توقيت القاهرة المحلي 18:25:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«داعش» الإسرائيلية

  مصر اليوم -

«داعش» الإسرائيلية

بقلم:حمد الماجد

قبل سنوات عدة وفي أحد ملتقيات حوار الأديان في أوروبا، قال لي حاخام يهودي: في إسرائيل لليهود «صحوتهم» وعندهم «اليهودية السياسية»، ولديهم أيضاً «داعش» بنسختها اليهودية. تذكرت مقالته والمحللون السياسيون يتابعون بدهشة تنامي قوة ونفوذ الأحزاب الدينية اليهودية التي على أكتافها صعد السياسي الإسرائيلي المعتق و«الشرس» بنيامين نتنياهو ليشكل مع التيارات الدينية اليهودية بشقيها المعتدل والداعشي أشد الحكومات الإسرائيلية يمينية وتطرفاً منذ إنشاء الدولة اليهودية على أنقاض الكيان الفلسطيني، بل إن التيارات الدينية اليهودية مع تكتلات اليمين اليهودي المتشدد، أمست العنصر المرجح لكفة حزب الليكود مما منحه سيطرة شبه مطلقة على المشهد السياسي في إسرائيل، ولم يتمكن حزب العمل المنافس اللدود لليكود من حكم إسرائيل إلا ثماني سنوات منذ عام 1977، مقابل 37 سنة لليكود بجناحيه اليميني العنصري واليميني الديني، ولهذا أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته «يائير لابيد» تصريحاً صريحاً قال فيه: «الحكومة المقبلة لن تكون مجرد حكومة يجلس فيها المتشددون دينياً، بل ستكون حكومة يحكمها هؤلاء المتشددون بشكل كامل»، وقد كان، فالدعشنة بنسختها اليهودية وصلت ذروتها في النفوذ، ويبدو أنها اتخذت شعار «باقية وتتمدد».
وكعادة الغرب الذي يكيل بمكيالين مع العرب وإسرائيل، ها هو الآن يقف موقفاً مزدوجاً، ليغض الطرف عن التشدد في نسخته اليهودية الإسرائيلية، فلا يكترث بتمدد المتطرفين الذين نخروا حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة، ويشيح بوجهه عن تعيين متشددين يتبنون العنف، فبعضهم كما تقول مصادر غربية مدان بالعنصرية والإرهاب وحمل السلاح مثل إيتمار بن غفير وزير الشرطة ومنهم مستوطنون في الضفة الغربية المحتلة، فوزير المالية الجديد «بيزاليل سموتريتش» ولد ونشأ وترعرع في مستوطنتي الجولان والضفة الغربية ثم ختم جهوده الاستيطانية بأن شيد منزلاً «مخالفاً» في مستوطنة كدوميم ويسكن الآن فيها.
وكما كانت تصنع «داعش»، النسخة الأصلية، وعلى مر السنوات باستمالة جمهور العامة عبر نشاطات اجتماعية خيرية وتربوية وترفيهية، تزايد حضور الصهيونية الدينية بين الفئات المجتمعية اليهودية المتعددة في المجتمع الإسرائيلي، مستغلين الآيديولوجية التلمودية وأسس الصهيونية الدينية ليتمكنوا من تأسيس شبكة واسعة من الجمعيات الدينية، وقد أثمرت هذه النشاطات الدينية المتطرفة في نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة حين حصلوا على 14 مقعداً في الكنيست المكون من 120 مقعداً، وهو رقم قياسي غير مسبوق.
إسرائيل ليست بدعاً من الدول الغربية التي يكبر فيها وحش التيارات اليمينية المتشددة، بل إن اليمين الإسرائيلي «الداعشي» المتطرف أشد تشدداً، عطفاً على الجرعة التلمودية التي تعتبر أشد تركيزاً من نظيراتها في المذاهب المسيحية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«داعش» الإسرائيلية «داعش» الإسرائيلية



GMT 01:42 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

التوريق بمعنى التحبير

GMT 01:38 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

مَن يحاسبُ مَن عن حرب معروفة نتائجها سلفاً؟

GMT 01:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

كيسنجر يطارد بلينكن

GMT 01:32 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غزة وانتشار المظاهرات الطلابية في أميركا

GMT 01:29 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

من محمد الضيف لخليل الحيّة
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 16:13 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

"فولكس واغن" أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 08:41 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الخميس 22 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 19:37 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

سفيتولينا تودع بطولة فرنسا المفتوحة للتنس أمام بودوروسكا

GMT 12:53 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

علماء يكتشفون79 مضادا حيويا جديدا في براز الإنسان يطيل العمر

GMT 01:31 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

رانيا يوسف ترقص أمام مدرسة ابنتها احتفالا بتخرجها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon