن محمداً، صلى الله عليه وسلم، أراد -حين شعر بدنو الأجل- أن يترك وصية تجنّب المسلمين الفتن. وقد وردت قصة الوصية فى إطارين: أولهما إطار خاص بعائشة، رضى الله عنها، وثانيهما إطار عام طرح النبى، صلى الله عليه وسلم، فيه موضوع الوصية أمام الجماعة المؤمنة التى كانت تحيط بفراش مرضه. فى الإطار الخاص بعائشة أشارت أم المؤمنين فى ما تحكيه عن ذلك اليوم العصيب الذى بدأ المرض يطرق فيه باب النبى، صلى الله عليه وسلم، فذكرت أنه طلب كتابة «عهد» للأمة من بعده.

وقد قدمت عدة روايات لهذه الواقعة، منها أن النبى، صلى الله عليه وسلم، قال لعائشة بعد أن اشتكى لها الصداع: «لقد هممت أن أرسل إلى أبيك وأخيك فأقص أمرى وأعهد عهدى، فلا يطمع فى الدنيا طامع».

وفى رواية أخرى جاءت على لسان عبدالرحمن بن أبى بكر: «لما ثقل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال لعبدالرحمن بن أبى بكر، رضى الله عنهما: ائتنى بكتف أو لوح حتى أكتب لأبى بكر كتاباً لا يختلف عليه، فلما ذهب عبدالرحمن ليقوم قال: أبى الله والمؤمنون أن يختلف عليك يا أبا بكر».

تريد هاتان الروايتان التأكيد أن النبى، صلى الله عليه وسلم، أراد أن يعهد بالحكم من بعده إلى أبى بكر الصديق، رضى الله عنه، وهو أمر يصعب معه تصديق أن ابنى أبى بكر «عائشة وعبدالرحمن» رضى الله عنهما، لم يسعيا إلى تمريره وتفعيله فى الواقع، والشك فى هذه الروايات وارد.

فلو كانت صحيحة كما تذكر كتب السيرة لسارع الاثنان إلى تلبية طلب النبى وكتابة الوصية. فعائشة، رضى الله عنها، كانت تحب أن يذهب الأمر إلى أبيها بعد وفاة النبى. ومؤكد أنها لم تكن لتفوت هكذا فرصة دون أن «تشرعن» عملية انتقال «الأمر» إلى أبيها وقد كان جديراً به.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأيام الأخيرة للنبى الأيام الأخيرة للنبى



GMT 01:42 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

التوريق بمعنى التحبير

GMT 01:38 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

مَن يحاسبُ مَن عن حرب معروفة نتائجها سلفاً؟

GMT 01:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

كيسنجر يطارد بلينكن

GMT 01:32 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غزة وانتشار المظاهرات الطلابية في أميركا

GMT 01:29 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

من محمد الضيف لخليل الحيّة
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 16:13 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

"فولكس واغن" أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 08:41 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الخميس 22 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 19:37 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

سفيتولينا تودع بطولة فرنسا المفتوحة للتنس أمام بودوروسكا

GMT 12:53 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

علماء يكتشفون79 مضادا حيويا جديدا في براز الإنسان يطيل العمر

GMT 01:31 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

رانيا يوسف ترقص أمام مدرسة ابنتها احتفالا بتخرجها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon