توقيت القاهرة المحلي 16:25:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البابا كيرلس فى ليفربول

  مصر اليوم -

البابا كيرلس فى ليفربول

بقلم : سامح فوزي

 فى كنيسة كبيرة اشتراها الأقباط العام الماضى من الكنيسة الانجليكانية فى «ليفربول» ببريطانيا تجمع عدد منهم فى قداس مساء الجمعة الماضى للاحتفال بذكرى رحيل البابا كيرلس، الذى تُسمى الكنيسة على اسمه، أعقبه حفل خاص بهذه المناسبة. لم تكن هذه الاحتفالية استثناء، فقد احتفل الأقباط فى مختلف دول العالم، وشهدت الأماكن التى استقر فيها البطريرك الراحل حضورا جماهيريا كثيفا مثل مزاره فى دير مار مينا بمريوط، أو بعض كنائس مصر القديمة، ومن بينها طاحونة الهواء التى عاش فيها متعبدا لسنوات قبل أن يُختار بطريركا.

يحب الأقباط البابا كيرلس، وهناك قطاع عريض من المسلمين الذين عرفوه يعتزون كثيرا به، فهو رجل تقى، صلواته مستجابة، نفسه شفافة روحانية، وهناك الآلاف من الناس لهم مواقف شخصية معه تحفل بها كتب كثيرة صدرت على مدى سنوات، وقد اعترفت الكنيسة بقداسته، فهو قديس القرن العشرين.

تولى البابا كيرلس الكنيسة القبطية بعد فترات من الضعف الداخلى، فازدهرت الكنيسة فى عهده، وغلبت عليها مسحة روحية، ونشط جيل جديد من القيادات الشابة من بينهم البابا شنودة الثالث الذى اختاره أسقفا للتعليم فى الستينيات، إلى جواره الأنبا صموئيل أسقف الخدمات الاجتماعية – الذى استشهد فى حادث المنصة مع الرئيس السادات، والأنبا جريجوريوس أسقف البحث العلمى، والأب متى المسكين وغيرهم. هؤلاء جميعا كانت لهم أدوار مهمة فى مرحلة لاحقة، وكثير من تلاميذه أصبحوا كهنة واساقفة فى عهد البابا شنودة الثالث.

بالطبع من الناحية السياسية يهتم كثيرون بعلاقته الوثيقة بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر، فقد كانت هناك «كيمياء» فى العلاقة بينهما لم تستمر بين الرئيس السادات والبابا شنودة، لكن جمهور الأقباط العام لا يشغلهم أمر السياسة قدر ما يفكرون فى البابا كيرلس من زاوية روحانية، يعتبرونه قديسا يتشفعون به، ويرون أنه قريب منهم، فلا يخلو بيت قبطى من صورة له. عباراته التى تركها آسرة. مثل «الرب قريب لمن يدعوه»،و أيضا «كن مطمئنا جدا جدا، ولا تفكر فى الأمر كثيرا، بل دع الأمر بيد من بيده الأمر»، وغيرها من العبارات التى يحفظها كثيرون عن ظهر قلب.

السؤال: لماذا يزداد تعلق الأقباط بالبابا كيرلس؟ تتعدد الإجابة. بساطته، قربه الشديد من الناس خلال فترة رئاسته للكنيسة، تواضعه الجم، وقد قضى سنوات طويلة فى مغارة أعلى جبل فى مصر القديمة كان الناس يفدون إليه لنوال بركته، صلاته الدائمة، احساس الناس بأن لهم معينا وسندا روحيا، فى وقت تزداد فيه الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، وترتفع وتيرة البحث عن معانى انسانية وروحية فى الحياة.

كان شخصا استثنائيا فى حياته، وقداسته، رحل فى شهر مارس، وهو ذات الشهر الذى رحل فيه خلفه البابا شنودة الثالث الذى تعلق به الناس لقدراته الفائقة على التعليم، والنهضة التى اقامها فى الكنيسة القبطية، وقدره المصريون جميعا لمواقفه الوطنية.

نقلًا عن الشروق القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البابا كيرلس فى ليفربول البابا كيرلس فى ليفربول



GMT 02:54 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

بلينكن يعظ!!

GMT 02:52 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

احتجاجات أمريكا ودلالاتها

GMT 02:50 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

أن تُصلح الفساد بالأفكار

GMT 02:49 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هوامش في قمة البحرين: مجلس أم «مقنص»

GMT 02:46 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

الانهيار المخيف

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:44 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في "كان"
  مصر اليوم - نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في كان

GMT 14:14 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

أمير المصري يكشف عن شخصيته في فيلم Giant
  مصر اليوم - أمير المصري يكشف عن شخصيته في فيلم Giant

GMT 14:26 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الاضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 00:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الكويت يتأهل إلى نهائي كأس ولي العهد بهدف قاتل على النصر

GMT 21:03 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

أياكس أمستردام يضم مدافع منتخب الأرجنتين

GMT 12:23 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

"جبل الصايرة البيضاء" موقع سياحي مهجور رغم إمكاناته الكبيرة

GMT 11:51 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

طوارئ في مطار القاهرة استعدادًا للتفتيش الأمنى الأميركي

GMT 19:40 2015 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث أشجار الأمازون ونصف أنواعها مهددة بالإندثار

GMT 19:50 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

يرقة الفراشة اليابانية تتحول إلى براز لتحمي نفسها من الطيور

GMT 04:24 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

دعاء اليوم الرابع عشر من رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon