توقيت القاهرة المحلي 12:45:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أيها العالم.. استيقظ

  مصر اليوم -

أيها العالم استيقظ

بقلم - عزة كامل

في غزة عيون الشهداء المفتوحة تحاصرنا، جثث الأطفال الملطخة بالدماء في الأكفان البيضاء تطاردنا، وتسألنا: أين ضميركم، ماذا تفعلون؟، وكلمات الصغار هل هي حلم أم كابوس؟. شظايا اللحم المنثور وروائح الجوع وخرائط الشتات، كل شىء ينزف، البيوت والحجارة والشرفات والسماء والأرض، تسأل: أين العالم المتشدق بحقوق الإنسان؟. غزة الغارقة في دمها، المتفجرة بالصرخات، تئن، ولا مجيب. أطفال غزة لا صوت لهم، ماتت صرخات الهلع على وجوههم، رجال ونساء غزة يستجيرون من الجحيم، فيأتيهم جحيم آخر، يبحثون عن الحياة، فيتعجلهم، لا يوجد إلا اختيار واحد هو الموت، وسط ليلٍ قاسٍ ونهار هارب وتواطؤ جبان، أصبح للموت إيقاع وصورة، والفلسطينيون أصبحوا شظايا على تراب الطرقات، لا دماء تجففها شمس، ولا صرخات يطويها ليل، لم نسمع زغرودة أم الشهيد، فلا وقت لإعداد جنائز العرس، ولا نشيد يشيعهم، ولا ريحان يُنثر عليهم، ولا رفاق طريق يودعونهم، فالوطن أصبح مقبرة جماعية مفتوحة.

خمسة وسبعون عامًا، منفى وشتاتًا وقتلًا وإبادة، كأنهم يعيشون مسرحية هزلية قيد التأليف، فصولها تتوالد مع الزمن، يحملون على أكتافهم كل ما في غيوم السماء من حزن، خمسة وسبعون عامًا دون أن يحصلوا على اعتراف واحد بأنهم مواطنون لهم أرض وهوية سُرقتا منهم، خمسة وسبعون عامًا والسفاحون ينخرون في عظامهم، ويسوغون الإرهاب والعنف والقتل الوحشى والمذابح تحت غطاء عقدة الكبت التاريخى النازى، أصبح التمسك بالوطن يهدد أمن المغتصب، فسرقوا ضحكة الأطفال، واغتالوا طفولتهم الخارجة من قاع الأسطورة، الأطفال الذين يحلمون بحضن دافئ وحكايات خيالية، باتوا أعداء السفاحين والقتلة لأنهم يعرفون أنهم عندما يكبرون يطالبون بوطنهم المسروق والمغدور.

في غزة الآن مات القمر، وانتشر فحم الليل، واختلطت الفصول، وانحنت الجبال للعاصفة، وغرق وجه الوطن في أفق مشرب بالدماء، والصهاينة وحلفاؤهم يكذبون، ويعرفون أنهم يكذبون، ويعرفون أننا نعرف أنهم كاذبون، ولكنهم يصدقون كذبتهم، ويريدوننا أن نصدقها بسذاجة، وباسم هذا الكذب مارسوا مذابح عمرها خمسة وسبعون عامًا، جرائم ضد الإنسانية، متمثلة في الفصل العنصرى والاضطهاد والإبادة الجماعية البشعة، وكلما فشلوا سياسيًّا وعسكريًّا يتوغلون في الوحشية والإبادة، وآخر مذابحهم ما حدث الأسبوع الماضى عندما سحبوا الشباب، الذين تزيد أعمارهم على خمسة عشر عامًا، وأعدموهم بدم بارد، بعد أن أجبروهم على خلع ملابسهم عنوة أمام أعين الأطفال والنساء، مثلما حدث في دير ياسين وكفر قاسم والطنطورية والدوايمة، نفس طريقة التنكيل والقتل. أيها العالم الغارق في دم الفلسطينيين استيقظ!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيها العالم استيقظ أيها العالم استيقظ



GMT 03:46 2023 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

شعب مالوش كتالوج!!

GMT 03:18 2023 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

الغباء المدمر

GMT 03:13 2023 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عندما قال كيسنجر: «أي شىء يتحرك»!

GMT 04:53 2023 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

لماذا السيسي؟!

GMT 03:58 2023 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

لعنة المكان.. عظمة المصري
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته

GMT 00:49 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

أيتن عامر تنشر مجموعة صور من كواليس " بيكيا"

GMT 04:18 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

اندلاع حريق هائل في نادي "كهرباء طلخا"

GMT 22:56 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

فريق المقاصة يعلن التعاقد مع هداف الأسيوطي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon