توقيت القاهرة المحلي 15:42:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الغازي

  مصر اليوم -

الغازي

بقلم: سمير عطا الله

في العالم اليوم ثلاث جبهات مشتعلة: ليبيا، أذربيجان، سوريا. وهناك جهّتان على حافة الاشتعال: اليونان وقبرص. وبركان على حافة التحرك، من المتوسط إلى بحر إيجه إلى بحر قزوين. يبرز في الصورة رجل واحد، هو إردوغان.

أطلق كمال أتاتورك على نفسه – بين ألقاب أخرى – لقب «الغازي» الأحب إلى نفسه. لكنه تصرف عكس ذلك تماماً: قلّص الزوائد في جسم «رجل أوروبا المريض». وبحث عن تحالفات. وأدخل البلاد في الحداثة. إردوغان يفعل العكس. هو «الغازي» الفعلي، ولو احتاج إلى جيوش من المرتزقة الأجانب. وهذه عادة قديمة في تركيا. وكان قوام قوتها العسكرية «الانكشارية» الذين تجندهم في الولايات، أو بين المرتزقة، وتطلقهم في اضطهاد أهل البلاد.

الزمن لم يتغير عند إردوغان. يريد العودة بالامبراطورية إلى ما قبل قبل أتاتورك. إنه السلطان محمد الثاني. وما كل هذه الحروب إلا معارك في خرائط السلطنة. كيف؟  الغازي وحده يعرف. فهو من جهة حليف وشريك روسيا الأول. ومن جهة أخرى هو عضو أساسي في الحلف الأطلسي ويعرف أن أميركا لن تضحي به ولا بشراكة 6 عقود مع أنقرة. ولا أيضاً أوروبا، التي يدفع في اتجاهها مرة «داعش» ومرة طوابير المهجرين.

وأوروبا تخاف – ويعرف أنها تخاف – بينما لا يخاف هو، من أن يشعل السلطان في القارة الحروب الطائفية القديمة، مهدداً المانيا دائماً بوجود 4 ملايين الماني من أصل تركي في البلاد. في يد إردوغان أسلحة كثيرة وهو مستعد  لاستخدامها. وما يخسره في الاقتصاد المتداعي اليوم قد يعوضه في ما يمكن أن يجمعه من حصة في النفط والغاز، من سوريا والمتوسط إلى بحر قزوين.

ما ليس مهماً ولا حساب له عنده، هو ما تحدثه الحرائق على الطريق. لذلك، اختار إردوغان شركاءه  تماماً عكس المعطيات البديهية والطبيعية. بل ذهب أبعد من ذلك، عندما تحالف مع خصوم الشركاء الطبيعيين: السعودية وإيران مثالاً. والممول جاهز على الدوام.

قال الغازي في الدوحة إنه جاء يتفقد قوات بلاده، في القاعدة العسكرية هناك. يحلم الرجل بالعودة إلى عصر الولايات. يمشي ويصافح. يستقبل ويودّع سلطاناً من سلاطين الزمان. يريد أن ينسي العالم عدد وحجم المشاكل الوطنية التي يواجهها. يتجاهل بأنه لا يرى حال الأقليات المتصاعدة. ومثل أي متصرف، يرفض أن يرى أنه يدفع الشعب التركي نحو أحلاف اقتصادية سقيمة. إنه مطمئن إلى أنه محصّن ضد العقوبات بسبب عضوية الحلف الأطلسي. لكن من هم الشركاء الدائمون الذين اختارهم لبلاده؟ النظر القصير سريع الوقوع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغازي الغازي



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:33 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

تن هاغ يثني على جماهير يونايتد بعد خسارة بالاس
  مصر اليوم - تن هاغ يثني على جماهير يونايتد بعد خسارة بالاس

GMT 15:19 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

عادل إمام يعود إلى السينما
  مصر اليوم - عادل إمام يعود إلى السينما

GMT 17:22 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

اتحاد الكرة يرفض دفع مستحقات فتح الله المتأخرة

GMT 06:38 2016 الجمعة ,26 شباط / فبراير

انجي المقدم تكشف أحداث دورها في مسلسل "سقوط حر"

GMT 09:27 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

تونس تسترد قطعا أثرية نقدية من النرويج

GMT 01:00 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

441 مليون دولار صادرات بترولية مصرية مطلع 2021

GMT 04:02 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon