توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رياضة المهرجانات..!

  مصر اليوم -

رياضة المهرجانات

بقلم: حسن المستكاوي

** ما هى القضايا الرياضية التى تناقشها الصحافة الرياضية والإعلام الرياضى حاليا.. هل هى أخبار البطولة والأرقام وتحليل المستويات العالمية والأولمبية أم أن القضايا التى يهتم بها الإعلام ووضعها أولوية لاعلاقة لها بالرياضة؟!..
** من كان يتخيل أننا بعد ما يقرب من مائة عام من ممارسة الرياضة الحديثة، سنصل فى القرن الحادى والعشرين إلى مرحلة نطالب فيها بتعريف القضية الرياضية التى تستحق الاهتمام؟
**ربما هى حكاية عصر ومجتمع، فما زلنا أيضا نرى الجدل نفسه فى السينما والغناء والأدب والثقافة.. وما زلنا نجتر من أزمنة مضت صوت حليم وأم كلثوم فى مواجهة ما يسمى بأغانى المهرجانات.. ولعل الرياضة باتت الآن ساحة لمباريات ليست مباريات؟!
** فقدنا الكثير من القضايا الرياضية الحقيقية. ولم تعد الرياضة ساحة للصراع الجميل والنظيف بين القدرة البشرية وبين الزمن والمسافة والوزن.
** كنت أحضر أيام الطفولة بطولة الجمهورية لألعاب القوى باستاد مختار التتش، وهى تقام ليلا على الأضواء الكاشفة، ويحضرها ما يقرب من عشرة آلاف أو عشرين ألف متفرج، فى دولة يصل تعداد سكانها إلى 26 مليون نسمة، وكانت بطولات السباحة يحضرها آلاف من المتفرجين والمشجعين وليس فقط أولياء الأمور. وكانت الصحافة الرياضية فى النصف الأول من القرن العشرين تهتم بالإنجازات الفردية، فى مختلف اللعبات، لدرجة أنه حين عبر السباح إسحاق حلمى بحر المانش كتبت جريدة الأهرام يوم الأحد 2 سبتمبر 1928 فى صدر صفحتها الأولى: «أول سباح شرقى يجتاز المانش».. واهتم داود بركات رئيس تحرير الأهرام بالحدث وكتب مقالا فى الصفحة الأولى يوم 7 سبتمبر 1928 تحدث فيه عن أمله فى أن تسير مصر إلى الأفضل بسبب فتيانها، ووصفهم بالأبطال الأشداء..
** اهتمت الأهرام دائما باللعبات الأخرى وأبطالها وبنشر الثقافة الرياضية وتغطية الألعاب الأولمبية. فعلت ذلك أثناء مشاركة مصر فى دورة باريس عام 1924 ثم دورة أمستردام عام 1928. وناقشت الجريدة النزاع الدولى الذى ثار بشأن مشاركة المحترفين و«الغواة» حسب النص القديم، ويقصد بهم الهواة، فى الدورات الأولمبية.. وكنت وما زلت أرى أن الرياضة نشاط إنسانى شديد الرقى يعلم الإنسان الكفاح النضال بشرف، وقبول الهزيمة، والاحتفاء بالانتصار فى كبرياء وتواضع..
** عندما أحرز الرباع السيد نصير ميدالية أولمبية مصرية، نظم من أجله أمير الشعراء أحمد شوقى قصيدة قال فيها:
« إن الذى خلق الحديد وبأسه
جعل الحديد بساعديك ذليلا
لم لا يلين لك الحديد ولم تزل
تتلو عليه وتقرأ التنزيلا
قل يا نصير وأنت بر صادق
أحملت إنسانا عليك ثقيلا»
وللقصيدة بقية لكنها تعكس صورة الزمن الذى يجعل شاعرا مرموقا مثل أحمد شوقى ينظم قصيدة من أجل بطل، وقد ألقى بها جعفر والى باشا رئيس النادى الأهلى فى حفلة تكريم السيد نصير.
** ظلت صفحات الرياضة فى الأهرام منبرا، وقد استمرت فى اهتمامها بتعريف قارئها بالمستويات العالمية والأولمبية، وتكتب تقريرا عن الأرقام والترشيحات والأبطال وتشارك فى الاستفتاءات العالمية، فى زمن لم تكن فيه المعلومة متاحة..
** وتدريجيا بدأت منافسات المهرجانات تطغى على ساحة الرياضة، وطوال سنوات وسنوات كنا نرفض كل ما هو مسىء وقبيح، ونطالب بتطبيق القانون، ونطالب من يملك تطبيق القانون اتخاذ إجراء للحد من طغيان سوء الأخلاق على ساحات الرياضة، لكن كرة الكراهية والتعصب أخذت تكبر وتكبر، مثل كرة الثلج تكتسح ما فى طريقها أو مثل كرة النار التى تحرق كل من يلعب بها، فأصبح القلم مجرد سيف يصارع طواحين الهواء لأن أحدا لا يحاسب بضم الياء، ولا أحد يحاسب بفتح الياء!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رياضة المهرجانات رياضة المهرجانات



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon