توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حبيب غايب

  مصر اليوم -

حبيب غايب

بقلم : خديجة حمودة

نعيش الحياة منذ أول لحظة لنا فيها حتى الرحيل باحثين عن الحب والحبيب والونس والونيس والمانح والمعطاء والكريم والسخى والسند، ولعل صورة الوليد الذى يمد يده الصغيرة بحثاً عن أى من هؤلاء هى أصدق تعبير عن ذلك فجميعنا نبحث عن الأمان والسعداء فقط من يجدون يداً أخرى أو أيادى عديدة تمسك بهم وتتشبث وتجذب بقوة وتتمسك وتحكم قبضتها.

أحدثكم اليوم أصدقائى عن الحبيب والأيام والمشاعر التى تسقط منا وسط الطريق رغماً عنا فنعيش ننتظر العودة ونتذكر نصائح العجائز فى الزمن الجميل عندما كانت إحداهن تجد على وجنتها أحد رموش العين حائراً أين يذهب؟ والى أين مصيره؟ بعد أن سقط سهواً من مكانه المميز حول العين فتمد أصابعها لتلتقطه بسرعة وتقبله وتضمه إلى صدرها داخل ملابسها هامسة بدلال أنثوى خجول أفقدتنا إياه الأيام والتكنولوجيا والحياة (حبيب غايب) أى إنها ستلتقى بحبيب طال غيابه.

ويجب أن نعطى لهذه الجملة المكونة من كلمتين حجمها ومعناها الطبيعى الذى تضمه بين حروفها قليلة العدد ضخمة الأحلام والمعانى، فالغائب قد يكون نجاحاً أو عملاً أو رزقاً أو وداً طال افتقاده مع شركاء أو أصدقاء أو أحبة، ومثله أيضاً فى المعزة والمكانة وانتظار قربه الوحى والإلهام للمبدعين من الكتاب والشعراء وكل من يمارس مهناً تحتاجه وما أقسى الغياب عن الوطن والبحث عنه وعن الأرض والذكريات والبيت القديم وجوانبه وأثاثه والأقلام الملونة الطباشيرية والممحاة من القماش المشدود واللوحة الجدارية للسيدة الجميلة ذات الجسد البللورى والثوب المهدل فوق كتفيها والرموز البدائية التى كنا نتحدث بها ونكتبها على الجدران كرسائل سرية خاصة جداً.

وعن تجربتى مع تلك المشاعر ورمش العين المتحرك الموحى بالفرحة والسعادة أقول إنه فى قصص كثيرة يرويها أطباء أو مساعدون لهم يعود المريض للحياة بعد أن يوشك على الرحيل وبعد أن يتوقف القلب عن النبض لبرهة صغيرة ومما لا شك فيه أن العودة للحياة بعد فترة أشبه بالموت فكرة رائعة وممتعة، خاصة لمن لديه القدرة على وصف هذه المرحلة بوضوح.

وفى علاقاتنا الخاصة من أجمل اللحظات تلك التى تكتشف فيها أن حبك حى يرزق بينما كنت تظن أنه قد انتهى.

لحظة تساوى سعادة العمر كله عندما تعود للعيون بريقها وقدرتها على الحديث والبوح ويذوب ثلج من حول القلوب وتتلون الوجنات بدماء الرغبات وترتعش الأيدى بفرحة اللمسات وينطلق اللسان بأبلغ الكلمات، ففى تلك اللحظات يمكن أن يبوح الإنسان بما شعر ورأى فيقص على الأحبة مشاهداته وما احتوى قلبه الذى كاد أن يتوقف عن العمل ويتركه لحياة أخرى وكيف تمنى أن يعود للأحبة من جديد.

وترجمة لكل ذلك فقد رسمت بأعلى التقنيات ما يمكن أن يحدث لى فى تجربة كهذه وساعدنى فى ذلك العديد من الأقمار الصناعية مختلفة الجنسيات فقد رأيت قصة حياتى وقد تحولت إلى صورة قلب صغير، فداخل قبضة يدى وجدت بصمات تلك الأصابع التى احتضنتها مواسية ثم مندهشة وبعدها عاشقة حبيبة.

وفى الثنايا وأسفل الشريان الرئيسى رسمت علامة مميزة للنظرات الفاحصة المعجبة الخجولة التى عاشت فى ذلك المكان فى صمت تام عقدين من الزمن.

ووضعت علامات مضيئة فى مدخل الشريان التاجى تدل من يقرأ اللوحة على اللحظات الفريدة التى حصلت عليها وحدى دون منازع.

أما البطين الأيمن فزينته بصورة تتحدث فيها العيون وتحكى عن أجمل الذكريات قبل البوح والاعتراف والاندماج وإلى جوارها فى البطين الأيسر كانت شهادة ميلاد مؤرخ فيها متى وأين كان أول لقاء.

وفى المخرج الرئيسى للدماء لباقى الجسد الذى أنهكه الشوق والحنين اختلطت كلمات الحب التى تغنى بها الشعراء وألحان وموسيقى تحكى قصص وأساطير العشاق ومفردات لم تكتب لشخص سوى الحبيب وألقاب حصل عليها وحده ليتحدوا معاً وينظموا صوت دقات القلب.

فليبحث كل واحد منكم عن صورة الحبيب الغائب وسيجده دون شك ما دام لديه قلب ينبض ويغنى ويدندن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حبيب غايب حبيب غايب



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 13:35 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء
  مصر اليوم - استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt