توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حادثة على الطريق

  مصر اليوم -

حادثة على الطريق

بقلم : نادين عبدالله

منذ شهرين، وأنا فى الطريق عائدة من التجمع إلى مصر الجديدة تعرضت لحادثة. جاء ميكروباص مسرعًا، واصطدم بسيارتى بقوة، فتهشمت من الخلف. لم أحاول أو أفكر فى التوقف لأن الطريق كان سريعًا، كما لم يكن عندى أمل أنى سأصل إلى حق أو باطل مع سائق الميكروباص، وهو شعور مزعج ومرير. وعلى الرغم من ذلك لم يتركنى الميكروباص، بل ظل يطاردنى محاولًا استيقافى. ونجح بالفعل، فتوقفنا بعد أن كسر علىَّ، فكدنا نصطدم ثانيةً. وهنا كان المنظر مرعبًا: خرج السائق ومعه أغلب الركاب فى اتجاهنا بسرعة. كانت أعينهم تطق شرارًا لتهشم الميكروباص من الأمام، هذا على الرغم من أن المتضرر الأساسى هو أنا وأن المخطئ الوحيد هو السائق.

كان منظر خروجهم باتجاهنا (كنا ثلاثة أشخاص) مفزعًا. معروف أن الكثرة تغلب الشجاعة، فما بالك إذا كان هذا الجمع غاضبًا أيضًا. نطق السائق بكلمات نارية: «مش بتقفوا عشان تكلمونا ليه، إنتم مش شايفينّا ولا إيه؟!». لخصت هذه الكلمات الغاضبة المشهد الاجتماعى فى مصر، وعكست ما يشعر به السائق والركاب من تهميش واستبعاد. ببساطة لا أحد يهتم بوجودهم ومعاناتهم. أغلب سياسات الدولة غير منحازة لهذه الفئات الاجتماعية، فهى لا تراهم ولا تسعى لتحقيق أى حراك طبقى. أما الطبقات الاجتماعية الأعلى فلا ترى فيهم سوى كائنات غير متحضرة يزعج وجودها جمال الفقاعة ذات الجدار المنيع، تلك التى يسعون إلى الاختباء فيها هربًا من هؤلاء.

وأخيرًا، ظهرت من حيث لا ندرى عربة شرطة، وعرض علينا العميد المساعدة. تنفسنا الصعداء، فقد جاء مَن ينقذنا. ولحسن الحظ، كانت هناك نقطة شرطة قريبة منّا على الطريق، فذهبنا إلى هناك. حاول الضابط التحدث مع السائق ليستوعب أنه المخطئ، ولكنه كان فى حالة من الجهل والغضب لم تسعفه على الفهم. يبدو أن الشرطة تواصلت مع صاحب سيارة الميكروباص الذى أتى للاعتذار لنا، وأجبر السائق على الاعتذار أيضًا.

والحقيقة هى أن هذه التجربة الحزينة إن دلت على شىء فهى تدل على مأساة السياسات الاقتصادية والاجتماعية فى مصر، تلك التى رسّخت الفوارق بين الطبقات بشكل جعل الطبقات الأدنى لا تشعر بأن أحدًا يراها أو يشعر بها، وجعل الطبقات الأعلى فى احتياج مستمر إلى مَن يحميها من الجماهير اليائسة أو إلى فقاعة تعزلها تمامًا عن رؤيتهم. للأسف، فى أحيان عدة، يكون الجانى والمجنى عليه وجهين لعملة واحدة!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حادثة على الطريق حادثة على الطريق



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 02:41 2016 الأحد ,15 أيار / مايو

الألوان في الديكور

GMT 15:53 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

إقبال على مشاهدة فيلم "Underwater" فى دور العرض المصرية

GMT 15:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مجلس المصري يغري لاعبيه لتحقيق الفوز على الأهلي

GMT 14:25 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تُوصي بالنوم للتخلّص مِن الدهون الزائدة

GMT 17:44 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يستغل الخلاف بين نجمي باريس سان جيرمان

GMT 03:56 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

عبدالله الشمسي يبتكر تطبيقًا طبيًا لمساعدة المرضى

GMT 14:00 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

أودي تطرح أفخم سياراتها بمظهر أنيق وعصري

GMT 17:49 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

مدير المنتخب الوطني إيهاب لهيطة يؤجل عودته من روسيا

GMT 19:33 2020 السبت ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل مغني الراب الأمريكي كينج فون في إطلاق نار بأتلانتا

GMT 23:01 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

شبح إلغاء السوبر الأفريقي يطارد الزمالك والترجي

GMT 13:42 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon