توقيت القاهرة المحلي 03:20:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما الذي ميز عبد الله بن إدريس؟

  مصر اليوم -

ما الذي ميز عبد الله بن إدريس

بقلم : حمد الماجد

تأملت في سير الأعلام والنبلاء والعلماء والأدباء والشعراء في القديم والحديث، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وتأملت سيرة من اشتد وهجه منهم وطال عنقه بينهم وبزَّ أقرانه وفاقهم في الذكر والثناء والاحتفاء والمحبة والقبول والشعبية، ولم أجد أن نتاجهم الأدبي أو العلمي أو الشعري أو الأكاديمي هو بالضرورة باعث هذا الوهج والتميز فحسب، مع التسليم بالأهمية القصوى لهذا النتاج بلا شك، بل وجدت أن «السمات الشخصية» من رقي الأخلاق وإنسانية التعامل والعقل والتوازن والاعتدال هي التي ترجح كفة ميزانه وتبرزه بين أقرانه، وهذا بالضبط ما اتسمت به شخصية الأديب السعودي الراحل الشيخ عبد الله بن إدريس، رحمه الله، الذي ضج المجتمع السعودي حزناً لرحيله الأربعاء الماضي.
أثبت الشيخ عبد الله بن إدريس الذي عُرِفَ عنه التدين الفطري الراسخ والتعلق بالقرآن تلاوة وتدبراً، واللسان الرطب الندي بالأذكار، أن التدين لا يجر الإنسان السوي إلى التطرف والتشدد، بل على العكس، فقد زاوج هذا الأديب الراقي بين التدين والسماحة، وبين الالتزام بتعاليم دينه والانفتاح مع كل أحد، فعل كل هذا بميزان «إلكتروني» بشري دقيق، فلا يتنازل عن ثوابت، لكنه يتسامح مع المتغيرات، واستطاع بحذاقته وأدبه وتأدبه أن يحلّق في فضاء الاعتدال ونأى بنفسه عن ضجيج المتخاصمين وصخب المتنازعين، فلم ينجر إلى صراعات فكرية ولم يتسخ بنزاعات أدبية، وظل نقي الصدر مخموم القلب عف اللسان زاهداً عما في أيدي الناس، فأحبه الناس، عوامهم وخواصهم، حاكمهم ومحكومهم، محافظهم وليبراليهم، وتَشَكَّل زوَّاره وجُلَّاسه من ألوان الطيف الفكري في المجتمع، وكلٌ يراه الأقربَ منه والأحب إليه، وهذه، لعمر الحق، من سمات الوجهاء الحقيقيين والرموز المجتمعية المحترمة.
هذا الأديب الموهوب والشرعي والشاعر والإداري والجامعي والمؤلف الذي اتسم شعره ونثره بالجزالة وحسن السبك وقوة الحبك والعذوبة والرقة التي بلغت أوجها وذروتها في قصيدته ذائعة الصيت «أأرحل قبلك أم ترحلين؟» مخاطباً زوجته ورفيقة دربه. هذا الرمز الأدبي وغيره من الأدباء والشعراء السعوديين وحتى الخليجيين لم ينل نتاجهم نثراً وشعراً ما يستحقه من التسويق في العالم العربي، وحظي بنصيب الأسد من التسويق وذياع الصيت أدباء وشعراء الشام والعراق ومصر. بالتأكيد، إن تسويق المنتج الفكري يحتاج إلى شطارة كشطارة التجار في تسويق منتجاتهم وماركاتهم التجارية، وكرة التسويق الآن في ملعب الساحة الأدبية السعودية والخليجية لتجعل من وفاة الأديب الراحل حياة لتسويق أعماله الأدبية وأعمال أقرانه من الأدباء السعوديين والخليجيين المتميزين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما الذي ميز عبد الله بن إدريس ما الذي ميز عبد الله بن إدريس



GMT 02:44 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

إصلاح السلطة الفلسطينية

GMT 02:43 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

عشرون عامًا من المعرفةِ والحرية!

GMT 02:39 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

ذهبية الأرخبيل

GMT 02:36 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

عن علي حرب وسياسات نقد الحقيقة

GMT 02:34 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

الفلسطينيون ومبادرات إصلاح حالهم

الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ مصر اليوم

GMT 15:15 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

اللّون الأحمر يتصدر إطلالات المشاهير هذا الصيف
  مصر اليوم - اللّون الأحمر يتصدر إطلالات المشاهير هذا الصيف

GMT 14:45 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

نصائح لتنظيف المنزل لعيد الأضحى بأقل مجهود
  مصر اليوم - نصائح لتنظيف المنزل لعيد الأضحى بأقل مجهود

GMT 18:47 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

إيقاف محمود وادي مهاجم بيراميدز 8 مباريات وتغريمه 100 ألف جنيه

GMT 05:32 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

الاتحاد الليبي يشيد باستقبال بيراميدز

GMT 03:56 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

ميلان يسقط في فخ التعادل الثاني على التوالي أمام جنوى

GMT 09:11 2020 الثلاثاء ,22 أيلول / سبتمبر

رئيس الزمالك مرتضى منصور يعرض "عواد" للبيع.
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon