توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل فاجأتكم تسجيلات القذافي؟

  مصر اليوم -

هل فاجأتكم تسجيلات القذافي

بقلم: سلمان الدوسري

من أمير قطر السابق حمد بن خليفة، إلى رئيس وزرائها السابق حمد بن جاسم، مروراً بقيادات «إخوانية» معروفة مرتبطة أيضاً بقطر، آخرهم حاكم المطيري الأكاديمي الكويتي الهارب إلى تركيا، تتواصل خيوط المؤامرة التي كشفتها التسجيلات المسربة الجديدة لهم مع الزعيم الليبي معمر القذافي، بفضحها حجم المؤامرات التي يعدها ويهندسها ويتناوب عليها وينفذها أعضاء تنظيم «الإخوان»، بقيادة قطر، لتخريب بلدانهم والتخطيط لنشر «الفوضى الخلاقة» في الدول العربية بشكل عام، ودول الخليج بصفة خاصة. بالطبع هذه التسجيلات ليست إلا امتداداً للتسجيلات الشهيرة لحمد بن خليفة وحمد بن جاسم التي أثبتت تآمرهما ومساعيهما لتقسيم المملكة، إلا أن الجميل في هذه التسريبات التآمرية الخطيرة أنها لم تفاجئ أحداً على الإطلاق، فموقف النظام القطري ثابت ومعروف في بث الفوضى والتآمر على الدول، وكذلك موقف حليفه تنظيم «الإخوان المسلمين»، وهو ما يعني أن الوعي لدى المتلقي أصبح في درجة عالية، بحيث يعلم جيداً مَن صديقه ومَن عدوه، بل إن مثل هذه التسجيلات أكدت أن مليارات من الدولارات التي تنفق على آلة الإعلام القطرية، لم تستطع تغيير الحقائق الثابتة والبراهين الدامغة، فأينما وجد النظام القطري والتنظيم الإخواني حضرت الفوضى وأشعلت الفتنة.
حتى عندما أراد أصحاب هذه التسجيلات من القيادات الإخوانية تبرير سوء أعمالهم بالتآمر مع القذافي، كان تبريرهم أقبح من الذنب نفسه، فكان العذر ذاته الذي ردده حمد بن جاسم للرد على تسجيله الشهير: نجاري القذافي! وهو ما يعني أن هناك تناغماً وتنسيقاً ليس فقط في تلك اللقاءات السرية التآمرية، وإنما أيضاً في محاولة الخروج منها بأعذار واهية مضحكة، فهي ليست آراء أخرجت من سياقها، كما يتذرع من أخطأ في موقف ما، وإنما تخطيط لجرائم ضد أمن واستقرار دول. أما الفضيحة الأخرى فتمثلت في سرعة انقلاب أصحاب التسجيلات على حليفهم وشريكهم في المؤامرة سريعاً، فالنظام القطري كان أسرع الأنظمة استدارة لإسقاط القذافي عام 2011، وكذلك فعل تنظيم «الإخوان المسلمين»، وهي سياسة قطرية إخوانية بامتياز، التآمر على الصديق، والطعن في الحليف، وفوق هذا القدرة العجيبة على التلون بحسب ما تقتضيه ظروف المرحلة.
ربما تسجيلات مثل هذه تثير عواصف سياسية لو جرت مع دول وتنظيمات أخرى، أما مع النظام القطري والتنظيم الإخواني فلا جديد؛ لأن الكشف عن العشرات منها لا يغير من الوقائع كثيرا، فما نشهده هو القاعدة وما غيرها استثناء، والطبيعي أن في سياساتهم التآمر على الصديق قبل العدو، باعتبارها وصمة عار ارتبطت بهم لن تتغير أو تتبدل مهما اختلفت الظروف السياسية، الإضافة الوحيدة هي التأكيد، كل مرة تظهر فيها أدلة مثل هذه، على القرار التاريخي الذي اتخذته السعودية ومصر والإمارات والبحرين بمقاطعة قطر في يونيو (حزيران) 2017، وكذلك تصنيف جماعة «الإخوان المسلمين» جماعة إرهابية، مع الإشارة إلى أن شخصاً متطرفاً مثل حاكم المطيري، وهو أحد قيادات جماعة «الإخوان المسلمين»، ورد اسمه ضمن قائمة الإرهاب التي أعلنت عنها مصر والسعودية والإمارات والبحرين عام 2017، غني عن القول إنه أحد المدعومين الرئيسيين من الدوحة مالياً وإعلامياً.
اليوم وبعد نحو أكثر من ثلاث سنوات من المقاطعة لقطر، لا نزال نكتشف المزيد والمزيد من مؤامراتها وتدخلاتها في الشؤون الداخلية لجيرانها، عندما كانت تبدو في صورة الصديق الصدوق، ولن تتوقف مثل هذه الأدلة والبراهين والفضائح التي تحاصرها عن الظهور كلما أرادت تحسين صورتها. يا ترى كم عقداً من الزمن تحتاج قطر لتبييض مواقفها السوداء؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل فاجأتكم تسجيلات القذافي هل فاجأتكم تسجيلات القذافي



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon