توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تحرك أميركي مبدئي حيال الإخوان المسلمين

  مصر اليوم -

تحرك أميركي مبدئي حيال الإخوان المسلمين

بقلم - إيلي ليك

قبل عام من الآن، كان يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سوف يُدرج جماعة الإخوان المسلمين على قائمة التنظيمات الإرهابية العالمية. ولقد حاول بعض من أقرب مستشاريه حضّه على تلك الخطوة. كما طالب بعض من حلفاء الولايات المتحدة، مثل مصر، بذلك بهدوء أيضاً. وأعتقد الكثير من الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس أن تلك الجماعة، التي تمخض عنها ما بات يُعرف بالإسلام السياسي، ينبغي التعامل معها مثل تنظيم القاعدة الإرهابي سواء بسواء.

غير أن ذلك لم يحدث. ولقد أخبرني بعض المسؤولين في الإدارة الأميركية بتوقف المقترح المبدئي خلال العام الماضي بإدراج جماعة الإخوان المسلمين بأسرها، بما في ذلك أذرعها وفروعها في مختلف البلدان حول العالم، على قائمة التنظيمات الإرهابية. وفي الوقت الذي أقر فيه البيت الأبيض استراتيجية الأمن القومي الأميركية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لم يأت على ذكر تلك الجماعة بمجرد الاسم.

بدلاً من ذلك، استقرت الإدارة الأميركية على مقاربة أكثر دقة في هذا الصدد؛ إذ تسعى إلى تسمية الأذرع العنيفة المتفرعة عن جماعة الإخوان المسلمين بالإرهابيين، لكن من دون ملاحقة الجماعة الأم بأكملها. وكما صرح مستشار الأمن القومي الأميركي ماكماستر للصحافيين في ديسمبر الماضي: «سوف نعمل على تقييم كل جماعة وتنظيم وفقاً لوضعه. وهذه الجماعة ليست موحدة أو متناغمة كما يبدو».
بيد أن هذا المنهج الأميركي ليس جديداً من بعض النواحي. فلقد تمكنت الإدارة الأميركية في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما من التواصل مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر في أعقاب انتفاضة الربيع العربي هناك لعام 2011. ورغم ذلك كانت تتعامل مع ذراعها الفلسطينية، أي حركة حماس، بصفتها منظمة إرهابية. وليست هناك خطط واضحة أو معلنة من جانب إدارة الرئيس ترمب الحالية للوصول إلى أرضية مشتركة مع جماعة الإخوان المسلمين، كما أخبرني بعض المسؤولين الأميركيين.
غير أن الإدارة الأميركية باتت تعتمد سياسة أكثر جدية وصرامة حيال الأذرع العنيفة المتفرعة عن جماعة الإخوان المسلمين. مؤخراً، أوضح ناثان ساليس، المفوض الأميركي لمكافحة الإرهاب، بعض التفاصيل حول هذا المنهج الجديد أمام المؤتمر السنوي لمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، وقد أدرجت الحكومة الأميركية حركة حماس للمرة الأولى بصفتها منظمة إرهابية في عام 1997، لكن خلال فترة ولاية أوباما الثانية، تراجعت وتيرة التسميات الرسمية حيال حماس.
ولقد أخبرني جوناثان شانزر، نائب رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأسبوع الحالي: «كان هناك تردد خلال السنوات الثلاث الأخيرة من إدارة أوباما حيال تسمية رجال حركة حماس». ويرجع ذلك جزئياً إلى إسرائيل. بعد حرب الصواريخ لعام 2014 مع حماس في قطاع غزة، توصلت إسرائيل إلى تفاهم مع جهتين من الجهات الداعمة الرئيسية لحركة حماس – قطر وتركيا – للسماح بمرور المزيد من البضائع والسلع إلى داخل القطاع، وتخفيف الحصار الإسرائيلي المفروض بعد عام 2007 عندما استولت حركة حماس على قطاع غزة وأطاحت بالسلطة الفلسطينية هناك. وأخبرني السيد شانزر بأنه في ذلك الوقت، علم من مصادره في وزارة الخزانة أنهم لا يريدون فرض المزيد من العقوبات الإضافية لتقويض تفاهم هاتين الدولتين مع إسرائيل.
وقال السيد شانزر كذلك: «من المثير للاهتمام أن الولايات المتحدة تشير إلى أنها لا ترى فرقاً بين القيادة السياسية في غزة، والمكتب السياسي، والقيادة العسكرية للحركة». وهذا المنهج واضح في بيان الخارجية الأميركية بشأن الإدراج الأخير لاسم إسماعيل هنية.
ومن الأسباب الأخرى المهمة في تسمية هنية، أنه يشير إلى أن الولايات المتحدة لن تؤيد الجهود الرامية إلى تحقيق المصالحة بين حماس وفتح. ولقد هدد الرئيس ترمب بالفعل بقطع المساعدات عن الفلسطينيين، وجاء رد الرئيس الفلسطيني في يناير (كانون الثاني) الماضي بخطاب شديد اللهجة يصف فيه عملية السلام بأنها ليست إلا حبراً على ورق. ويوضح السيد ساليس في الوقت الراهن أن الولايات المتحدة لن تؤيد إقامة الحكومة الفلسطينية الواحدة.
كما أعلن السيد ساليس عن تسمية اثنين من التنظيمات الجديدة نسبياً، وهما «لواء الثورة»، وحركة «سواعد مصر». ويقود الحركتين المشكلتين في عام 2016 و2015، أعضاء سابقون في جماعة الإخوان المسلمين المصرية. ولقد أعلن كلا التنظيمين المسؤولية عن القيام بأعمال إرهابية.
وأعلن عناصر تنظيم لواء الثورة المسؤولية العام الماضي عن التفجير الذي وقع خارج أحد مراكز التدريب الشرطية في مصر. وفي عام 2016، كان التنظيم مسؤولاً عن اغتيال العميد عادل رجائي، قائد الفرقة التاسعة مدرعات المصرية.
كما يحمل تنظيم سواعد مصر تاريخاً عنيفاً أيضاً. إذ حاول التنظيم اغتيال مفتي الديار المصرية الأسبق الشيخ علي جمعة، وتمكن من اغتيال إبراهيم عزازي، الضابط الأسبق في جهاز الأمن الوطني المصري. وفي عام 2017، أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجوم وقع ضد السفارة المصرية في ميانمار.
ولقد مارس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الضغوط على واشنطن بهدف الإدراج الكامل لجماعة الإخوان المسلمين المصرية على قوائم منظمات الإرهاب الدولي. ومن المرجح أن يعتبر هذه التسميات إجراءً غير كامل.
لكن بطبيعة الحال، فإن الحكومة المصرية، التي وسّعت من دائرة الحملة المحلية خارج نطاق جماعة الإخوان المسلمين في البلاد، لا تملي على الولايات المتحدة سياساتها.
يتعين على الولايات المتحدة التمييز الواضح بين الإسلاميين غير المنتهجين للعنف وأولئك الذي يقصدون سبيل الإرهاب. والتسميات التي أعلن عنها يوم الأربعاء الماضي من الأهمية بمكان في هذا الصدد. لكن لا يجب اعتبارها بديلاً عن وجود سياسة متماسكة بشأن جماعة الإخوان المسلمين. ولأجل هكذا غاية، يجب على الإدارة الأميركية صياغة استراتيجية في هذا الإطار.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحرك أميركي مبدئي حيال الإخوان المسلمين تحرك أميركي مبدئي حيال الإخوان المسلمين



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt