توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«حزب الله» في عين العاصفة

  مصر اليوم -

«حزب الله» في عين العاصفة

بقلم: سلمان الدوسري

«حزب الله» من بعد جميع القوى السياسية، واجه الاحتجاجات الشعبية في لبنان، واعتبرها موجهة ضده. خرج اللبنانيون بكافة طوائفهم دون استثناء، منذ عشرة أيام، بعد أن بلغ السيل الزبى. لم يحددوا قوى سياسية بعينها، لم يرفعوا شعارات ضد «حزب الله» أو غيره، لم يرفعوا سوى علمهم، ولم يحملوا غير همومهم، ولم يثوروا إلا على مآسيهم، لكن حسن نصر الله استوعب جيداً أنه وحزبه وحلفاءه هم من تسببوا في الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة. خطابان سارع بهما نصر الله لتبرير موقفه أولاً، ولتهديد خصومه عن بكرة أبيهم، والانتقال من الدفاع إلى الهجوم ثانياً، قبل أن يجد نفسه وحيداً في عين العاصفة. نصر الله رمى بثقله للحفاظ على ما سماه «العهدَ الحالي»، واصفاً إياه بالخط الأحمر، رغم أنف الجميع، كيف لا يفعل ذلك، وهو عراب التسوية السياسية التي جعلت زعيم الميليشيات المتحكم الأول في لبنان، كيف لا وقد هندس قدوم رئيس محسوب على «حزب الله»، كما هندس تشكيل حكومة لأول مرة بـ30 وزيراً، منهم 18 وزيراً من حزبه وحلفائه، فات عليه أن من يخاصمهم هذه المرة أكبر من طاقته، وأقوى من تهديده، من يواجههم شعب لبناني بكافة طوائفه، مسلمين ومسيحيين، سنة وشيعة، موارنة وأرثوذكس ودروزاً، فالمشكلة أكثر تعقيداً من محاولات «حزب الله»، طوال العقود الماضية، شراء الوقت تحت طائلة تهديد السلاح، فاللبنانيون الغاضبون أعلنوها أخيراً بأن النظام الطائفي السائد في بلادهم، والقائم على المحاصصة، وإعاقة العمليات التنموية، آن له أن يتغير.
وفيما يبدو رئيس الحكومة سعد الحريري، بات مقتنعاً بأن تغيير الحكومة قادم، وإن تأخر، بعد أن أصبح وحيداً بلا حلفاء داخل حكومته؛ خصوصاً بعد استقالة وزراء «القوات اللبنانية»، يرفض «حزب الله» هذه المعادلة قطعياً، فهو لم يكتفِ باعتبار العهد الحالي خطاً أحمر مهدداً الجميع بعدم المساس به، وكأنه كتاب مقدس، بل واستهزأ بمطالب المحتجين بتشكيل حكومة التكنوقراط، فهو يعي جيداً أنه الخاسر الأكبر في أي تغييرات قادمة للنظام السياسي الذي يرزح تحته لبنان، لذلك لم يحذر نصر الله المحتجين فحسب، وإنما هددهم بـ«حرب أهلية»، بينما هو وحده من يملك أدوات هذه الحرب، وليس الشعب الأعزل من السلاح، أما تسطيح الاعتبارات السياسية مهما كانت ضرورتها للشعب اللبناني، فهي ليست سوى عادة متأصلة لدى حسن نصر الله، الذي لم يعرف عنه النظر أبداً لمصالح اللبنانيين، في ظل استمرار التبعية الدينية والسياسية للمرشد الأعلى القابع في إيران، لكن ما غفل عنه أن المشروع الإيراني الذي يقاتل نصر الله للتمسك به، مناقض لطبيعة لبنان، ولا يمكن أن يستمر أطول مما استمر أكثر من ثلاثة عقود بهذه الصيغة الطائفية.
«حزب الله» وزعيمه أعلنوا بصراحة أنهم في مواجهة الجميع، وأنهم مستمرون في استخدام لبنان، شعباً ودولة، دروعاً بشرية واقتصادية لحماية مصالحهم، أما كذبة «العهد الحالي»، فقد انتهت صلاحيتها إلى غير رجعة، حيث لم يعد ذلك عهداً لبنانياً خالصاً، بل «عهد حزب الله» الذي يدافع عنه نصر الله، لعلمه أن ما سكت عنه اللبنانيون طويلاً انتفضوا عليه أخيراً، فصوت اللبنانيين الهادر لم يستطع «حزب الله» إيقافه، لا بالتهديد ولا بالوعيد، ولا بالميليشيات التي يتفاخر نصر الله بأنها الأقوى على الأرض.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حزب الله» في عين العاصفة «حزب الله» في عين العاصفة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 13:35 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء
  مصر اليوم - استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt