توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«نجيب محفوظ» يستضيفك على «الفطار» فى خان الخليلى

  مصر اليوم -

«نجيب محفوظ» يستضيفك على «الفطار» فى خان الخليلى

بقلم - صبري غنيم

- فاجأتنى زوجتى بطلبٍ خجلتُ أن أعتذر عنه، وهو أن تؤدى صلاة المغرب فى مسجد سيدنا الحسين، وهو الطلب الوحيد لها فى شهر رمضان.. وأقنعتنى بأنها ستكون سعيدة جدًا وهى تستمع إلى أذان المغرب من داخل المسجد.. ولكى تشجعنى أكثر على تنفيذ رغبتها وجهت لى دعوة الإفطار فى مقهى الكاتب الأديب العالمى نجيب محفوظ فى خان الخليلى. وجدت أنها دعوة لا يمكن أن أرفضها أو أعتذر عنها، واتجهنا إلى مسجد سيدنا الحسين، فهناك حياة أخرى.
ما شاء الله على الزحام الذى يحيط بالمسجد، وعربات تحمل السياح الأجانب داخل المنطقة ويحتلون المقاعد الأمامية المحيطة بحرم المسجد، والتى تطل على سوق خان الخليلى.

- الجميل هنا أن الأمن عَشرة على عَشرة لحماية السياح من المتسولين، ولأول مرة أرى سورًا حديديًا بارتفاع ثلاثة أمتار يحيط بساحة المسجد، وفهمت أن هذه الساحة مخصصٌ نصفها للسيدات والنصف الآخر للرجال للصلاة.. فقد كانت هذه الساحات يحتلها الباعة الجائلون، وحاليًا اختفى هذا المشهد وأصبحت تلك الساحات امتدادًا للمسجد.

- وفهمت من العمالة التى تعمل فى تشييد هذه الساحة أن هدفها إعطاء المرأة حقها أيضًا حتى فى الصلاة، وقُسمت هذه الساحة بين الرجال والنساء.. وعندما جاء موعد الأذان كانت المنطقة فى خشوع، وتوقفت الحركة، وحمل السائحون كاميراتهم واتجهوا إلى الساحة وسلسلة المقاهى المحيطة بالمسجد.. وهات يا تصوير.. الحقيقة مشهد مهيب!.

يجد احترام الجميع له.. محال الكباب والفول والطعمية تغرى زوار المنطقة بتناول الإفطار أمام مسجد الحسين.. ولكن مع هذا الزحام وجدت أنه يمكننا أن نشق طريقنا لنذهب إلى مقهى الأديب الكبير نجيب محفوظ.. ترحيب غير عادى من أصحاب محال خان الخليلى لكل من يعبر الطريق أمامهم، فهم يعرضون بضائعهم وبأقل الأسعار، من سِبح وجلاليب وعباءات للسيدات وآوانٍ فضية.. فعلًا، سوق تبيع التحف الفرعونية والإسلامية والمباخر.. حتى السِّبح كانت كل حبة باسم من أسماء الله الحسنى وبأسعار زهيدة جدًا.. السياح داخل هذه المحال يتحركون فى أمان، حيث ينتشر الأمن فى المنطقة بشكل ملحوظ، والشهادة لله أن أصحاب المحال أنفسهم دروع بشرية لحماية السياح من المتسولين.

- الشهادة لله أن الصورة اختلفت هذا العام عن العام السابق فى نوعية المتسولين.. لم أَرَ المتسولين الذين كانوا يطاردون المارة فى إلحاح.. ربما أن عربات فاعلى الخير كانت منتشرة فى ساحة مسجد الحسين توزع وجبات الإفطار عليهم.. ولكن المشهد الذى رأيته كان سياحًا بلا متسولين، وهذا مشهد نفخر ونعتز به.. وعلى باب مطعم نجيب محفوظ طوابير طويلة، وكان الدخول حسب أولوية الحجز.

سألت عن مدير المطعم أشرف عطية الذى كنت طلبته وتحدثت معه لحجز مكان لشخصين، وللحق كان مكانًا مميزًا، لم نستغرق دقائق وكان المكان مجهزًا بأطباق الإفطار من طواجن ومشروبات.. وفى نفس المكان، كان يوجد «التخت الشرقى» لتناول الشاى، وساعدنا فى الانتقال إبراهيم عبداللطيف، مدير القاعة، وهذا المكان كان مزدحمًا أيضًا بالسياح، فكان مطلوبًا أن تجلس بزاوية حتى تستمتع بمشهد عازفى الناى وأغانى محمد عبدالوهاب وأم كلثوم أثناء الإفطار.

الحقيقة أن زيارة المكان لها طابع خاص، خصوصًا أنك على قرب من «بين القصرين» و«حى الجمالية»، وهو الحى الذى أصبح جزءًا من تاريخ مصر.. وطرقنا المكان وكانت زوجتى مُصرة على صلاة جزء من صلاة التراويح بمسجد الحسين.. ولكن تعذر دخولنا بسبب الزحام الشديد، فقد كان هناك فرق بين صلاة المغرب وصلاة العشاء مع التراويح.. وأحمد الله أنى قد حققت لها هذا المطلب فى الشهر الكريم.. وستظل ذاكرة نجيب محفوظ فى ذاكرتها، رغم أنه كان فى داخلها طموح أن تزور منطقة «بين القصرين» وتتوغل فيها وتطوف فى شوارع حى الجمالية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«نجيب محفوظ» يستضيفك على «الفطار» فى خان الخليلى «نجيب محفوظ» يستضيفك على «الفطار» فى خان الخليلى



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt