توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العثمانيون يعودون على مرأى العالم

  مصر اليوم -

العثمانيون يعودون على مرأى العالم

بقلم: د. جبريل العبيدي

ليبيا اليوم تحت القصف بالصواريخ التركية من البوارج الحربية والطيران المسيّر، في محاولة تركية لإعادة تمكين ميليشيات «الإخوان» و«القاعدة» من استعادة حكم ليبيا. فالسلطان العثماني الجديد إردوغان المفلس سياسياً واقتصادياً يستخدم أسلحته وتقنيات حلف الناتو في التشويش والمراقبة لتحقيق نصر عسكري في ليبيا يمكن «جماعة الإخوان» من العودة لحكم ونهب ثروات ليبيا، التي تكسرت نصالها، وتعاني من فوضى الميليشيات وتآمر تنظيم الإخوان الذي دمر ديار العرب.
العالم الآن يخذل الشعب الليبي بترك ليبيا فريسة للميليشيات الإرهابية المستقوية بالنار التركية العثمانية.
التدخل التركي واضح للعيان، وقد اعترف به وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، قائلاً: «إن آخر التطورات في ليبيا وتغيير التوازنات في المعارك غرب البلاد، جاء بعد تقديم أنقرة الدعم العسكري لقوات حكومة الوفاق». فتركيا إردوغان تواصل أمام أعين العالم نقل المرتزقة إلى ليبيا للمشاركة في الحرب كبنادق مستأجرة مقابل الدولار، ومنها سينتهون إلى أوروبا في قوارب الهجرة، ما يعتبر تهديداً لأمن أوروبا، وللملاحة في البحر المتوسط، تمارس الابتزاز لأوروبا، بالهجرة غير الشرعية. إردوغان... هذه الظاهرة المافياوية الميليشياوية، وهو يتصرف من خلال هذا المنطق، يحاول ابتزاز أوروبا بفزاعة المهاجرين، والتدخل في ليبيا، فضلاً عن أطماعه في ثروات ليبيا ومحاولاته إيجاد موطئ قدم لجماعته الإرهابية في شمال أفريقيا. وقد أقرَّ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان نفسه بالتدخل في ليبيا، وفق ما نقلته شبكة «سكاي نيوز»، إذ قال إردوغان للصحافيين في إسطنبول إن «تركيا موجودة هناك عبر قوّة تجري عمليات تدريب. وهناك كذلك أشخاص من الجيش الوطني السوري» الذين ما هم إلا مرتزقة جلبهم إلى ليبيا تدفع لهم حكومة الوفاق غير الدستورية آلاف الدولارات شهرياً، مقابل قتال الجيش الليبي نيابة عنها.
إردوغان أرسل المدرعات والدبابات، بل أرسل غواصات بالقرب من الساحل الليبي، واستغل تقنيات حلف الناتو، بزعم أنها في مهمة خاصة بالحلف، في حين نفى الأخير أي مسؤولية له، ما يؤكد إصرار إردوغان على التضليل ودعم الميليشيات «الإخوانية»، مستغلاً انشغال العالم بمكافحة وباء كورونا للعبث وقلب الموازين في ليبيا.
الأزمة في ليبيا أزمة أمنية، وليست سياسية، وهو ما يجعل أي حلّ بعيد عن نزع سلاح الميليشيات، مجرد إطالة عمر للأزمة، وإعادة تدوير لجماعات الإسلام السياسي، التي ترفض مشروع الدولة الوطنية، وتتبنى مشروع دولة المرشد، ولا تؤمن بحدود جغرافية للوطن، ما يجعل المشاركة السياسية مع هذه الجماعات الإرهابية عملية مستحيلة.
ولهذا، يبقى نزع سلاح الميليشيات هي القضية والأزمة المفصلية في ليبيا، وتحتاج لاتفاق حولها، لكونها جماعات وتنظيمات تنتمي فكرياً وتنظيمياً لتنظيمات إرهابية، مثل «القاعدة» و«داعش» و«الإخوان المسلمين»، لذا فإنَّ الحل معها لا يمكن أن يكون سياسياً، بل هو حل عسكري ينهى وجود هذه التنظيمات، ويخلص سكان المناطق الواقعة تحت سيطرتها من اتخاذهم رهينة لتحقيق أهداف هذه الميليشيات الإرهابية.
في ظل استمرار العبث والتدخل التركي الطوراني نقول إنَّ الدور العربي للأسف، لم يرقَ إلى المستوى الطلوب الذي يريده الشعب الليبي، إلا أنَّ بارقة أمل ظهرت مع الدور المصري الذي تبنى مبادرة حل ليبية، كان قدمها رئيس البرلمان الليبي، تنص على تقاسم السلطات والثروات بين الأقاليم التاريخية الثلاثة، والتي لاقت ترحيباً عربياً من المملكة العربية السعودية والإمارات والأردن، وترحيباً دولياً، ورفضاً تركياً «إخوانياً» تم إعلانه من آستانة إردوغان، معلنة الحل العسكري بعد ما استطاعت تحقيق تقدم عسكري، بعد انسحابات الجيش الليبي من محاور القتال الغربية، بعد أن صدعت في الماضي رؤوسنا بأن الحل في ليبيا لا يكون عسكرياً بل سياسياً. فهم هكذا ليسوا دعاة سلام، بل طلبوه فقط لكسب الوقت والمناورة عند حاجتهم إليه، لكن هزيمتهم ستكون وشيكة لا محالة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العثمانيون يعودون على مرأى العالم العثمانيون يعودون على مرأى العالم



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 13:35 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء
  مصر اليوم - استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt