توقيت القاهرة المحلي 15:00:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نفق «كورونا»... الدخول والخروج

  مصر اليوم -

نفق «كورونا» الدخول والخروج

بقلم: مشاري الذايدي

كان «المزاج» العالمي -العرب جزءٌ من هذا المزاج- متّجهاً نحو «الخروج» من عالم «كورونا»، خصوصاً بعد الضخ الإعلامي العالمي الجبار عن جائحة كورونا (كوفيد – 19) ومئات آلاف المقابلات التلفزيونية، والإذاعية الحيَّة وعلى الأونلاين، لأطباء وخبراء، وأشباه الأطباء والخبراء، والساسة، وأشباه الساسة، والمثقفين... وأشباه المثقفين!

تزايدت الأخبار الجيدة مؤخراً عن تصنيع اللقاحات المضادة، بل صرنا أمام تنافس أميركي أوروبي صيني روسي على مَن لقاحه أفضل من لقاح الآخرين، إضافة لذلك صارت الحياة أكثر سلاسة وأقل تجهماً، بعد شهور عسيرة من إجراءات العزل ودمار الاقتصاد، خصوصاً اقتصاد الخدمات والسياحة والطيران، ومرحلة نفسية كئيبة غير مسبوقة في العصر الحديث، بسبب مزيج من القلق والإشاعات وقطع التواصل الطبيعي بين بني «الإنسان»، ومما يقال عن سبب اشتقاق اسم الإنسان إنه من الأنس والمؤانسة المركوزة في فطرة الإنسان.

في غمرة المزاج الأبيض بالخروج من هذا النفق الأسود، واتجاه العالم للانتصار على هذا العدو الخبيث، و«هدوء» الإعلام، نسبياً، عن العويل والويل والثبور وعظائم الأمور، خصوصاً مع الثقة بقدرات البشر الكبيرة على عبور الأزمات، بجهود العلماء المخلصين، وسعي الساسة الحكماء... في غمرة هذا المزاج، فجأة ومن دون سابق إنذار، إذ بحديث كثيف عن موجة أخرى من كورونا «المتحوّر» اندلعت من بريطانيا، وعودة لسياسات العزل ضد بريطانيا من الخارج، وداخلها ضد المقيمين والمواطنين في بريطانيا، والأمر شبيه بذلك إلى حدٍّ ما في ألمانيا.

ثارت أسئلة من نوع: هل اللقاح الجديد، الأميركي أو غيره، مفيد ضد هذه السلالة المتحورة كما يصفونها، وهل المتحوّرة هذه أصلاً مخيفة؟ هل اللقاح الجديد أخذ دورته الطبيعية في الاختبارات، أم أنَّ هناك مناخاً من الإشاعات المرجفة حول عدم نجاعة هذا اللقاح، ونتائجه الجانبية غير المضمونة؟ أين الكلام السياسي من الكلام العلمي في كل هذا الجدل؟!

والسؤال الكبير: هل يحتمل العالم عزلاً صارماً كالذي فُرض على الكوكب طيلة السنة التي توشك على الرحيل، سنة «كورونا»، سنة 2020؟

في 17 أبريل (نيسان) من 2020 كتبت هنا في هذه المساحة التالي:

«أظن أنه لا يمكن للدول في العالم، على الأقل في الأمدين القريب والمتوسط، تحمّل جائحة اقتصادية واجتماعية قريباً كما هو جارٍ الآن، لذلك فتوفير خطة طوارئ مقبلة ووضع كوادر طبية وبشرية وتخزين مواد وأجهزة طبية وغذائية وخدماتية، وتجهيز قدرات (سريعة) لبناء مشافٍ ميدانية، وتخرين أجهزة تنفس، وما شابهها، لما قد يحمله المستقبل، لا سمح الله، من مفاجآت سيئة، كل ذلك هو من عزائم الأمور... حتى يأذن الله بالنور والسرور».

لا ندري حتى الآن عن الخط العالمي المعتمد في التعامل مع هذا المتحوّر الجديد، لكن لا شك أنَّ العقل والتجربة يقتضيان انتهاج أسلوب آخر، أكثر نجاعة وأقل فجاعة، لصالح البشرية جمعاء، في صحتها الجسدية... والنفسية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نفق «كورونا» الدخول والخروج نفق «كورونا» الدخول والخروج



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

الأميرة رجوة تتألق بفستان أحمر في أول صورة رسمية لحملها

عمان ـ مصر اليوم

GMT 14:31 2024 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

عبدالعزيز مخيون يكشف عن مكسبه الحقيقي من الفن
  مصر اليوم - عبدالعزيز مخيون يكشف عن مكسبه الحقيقي من الفن

GMT 13:05 2024 الأحد ,02 حزيران / يونيو

تحذيرات من ربط الحساب البنكي بتطبيقات الدفع
  مصر اليوم - تحذيرات من ربط الحساب البنكي بتطبيقات الدفع

GMT 00:43 2017 الأحد ,08 كانون الثاني / يناير

انتصار السيسي تطمئن على صحة الفنانة نادية لطفي

GMT 12:37 2020 الخميس ,25 حزيران / يونيو

لاباديا يوضح تدريب هيرتا برلين كان تحديا كبيرا

GMT 08:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

وفاة رئيس الاتحاد الأوروبي لألعاب القوى

GMT 21:23 2020 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

طلب غير متوقع من أسرة قتيل فيلا نانسي عجرم

GMT 05:44 2020 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

نانسي عجرم تعود إلى نشاطها الفني بعد مرورها بفترة عصبية

GMT 22:45 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة المخرج الأردنى رفقى عساف عن عمر ناهز 41 عاما

GMT 22:22 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رد ناري من خالد الغندور على رئيس الزمالك

GMT 01:55 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مجوهرات ونظارات عصرية على طريقة نجود الشمري

GMT 21:25 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

مي كساب تضع مولودها الثالث وتختار له هذا الاسم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon