توقيت القاهرة المحلي 12:45:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نظام عالمي جديد؟

  مصر اليوم -

نظام عالمي جديد

بقلم: حسين شبكشي

هل هناك نظام عالمي جديد يجري تشكيله هذه الأيام؟ نظام قد يكون هو البديل للنظام الناشئ من سقوط جدار برلين. أهم ملامح هذا المشهد هو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المعروف بـ«بريكست»، وهي المسألة التي التقطتها مبكراً مراكز صناعة القرار في الجامعات البريطانية الكبرى، وبدأت «تمهد» للرأي العام البريطاني بالتركيز على أضرار البقاء في السوق الأوروبية على بريطانيا، ومزايا الخروج منها، وركزت بشكل أساسي على تبعات الأزمة المالية العالمية على أوروبا مقارنةً بأميركا التي خرجت منها بشكل أسرع، أما أوروبا فاستمرت تداعياتها لليوم نتيجة التعقيدات البيروقراطية وتضارب السياسة المالية مع النقدية، وهي مسألة أصابت اقتصاد بريطانيا القوي بالضرر نتاج التبعية لسوق أوروبا الضعيف.
والمسألة الثانية التي نبهت إليها مراكز صناعة القرار في الجامعات البريطانية، كانت الأضرار الهائلة التي تسببت فيها هجرة الأيدي العاملة الأوروبية للسوق البريطانية والتي أسهمت في ارتفاع نسبة البطالة في بريطانيا.
أميركا اليوم تراهن على نفسها مجدداً وعلى قدرتها على إقناع حليفتها «الأهم» لتكون لها الشريك الاقتصادي الأول كبديل أهم من السوق الأوروبية، وقد يكون ذلك «جزرة» لإغراء دول أخرى بالقيام بنفس الخطوة الجريئة.
أيضاً ملامح النظام الجديد الذي يتشكل تلقي بظلالها على الحراك الشعبي الثوري الهائل في لبنان. فما حصل من انسحاب أميركي من شمال سوريا، وإلقاء «الأقلية» الكردية إلى التهلكة في مواجهة العدوان العسكري التركي، كان له أثره العظيم على موقف كتلة وليد جنبلاط وعدم اتخاذها موقفاً حاسماً من مسألة الاستقالة من الحكومة، فهو يخشى «هجوماً» عليه وعلى طائفته لا يلقى حماية «تاريخية» له، والتشنج الذي ظهر عليه زعم تنظيم «حزب الله» الإرهابي حسن نصر الله هو لإحساسه أنه هو «شخصياً» قد يكون «ثمناً» في صفقة إقليمية جديدة يتم الإعداد لها تعيد ترتيب أوراق المنطقة بدخول روسي على الدول الملتهبة في الشرق الأوسط بعد الانسحاب الأميركي، وروسيا بوتين لا ترغب في منافسين لها في إدارة شؤون المنطقة، إضافة إلى حساسية بوتين الشخصية وعدم ارتياحه ولا اطمئنانه إلى المجاميع الأصولية الإسلامية المسلحة من تجارب سابقة له، ولذلك جاء رد حسن نصر الله مرتبكاً وخائفاً وقلقاً جداً.
ملامح النظام العالمي الجديد لم تكتمل بعد وهناك فصول تتكون في مواقع مختلفة حول العالم لذلك. حتى إسرائيل في داخلها حوار قلق وغير مسبوق، له علاقة بالانسحاب الأميركي من المنطقة ككل وانعكاس ذلك على العلاقة بإسرائيل وجدية استمرارية عهد وحلف حمايتها.
أميركا تركز مواردها وتدعو حلفاءها للتركيز على المهمة الأولى لها، وهي مواجهة الصين، وهذا سيكون على حساب كل شيء آخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظام عالمي جديد نظام عالمي جديد



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 00:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غوارديولا يحذر السيتي وآرسنال من مصير ليفربول
  مصر اليوم - غوارديولا يحذر السيتي وآرسنال من مصير ليفربول
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon