توقيت القاهرة المحلي 01:52:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أيام مع الأهلى والزمالك..

  مصر اليوم -

أيام مع الأهلى والزمالك

بقلم: حسن المستكاوي

** هى هذه الأيام التى لا يعلو فيها على صوت مباراة نهائى دورى أبطال أفريقيا، وهى تلك الأيام التى عشناها مع مهنة الصحافة منذ سنوات، وهى أيضا تلك الأيام الحلوة التى مضت من شبابنا ومن طفولتنا. فكل بيت تقريبا كان بداخله أهلى وزمالك. قد يكون بعض الأشقاء فى المعسكر الأحمر والبعض الآخر فى المعكسر الأبيض. وقد يكون الأب أو الأم.. لكن فى النهاية هى أسرة واحدة. وهى عمارة سكنية واحدة، وهو حى واحد ومدينة واحدة وقرية واحدة ودولة واحدة..
** كان يوم مباراة الأهلى والزمالك يوما جميلا ويوما مختلفا.. نتفق مع الأصدقاء على الذهاب إلى الاستاد. نشترى التذاكر صباح يوم المباراة. كنا نجدها. ومررنا بأيام لم نكن نجدها. كنا نحتل مقاعدنا فى أولى يمين أو شمال وفى ثالثة يمين أو شمال. لا يهم الموقع فالملعب كله بمدرجاته لجماهير الأهلى والزمالك ولجماهير أخرى تحضر الحفلة وتحب أن تعيش لحظات المتعة والإثارة. كان يوم عيد. فلا تقسيم للجماهير يرسخ القبلية، ويقسم المصريين ويفصل بينهم. كان جماهير الفريقين يتجاورون ويتناقشون ويتحدثون ويتحدون ويمزحون.. فلا غضب ولا غل ولا كراهية..
** كانت مصر حائرة بين الفريقين مثل الفنانة صباح، ومازالت حائرة طبعا، وكنا نعشق أغنيتها التى تعبر عن عيد القمة الساكن فى وجدان المصريين، تماما مثل «رمضان جانا.. » لعبدالمطلب، و«ياليلة العيد» لأم كلثوم..
** نتوجه إلى ملعب الأهلى فى الجزيرة أو ملعب الزمالك فى ميت عقبة قبل أن تنقل مباريات القمة إلى استاد القاهرة، نتوجه فى الصباح، فالمباراة كان موعدها الثالثة. نشترى سندوتشات الفول والطعمية، والبرتقال.. وندخل الملعب بنظام ونخرج منه بنفس النظام.
** تبدأ المباراة.. تتعالى آهات الإعجاب فالملعب مثل مسرح جميل، واللاعبون هم الممثلون، الذين يعرضون لنا البهجة والمتعة والترويح. وإذا تجاوز بعض الجمهور بالهتاف: «شيلوا الرف» يعترض كل الجمهور: «عيب يا جماعة مايصحش» !
** كان الكابتن لطيف يعلق فى التلفزيون، هو وحده الذى يعلق، قبل أن ينضم إليه الأساتذة الرواد أمثاله. وكان معلقنا الكبير يحرص على تعليمنا قانون كرة القدم، وكان صوته معبرا وجميلا، ويتمتع بخفة ظل وتلقائية.. وهو الذى أدخل اللعبة إلى قلوب الملايين، كما أدخلها التلفزيون إلى عقول المشاهدين.. وكان الكابتن لطيف من أشهر نجوم الزمالك، لكنه شأن هذا الجيل، ينقل مباريات الأهلى والزمالك، فلا يمكن لأحد أن يشك فى موضوعيته وحياده وأمانته الإعلامية..
** خارج الملعب يسود الصمت والسكون، والسيارات تتوقف مثل ضربات القلب والصمت يحتوى كل شىء. نشجع ونهتف ونغنى بحماس أثناء اللعب وبصوت مثل صوت الرعد. نفعل ذلك قبل المباراة وأثناء المباراة وبعد المباراة. ويفرح من فاز ويحزن من خسر لكن المهم أننا تحمسنا وشجعنا واستمتعنا. الفائز أو الخاسر، وقد ذهب الحماس والانفعال بذهاب المباراة.. لا شىء يبقى سوى ذكرياتنا عن المباراة..
** كانت أيام جميلة وبريئة، لم يكن المجتمع قد لوثته نار الكراهية.. لم يكن شيطان التعصب قد عرف طريقه إلى عقولنا فى تلك الايام البعيدة.. التى تبدو اليوم كأنها من صنع آلة الزمن..!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيام مع الأهلى والزمالك أيام مع الأهلى والزمالك



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر

GMT 06:58 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

علاج محتمل للسكري لا يعتمد على "الإنسولين" تعرف عليه

GMT 14:10 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أسوان يخطط لعقد 9 صفقات قبل غلق باب القيد لتدعيم صفوفه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon