توقيت القاهرة المحلي 08:41:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اسكوتلندا وقائدها الجديد

  مصر اليوم -

اسكوتلندا وقائدها الجديد

بقلم - حمد الماجد

مهما اشتد تغول وتوغل اليمين المتطرف في الدول الغربية، ستجد في الغرب ومضات مشرقة وشجاعة تستوعب الآخر وتقود جيوباً تقاوم العنصرية الدينية أو العرقية مهما علا صراخها واشتد ضجيجها، آخر هذه الضربات الناجحة لقبول الآخر هو تعيين حمزة يوسف ذي الأصول الباكستانية ليقود مقاطعة اسكوتلندا ذات التاريخ التراثي العريق الباذخ، وليكون «الوزير الأول»، وذلك بعد وقت قصير من سطوع نجم هندوسي هندي في العاصمة اللندنية (سوناك) رئيساً لحكومة كانت الشمس لا تغيب عن إمبراطوريتها الاستعمارية. يقول حمزة يوسف، وهو يتحدث عن توليه هذا المنصب الأرفع في اسكوتلندا: «يذكرنا ذلك بأن علينا الاحتفاء بالمهاجرين الذين يقدمون مساهمات كبيرة في بلادنا».
وحين تخبو عاصفة العنصرية العرقية وتهب النسائم التسامحية في العالم الغربي ترى عجباً، حينها تبرز الأهلية والكفاءة لتحسم الفائز بالمناصب العليا، وهذا ما جعل حمزة يوسف الوزير الأول الاسكوتلندي يتقدم الصفوف، فهو سياسي بالفطرة، وحصد عدداً من «الأوليات»، فهو أول وزير مسلم في حكومة اسكوتلندية، وأصغر سياسي اسكوتلندي تولى قيادة رئاسة وزراء اسكوتلندا، وأول وزير يحمل حقيبة وزارية في عمر 26 عاماً، في نسخة مصغرة لما جرى للرئيس باراك أوباما في الولايات المتحدة الأميركية.
والطريف في هذا الشأن أن يطلق الباكستاني الشاب في اسكوتلندا وعده بالدفع باستقلال اسكوتلندا عن اتحاد المملكة البريطانية لتكون جمهورية اسكوتلندا. وبطبيعة الحال، وكما هو معروف، فالمطالبة بالاستقلال الاسكوتلندي موجودة على أجندة الشعب الاسكوتلندي قبل حمزة يوسف، وستستمر بعده، لكن اللافت في الأمر حين يتداول موضوع الاستقلال الاسكوتلندي زعيمان شابان من ذوي البشرة القمحية متحدران من دول شبه القارة الهندية، ففي مكالمة هنأ فيها رئيس الوزراء البريطاني سوناك زميله حمزة يوسف رئيس الوزراء الاسكوتلندي، أكد الأخير «خدمته جلالة الملك تشارلز بأمانة»، وبدبلوماسية رفيعة ذكره «بالرغبات الديمقراطية لشعب اسكوتلندا وبرلمانها». هذا المشهد الدرامي بكل تفاصيله يحسب للمملكة المتحدة التي لا تزال على الرغم من نفوذ اليمين المتشدد بشقيه العرقي والديني هي الفضلى مقارنة بعدد من الدول الغربية التي أصابت عدوى العنصرية الدينية والعرقية عدداً من زعاماتها.
هذا التسامح الغربي مع الآخر العرقي، ينسحب على الآخر الديني، فهناك عدد من المقرات التاريخية الكنسية البريطانية سمحت بتحويلها إلى مقرات للأديان الأخرى، مؤسسات إسلامية يتحول فيها عدد من البريطانيين إلى الإسلام، بل إني زرت مقراً فيكتورياً إنجيلكانياً عريقاً في إنجلترا كانت مهمته الرئيسة في التاسع عشر، كما يقول تقرير متلفز للـ«بي بي سي»، هو تدريب البعثات التنصيرية، ليشتري هذا المقر الكنسي العتيق مسلمون، بل إن إحدى الكنائس الإنجيلكانية تواصلت معي شخصياً في التسعينات حين كنتُ مديراً للمركز الثقافي الإسلامي في لندن تعرض علينا شراء كنيسة مجاورة، وقد علل رئيس الكنسية حرصه على أن يشتري المسلمون أو اليهود كنيستهم بقوله؛ حتى يطمئنوا أن مقر كنيستهم يؤول إلى ديانة تعبد الله.
هذا الشق الغربي المتسامح تتعرض مساحته للقضم من الشق الغربي العنصري المتشدد، وهو نوع من المدافعة موجودة في أغلب دول العالم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اسكوتلندا وقائدها الجديد اسكوتلندا وقائدها الجديد



GMT 20:35 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

48 ساعة كرة قدم فى القاهرة

GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt