توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لمن نسي... أزمة قطر في سنتها الرابعة!

  مصر اليوم -

لمن نسي أزمة قطر في سنتها الرابعة

بقلم: سلمان الدوسري

في سنتها الأولى كانت أزمة قطر تحسب بالشهور، ثم في سنتها الثانية حُسبت بالسنين، أما اليوم بعد ثلاث سنوات من المقاطعة، فحتى السنوات تمر ولا يلتفت أحد، بالطبع ما عدا الدولة المقاطعة التي تكبر أزمتها كلما طال أمدها. من أغلقت أجواؤه: قطر. من لا يملك حدودا برية: قطر. من يلف الدنيا بحثاً عن حلول: قطر. من يستميت للوساطة تلو الوساطة: قطر. من لا قصة له في إعلامه إلا خصومه: قطر. ومن تحالف مع أسوأ حليفين بالعالم، إيران وتركيا، أيضاً قطر. واليوم والأزمة القطرية تدخل عامها الرابع، غدت نسياً منسياً إلا من طرف وحيد يعاني أشد المعاناة من مقاطعة هدّت حيله وجعلته معزولاً عن محيطه، أما الدول الأربع فشعارها بسيط جداً: قاطعنا قطر... وكفى الله المؤمنين القتال.
تزعم الدوحة كل سنة وكل شهر وكل ساعة بأنها باتت أقوى مما كانت عليه قبل 5 يونيو (حزيران) 2017؛ حيث تعتمد استراتيجيتها الدبلوماسية والإعلامية على هذه السياسة، التي تروجها بشكل كبير داخلياً وخارجياً، وفي نفس الوقت تستميت بحثاً عن وساطات إقليمية ودولية لإعادة المياه لمجاريها، وفي هذا قمة التناقض والازدواجية، فمن أصبح أقوى بعد المقاطعة ما له وللعودة لـ«الضعف»، ومن «تمسك باستقلالية قراره السياسي في مواجهة فرض الوصاية عليه» كيف يسلم قراره لأنقرة وطهران تتلاعبان به كيفما تشاءان، ومن حافظ على «عدم الإملاء في السياسة الخارجية، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية»، كيف يقبل أن تصبح بلاده ساحة مشاعة للجنود الأتراك. الحقيقة المرة التي كشفتها المقاطعة الرباعية، وتعرفها الدوحة قبل غيرها، أن قطر كانت عزيزة بجيرانها مستقلة بقرارها، ثم أصبحت تحت الوصاية السياسية لحلفائها الجدد.
ما يحزن قطر ليس فقط العزلة التي تعيشها منذ ثلاث سنوات، وإنما عدم قدرتها على ممارسة سياساتها السابقة المعتمدة على استغلال علاقاتها الخاصة مع جيرانها، في دعم التنظيمات والجماعات الإرهابية ومساعيها الرامية إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وأن ذلك الدور رغم استمراره إلى حد ما، إلا أنه فقد القطعة الذهبية التي اعتمد عليها النظام القطري، وهي العلاقات المتميزة التي كانت تجمع الدوحة بالرياض وأبوظبي والقاهرة والمنامة، فلا هي التي تستطيع العودة كدولة طبيعية لها ما لجيرانها وعليها ما عليهم، ولا هي القادرة على التأقلم مع وضعها الجديد كدولة معزولة يتحكم فيها التركي والفارسي، إنها العقيدة القطرية المتطرفة التي جعلتها في مأزق كبير يتضخم كلما استمرت عزلتها، ولعل في ظهور تسجيلات جديدة لأميرها السابق ورئيس وزرائها دليلا جديدا على العدوانية التي مارسها النظام في الدوحة سنين طوالاً، فقرار المقاطعة يثبت يوماً بعد الآخر أنه لم يكن صحيحاً فحسب وإنما تأخر أيضاً، باعتباره نتيجة طبيعية لتاريخ طويل من المؤامرات والتدخلات القطرية، التي استهدفت زعزعة أمن جيرانها واستقرارهم ودعم أعدائهم، ونشر الفوضى والتخريب، بل بلغت محاولة قلب نظام الحكم الشرعي في البحرين، فأي مكاسب جمة أتت بعد إغلاق رياح الشر القادمة من النظام القطري؟!
ثلاث سنوات من عمر المقاطعة الرباعية لقطر، مرت على السعودية ومصر والإمارات والبحرين كما هي في حساب السنين، بينما مرت على الدوحة وكأنها ثلاثون عاماً.
مكابرة قطر لم تنفعها وإنما كالبت عليها الخسائر السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهي نفسها من تؤكد أوجاعها وخسائرها بولعها بالوساطات، فخلال 1096 يوماً من عمر أزمتها تتصدر أجندتها قضية واحدة فقط لا غير: العودة من العزلة، فمن يفعل كل هذا طوال 36 شهراً هل بات أقوى؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لمن نسي أزمة قطر في سنتها الرابعة لمن نسي أزمة قطر في سنتها الرابعة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon