توقيت القاهرة المحلي 23:38:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فنزويلا ساحة للحرب الباردة الجديدة

  مصر اليوم -

فنزويلا ساحة للحرب الباردة الجديدة

بقلم : د. سعيد اللاوندى

مجلس الأمن أصابه شلل تام فى الأيام القليلة الماضية، فالقرار الروسى يتضاد مع القرار الأمريكى، الأول يساند الرئيس الشرعى «مادورو»، والقرار الثانى يساند رئيس البرلمان وزعيم المعارضة، أما الشعب الفنزويلى فيدفع الثمن من حياته ومستقبل أجياله. لقد تحولت فنزويلا إلى ساحة للحرب الباردة الجديدة، فأمريكا تحارب روسيا عبر الصراع الموجود فى هذه الدولة التى ترى أمريكا أنها يجب أن تكون ملحقة بها لأن «مادورو» هو تلميذ الرئيس الراحل «تشافيز» فوجب أن يحمل عصاه على كتفه ويرحل.

نعم إنها حرب بالوكالة، والجوع نتيجة هذا الصراع ينهش لحم شعب فنزويلا، الذى يريد أن يعيش فى أمن وأمان واستقرار بعيداً عن العربدة الأمريكية التى أصبحت من نواميس الحياة هناك.

فالولايات المتحدة تريد الاستحواذ على فنزويلا وتهدد على لسان رئيسها «ترامب» بإمكانية التدخل عسكرياً لمساندة زعيم المعارضة وتصر على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، اللافت للنظر أن ألمانيا وفرنسا، وهما الموتور الذى يحرك الاتحاد الأوروبى، أعلنتا أنهما تقفان مع الولايات المتحدة ضد الرئيس الشرعى مادورو، وهو شىء مؤسف لأن ألمانيا وفرنسا تعلمان أن أمريكا تضرب مبادئ حقوق الإنسان فى مقتل وتقف ضد الديمقراطية وإرادة الشعب الفنزويلى وليس هكذا تعلن أوروبا عن نفسها، فهى تقف تارة مع الولايات المتحدة وتؤيدها فى قراراتها الظالمة وتارة أخرى تقف ضدها، وهو أمر غير مفهوم خصوصاً عند أولئك الذين يظنون أن أوروبا تقف ضد أمريكا وتدافع عن حقوق الإنسان وهو أمر يُذكرنى بأحداث 11 سبتمبر الشهيرة عندما كنا نظن أن أوروبا ستقف حتماً ضد أمريكا لإعلاء صوت الحق، وكانت المفاجأة أن خرجت صحيفة «لوموند» الفرنسية صباح يوم 12 سبتمبر بمانشيت يقول: «نحن كلنا أمريكيون»! وهو ما يعنى أن التحالف الأطلسى (الأمريكى - الأوروبى) سيكون دائماً لصالح أمريكا سواء كانت ظالمة أو مظلومة.

الشىء نفسه يتكرر فى أحداث فنزويلا التى تريد أمريكا أن تلتهمها بموافقة أوروبا.

لقد تغيرت أسس العلاقات الدولية ولا مكان فيها لمبادئ أو حقوق إنسان أو الديمقراطية، وبيت القصيد هنا المصالح المشتركة.

المؤسف أن المنظمة الأممية العالمية لا تأثير لها، وهو ما يؤكد ما سبق أن قالته «أولبرايت» وزيرة الخارجية السابقة، وهو أن من يسوس العالم هى الولايات المتحدة وليس الأمم المتحدة التى لا تزيد على كونها «خيال مآتة»!

العالم وليس فقط فنزويلا فى خطر حقيقى أمام العربدة الأمريكية، خصوصاً أن الرئيس «ترامب» يضرب الحائط بالقيم السياسية التى تعلمنا عليها ولا هدف له سوى الانتقام من «تشافيز» وتلقين الشعب الفنزويلى درساً مفاده أن أمريكا هى أعظم دولة فى العالم بلا منازع، والأمل معقود على روسيا التى وجدت نفسها فى مواجهة مع الأطماع الأمريكية التى تريد أن تبتلع فنزويلا مهما كان الثمن.

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فنزويلا ساحة للحرب الباردة الجديدة فنزويلا ساحة للحرب الباردة الجديدة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد

GMT 13:22 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

قائمة "نيويورك تايمز" لأعلى مبيعات الكتب

GMT 20:50 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقلوبة لحم الغنم المخبوزة في الفرن
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon