توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عبدالمجيد «أوف كورس»

  مصر اليوم -

عبدالمجيد «أوف كورس»

بقلم - محمود خليل

لخبطة اللغة وما يتوازى معها من لخبطة التفكير، عملية بدأت منذ أواخر السبعينات، بالتزامن مع توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، وهى لم تقتصر على النخبة المسيطرة فقط، بل امتدت إلى الشعب نفسه، بحيث لم تعتق أحداً.

الجرى والتنافس على إلحاق الأولاد بالمدارس الدولية ومدارس اللغات (بشرائحها المختلفة) مثّل قاسماً مشتركاً بين أغلب فئات المجتمع، وصل الجرى إلى حد قبول أولياء الأمور الدخول فى اختبارات شخصية يخضعون لها، فإذا نجحوا فيها أُلحق أولادهم بالمدرسة، وإن لم ينجحوا ذهبوا هم وأولادهم يبحثون عن مدرسة أخرى، كل هذا حدث فى ظل شرائح مصروفات ملتهبة، كانت الأسر تحرم نفسها من حاجات أساسية كثيرة، حتى تستطيع الوفاء بها، ناهيك عن الفشخرة فى التجمّعات العائلية بالولد أو البنت الذى أو التى لا تعرف كيف تتكلم عربى، بسبب تعليمها الأجنبى!لا تجد مسلسلاً رصد هذا التحول بالإبداع الذى رصده به مسلسل «ذات»، عن رواية صنع الله إبراهيم، وإخراج الفنانة كاملة أبوذكرى والفنان خيرى بشارة.

تتبعت الأحداث غرام عبدالمجيد باللغة الإنجليزية، ومحاولة التحذلق بها على من حوله، وكانت عبارة «أوف كورس» أكثر ما يتردّد على لسانه، إلى حد أن أطلق عليه من حوله «عبدالمجيد أوف كورس».

عبّرت حالة «اللخبطة اللغوية» من جانب البشر العاديين عن حلم أو محاولة للصعود إلى مربع النخبة، وهو ما لم يكن يحدث بحال، لا لشىء إلا بسبب الكُلفة الكبيرة للدخول، إذ لم يكن يُسمح بدخول جدد إلى المربع، إلا من التركيبة نفسها التى استقرت عليها النخبة القائمة.

فمن هذا الذى يملك إلحاق أولاده بالمدارس الدولية؟ وإن استطاع فهل فى مكنته بعدها إلحاقهم بالجامعة الأمريكية بمصروفاتها الدولارية؟ وإن حالفه الحظ فهل فى مكنته تسفير ابنه إلى الخارج حتى يكتسب اللغة والإلمام بأدوات الشغلانات النخبوية؟ وهل إذا امتلك كل هذا بمقدوره أن يجد طريقاً للوصول إلى صفوف النخبة والانضمام إليها بسهولة؟

لم تكن مسألة الصعود سهلة، وكل ما حدث أن طبقة النخبة أعادت -وتعيد- إنتاج نفسها من خلال الأبناء أو شبكة الأهل والأقارب. وأى محاولات خارج هذا المربع لم تكن موفّقة فى الأغلب، بما فى ذلك الابن العبقرى لـ«عبدالمجيد أوف كورس»، الذى كان أبوه يصفه بالعبقرية، لأنه يتحدث الإنجليزية دون العربية.

أسهمت أدوات الثقافة والإعلام والتعليم خلال تلك الفترة فى خلق وعى اجتماعى زائف بقيمة من يرطنون، أو أهمية الرطانة، فما دام فلان ينطق بالإنجليزية فلا بد أنه بارع وخبير، ويفهم أكثر من الجميع، وعنده الحل لكل مشكلة، حتى لو كان محشواً هواء. تماماً مثل الحاج «عبدالتواب» فى مسرحية «طبيخ الملايكة»، حين عاتبته زوجته على تصديق نصاب أخذ ماله لتأسيس شركة لصيد القراميط من البحر المالح، وقالت له: حد يصدق إن القراميط تطلع من الميه المالحة.. رد عليها قائلاً: كان بيتكلم إنجليزى يا عيشة.. علقت عيشة: طب تبقى معذور يا خويه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبدالمجيد «أوف كورس» عبدالمجيد «أوف كورس»



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 13:35 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء
  مصر اليوم - استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt