توقيت القاهرة المحلي 15:47:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما الذي ميز عبد الله بن إدريس؟

  مصر اليوم -

ما الذي ميز عبد الله بن إدريس

بقلم : حمد الماجد

تأملت في سير الأعلام والنبلاء والعلماء والأدباء والشعراء في القديم والحديث، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وتأملت سيرة من اشتد وهجه منهم وطال عنقه بينهم وبزَّ أقرانه وفاقهم في الذكر والثناء والاحتفاء والمحبة والقبول والشعبية، ولم أجد أن نتاجهم الأدبي أو العلمي أو الشعري أو الأكاديمي هو بالضرورة باعث هذا الوهج والتميز فحسب، مع التسليم بالأهمية القصوى لهذا النتاج بلا شك، بل وجدت أن «السمات الشخصية» من رقي الأخلاق وإنسانية التعامل والعقل والتوازن والاعتدال هي التي ترجح كفة ميزانه وتبرزه بين أقرانه، وهذا بالضبط ما اتسمت به شخصية الأديب السعودي الراحل الشيخ عبد الله بن إدريس، رحمه الله، الذي ضج المجتمع السعودي حزناً لرحيله الأربعاء الماضي.
أثبت الشيخ عبد الله بن إدريس الذي عُرِفَ عنه التدين الفطري الراسخ والتعلق بالقرآن تلاوة وتدبراً، واللسان الرطب الندي بالأذكار، أن التدين لا يجر الإنسان السوي إلى التطرف والتشدد، بل على العكس، فقد زاوج هذا الأديب الراقي بين التدين والسماحة، وبين الالتزام بتعاليم دينه والانفتاح مع كل أحد، فعل كل هذا بميزان «إلكتروني» بشري دقيق، فلا يتنازل عن ثوابت، لكنه يتسامح مع المتغيرات، واستطاع بحذاقته وأدبه وتأدبه أن يحلّق في فضاء الاعتدال ونأى بنفسه عن ضجيج المتخاصمين وصخب المتنازعين، فلم ينجر إلى صراعات فكرية ولم يتسخ بنزاعات أدبية، وظل نقي الصدر مخموم القلب عف اللسان زاهداً عما في أيدي الناس، فأحبه الناس، عوامهم وخواصهم، حاكمهم ومحكومهم، محافظهم وليبراليهم، وتَشَكَّل زوَّاره وجُلَّاسه من ألوان الطيف الفكري في المجتمع، وكلٌ يراه الأقربَ منه والأحب إليه، وهذه، لعمر الحق، من سمات الوجهاء الحقيقيين والرموز المجتمعية المحترمة.
هذا الأديب الموهوب والشرعي والشاعر والإداري والجامعي والمؤلف الذي اتسم شعره ونثره بالجزالة وحسن السبك وقوة الحبك والعذوبة والرقة التي بلغت أوجها وذروتها في قصيدته ذائعة الصيت «أأرحل قبلك أم ترحلين؟» مخاطباً زوجته ورفيقة دربه. هذا الرمز الأدبي وغيره من الأدباء والشعراء السعوديين وحتى الخليجيين لم ينل نتاجهم نثراً وشعراً ما يستحقه من التسويق في العالم العربي، وحظي بنصيب الأسد من التسويق وذياع الصيت أدباء وشعراء الشام والعراق ومصر. بالتأكيد، إن تسويق المنتج الفكري يحتاج إلى شطارة كشطارة التجار في تسويق منتجاتهم وماركاتهم التجارية، وكرة التسويق الآن في ملعب الساحة الأدبية السعودية والخليجية لتجعل من وفاة الأديب الراحل حياة لتسويق أعماله الأدبية وأعمال أقرانه من الأدباء السعوديين والخليجيين المتميزين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما الذي ميز عبد الله بن إدريس ما الذي ميز عبد الله بن إدريس



GMT 03:48 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

قلنا: تفكير.. قالوا: تحصين وتكفير

GMT 03:47 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

فتح ملف الصناعة (١) «القانون هو الحل»

GMT 03:45 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

حسام حسن غلط فى دوري!!

GMT 03:36 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

د. أسامة السعيد.. هل يصبح خليفة سعيد سنبل؟!

GMT 03:25 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

«الجن» برىء من الحرائق

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:09 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

«عادل إمام» الحاضر الأقوى في سينما 2024
  مصر اليوم - «عادل إمام» الحاضر الأقوى في سينما 2024

GMT 19:30 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

طريقة إعداد ورق عنب مع كوسا وريش

GMT 08:40 2014 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

التونة والدجاج تساعدان في زيادة خصوبة الزوجين

GMT 08:42 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريم البارودي تبدو أنيقة في بدلة وردية اللون

GMT 05:38 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور محمود الموجي يُبيّن أسباب رائحة الفم الكريهة

GMT 20:55 2014 الخميس ,14 آب / أغسطس

استقرار اﻷوضاع اﻷمنية في شوارع الأقصر

GMT 05:44 2015 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مربى التفاح بالقرفة

GMT 16:29 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شركة سكودا تطلق الجيل الجديد من موديل سوبيرب

GMT 11:12 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

حمو بيكا يدعم طفلة مريضة سرطان ويقدم لها هدية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon