توقيت القاهرة المحلي 11:27:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عدن وقميص أبو اليمامة: من المستفيد من نزع الثقة عن التحالف

  مصر اليوم -

عدن وقميص أبو اليمامة من المستفيد من نزع الثقة عن التحالف

بقلم: يوسف الديني

لفهم الحالة اليمنية لا يمكن فهم مجريات الأحداث في اليمن ما بعد انبعاث المسألة الجنوبية ذلك الجرح الغائر الذي أهمله الفاعلون في اليمن منذ الوحدة الشكلانية 94 والتي كان يديرها الرئيس السابق علي صالح كمايسترو لجوقة من المتنافرين في العزف على لحن يمن موحد.
أزمة اليمن الحقيقية بإزاء ملفات الحرب والسلم وغياب مؤسسات الدولة المتداعية ما قبل اختطاف الشرعية من قبل ميليشيات الحوثي، وميليشيات أخرى مضمرة تعمل على إبقاء حالة غياب الدولة وإضعاف الشرعية ومنها التشكيلات المسلحة التي تضم «القاعدة» والمجموعات الصغيرة الجهوية إضافة إلى حزب «الإصلاح» الذي يتم الزجّ به الآن اعتماداً على قواعده في الأرض من تجار الأزمات وحلفاء الإسلام السياسي من تركيا إلى قطر التي باتت محطتها «الجزيرة» إعلاماً حربياً بعد أن تعطلت الدبلوماسية السياسية على أثر نجاعة المقاطعة في تحقيق أهدافها وأهمها كفّ اليد التخريبية في رعاية المعارضات. المقاطعة تفسّر حجم الاستثمار في الخندق للنظام القطري المتمثل في القناة التي بات على مدار الساعة ليس لديها سوى قضية واحدة وجودية بالنسبة لها، نزع الثقة عن التحالف السعودي الإماراتي في كل المواقع من الصومال والآن اليمن وبملفات تشغيبية تخص السيادة السعودية من تسييس الحج.
نزع الثقة عن التحالف السعودي الإماراتي، وهو تحالف مبني على التكاملية على عكس التحالفات التي قادها النظام القطري على مبدأ التبعية لإيران وتركيا، تلك التكاملية التي تعني القدرة على اتخاذ سياسات متنوعة لكنها تخدم نفس الهدف وهو إنقاذ اليمن من ميليشيات السلاح والتدمير وأجندات الإسلام السياسي التي باتت متطابقة مع استراتيجية ميليشيا الحوثي، وهنا يمكن فهم تلك المساحة الكبيرة التي تفردها «الجزيرة» بوصفها غرفة أخبار الحرب للحوثيين لقيادات الميليشيا وآخرها ظهور عبد الملك الحوثي على القناة ليقوم بلعب دور دق الإسفين بين السعودية والإمارات وإسداء النصائح السياسية كما كان الحال من قبل في استضافة حسن نصر الله ومحللي دعم خطاب الإرهاب من رموز «القاعدة» وصولاً إلى «داعش».
الهجوم الذي أدى إلى مقتل القيادي أبو اليمامة نفذ بواسطة صاروخ إيراني وتسبب بمقتل أكثر من ثلاثين جندياً وجرح المئات، وهو فتح الجراح على الحالة في الجنوب إلى ما قبل الحرب واستعادة ملف الجنوب بكل حمولاته لكن في سياق تاريخي مختلف، حيث بات من الصعب اجترار الملف والقفز على الوحدة اليمنية مع كل أخطائها في استدماج الجنوبيين للتغطية على حقائق جديدة من أبرزها اختلاف الوضع اليوم بعد الهجرات الواسعة من كل مناطق اليمن إلى الجنوب والعمالة والفارين من أتون الحرب، إضافة إلى الخلافات المعقدة داخل المجموعات الفاعلة في ملف الجنوب الذين لم يكونوا من قبل كما هو الحال اليوم على قلب رجل واحد.
أبو اليمامة الذي تم استثماره كوقود لتفجير الأزمة وملف الانفصال كان يتبع الحكومة المركزية بقيادة الرئيس الشرعي هادي رغم ولائه لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي والمفارقة أنهما، عيدروس واليافعي أبو اليمامة، حكم عليهما بالإعدام من قبل حكومة علي صالح وبقيا مختبئين في منطقة يافع، ولنتذكر أيضاً أن فور مقتله بادرت الحكومة الشرعية إلى إصدار بيان تأبين وتثمين لأدواره في قتال ميليشيا الحوثي، وعلينا أن ندرك أن أجواء الأزمات ومقتل الرموز التي ينظر إليها كأبطال عادة ما يستجلب ردود فعل غير معقلنة تشمل المظاهرات والمطالبة بالانفصال والثأر والانتقام، وهو ما يتم استثماره سريعاً من قبل الأطراف الأخرى الميليشيا التي تريد الانقضاض على هذا التوتر بدفعه إلى الحدود القصوى مستعينة بأداتها الإعلامية الطيّعة في الدوحة.
الأكيد أن التحالف رغم موقفه الصريح والواضح برفض ردود الفعل المتسرعة التي تتخذ من «البلطجة» استراتيجية لتغيير الوضع بحاجة إلى حسم ملف الجنوب عبر مؤتمر حوار وإيجاد صيغة توافقية بعد أن كانت هذه الملفات مرحّلة إلى ما بعد هزيمة ميليشيا الحوثي التي تأخرت بسبب عوامل كثيرة على الأرض؛ أهمها فشل المجتمع الدولي في موضعتها كمنظمة إرهابية لا كطرف نزاع.
الحالة السياسية المتحولة في الجنوب لا تلغي أيضاً أن ملف الانفصال كما يطرح اليوم بشكل براغماتي يتجاوز حقائق على الأرض أهمها متعلقة بالتكييف القانوني، فالشرعية التي يدعمها المجتمع الدولي وكذلك الأمم المتحدة للحكومة اليمنية برئاسة عبد ربه منصور هادي ابن الجنوب (أبين) وهو الذي تحدث أكثر من مرة على أنه مستعد لسماع مطالب الانفصاليين بشرط أن تكون قائمة على إيجاد صيغة توافقية وليس الانفصال عن الجسد اليمني الموحد والذي يعطي فرصة للحوثيين وحلف التقويض لمنطق الدولة المبرر لإسقاط تلك الشرعية، وهذا جزء من رواية أخرى يجب أن تقال ما بعد الأزمة، وهو أن إحدى أكبر أزمات التحالف مع الحالة اليمنية تكمن في النخب السياسية القديمة التي لا تزال رهينة التاريخ أكثر من المستقبل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عدن وقميص أبو اليمامة من المستفيد من نزع الثقة عن التحالف عدن وقميص أبو اليمامة من المستفيد من نزع الثقة عن التحالف



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

النجمة درة بإطلالة جذّابة وأنيقة تبهر جمهورها في مدينة العلا السعودية

الرياض ـ مصر اليوم

GMT 11:27 2024 الأحد ,12 أيار / مايو

كايلور نافاس يُعلن رحيله عن سان جيرمان
  مصر اليوم - كايلور نافاس  يُعلن رحيله عن سان جيرمان

GMT 10:47 2024 السبت ,11 أيار / مايو

طرق تنظيف أنواع الكنب ووسائده المختلفة
  مصر اليوم - طرق تنظيف أنواع الكنب ووسائده المختلفة

GMT 00:28 2024 الأحد ,12 أيار / مايو

نصائح غذائية لتقوية جهاز المناعة
  مصر اليوم - نصائح غذائية لتقوية جهاز المناعة

GMT 00:22 2024 الأحد ,12 أيار / مايو

عاصفة شمسية تلوّن السماء بأضواء قطبية
  مصر اليوم - عاصفة شمسية تلوّن السماء بأضواء قطبية

GMT 11:39 2023 الأحد ,05 شباط / فبراير

وما أدراك ما أشباه الرجال!

GMT 17:34 2021 الإثنين ,19 إبريل / نيسان

مركز الجنيه المصري يرتفع أمام الدولار في أسبوع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon