بقلم: د. أسامة الغزالى حرب
هذه أسئلة أو تساؤلات تلح كثيرا على ذهنى، وسبق أن طرحتها فى هذا المكان فى العام الماضى (25/8/2024)، وأجدنى اليوم راغبا فى إعادة طرحها بقوة! فأنا أقيم الآن منذ أكثر من شهر فى قرية «الصحفيين» بالكيلو 82 طريق الإسكندرية - مطروح. وهى قرية صغيرة الحجم، قليلة التعداد، ولكن أجمل ما فيها هو العلاقات الطيبة بين قاطنيها، الذين ينتمون اجتماعيا للطبقة المهنية، المتوسطة، الحضرية. بالمقاييس الشائعة إعلاميا، تصنف قرية الصحفيين (أو قرية حسن فتحى، نسبة للمهندس العبقرى المصرى الراحل، الذى بنيت القرية وفقا لأفكاره الرائدة عن العمارة البيئية).. بين قرى الساحل الطيب (أو ما أسميه الساحل الغلبان!) مقارنا بما شاعت تسميته إعلاميا بالساحل الشرير، الذى أخذت قراه الأكثر غنى وثراء تتدافع للاتجاه غربا حتى مطروح ثم العلمين.
هذه القرى كلها، التى تقترب من 160 قرية تمتد على شاطئ البحر المتوسط، من غرب الإسكندرية إلى مطروح، الذى هو ملك الشعب المصرى كله، نعم.. ملك الشعب المصرى كله! ولكن تحتكره وتستمتع به قلة من الملاك المنتمين لفئات اجتماعية محددة، أو اثرياء حصلوا عليها من «مطورين عقاريين» تسابقوا لتسويق وحداتهم، شديدة الفخامة. أى أن الغالبية العظمى من تلك «القرى» يشغلها ملاك تقل نسبتهم عن 1% من تعداد مصر، لما لا يزيد على ثلاثة شهور سنويا، بما يعنيه ذلك من إهدار ثروة بمليارات الدولارات يمكن أن تكون محلا لاستثمار فندقى عالمى، ويصبح مصدرا هائلا للدخل القومى، لمصلحة الشعب المصرى كله. وانظروا فى نفس الوقت إلى شواطئ الإسكندرية التقليدية الجميلة.
سوف يذهلكم ازدحامها الهائل بملايين المصطافين الذين يسعى كل منهم إلى أن يجد موقعا لقدمه على شواطئها ذات التاريخ الحافل، الممتدة من المعمورة والمنتزه، مرورا بسيدى بشر وميامى.. وحتى رأس التين!.. أيها السادة، أصحاب السواحل الغلبانة والطيبة والشريرة جميعا....» فيه حاجة غلط».!