توقيت القاهرة المحلي 13:54:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هونج كونج - تايوان وبينهما الصين

  مصر اليوم -

هونج كونج  تايوان وبينهما الصين

بقلم: نشوى الحوفى

تهدد بريطانيا بتمديد التأشيرات ومنح جنسيتها لنحو 3 ملايين مقيم فى هونج كونج، رداً على إصرار الصين فرض قانون الأمن القومى فى المستعمرة البريطانية السابقة، التى منحتها الاستقلال فى عام 1997. التهديد -كما جاء على لسان وزير الخارجية البريطانى- يوسّع الحقوق الممنوحة لحاملى جواز السفر الذين يحملون صفة «مواطن بريطانى فى الخارج». أى أن ما يوازى نصف سكان هونج كونج سيصبحون مواطنين بريطانيين لا يحق للصين الاقتراب منهم.

الولايات المتحدة هى الأخرى تضيف إلى قائمة علاقاتها الملتهبة مع الصين بسبب القيود الاقتصادية واتهامات كورونا، بنداً جديداً وتهدّد بتوقيع عقوبات على الصين فى حال إقرار القانون المعنى بمحاكمة أىٍّ ممن تنطبق عليه تهم الإضرار بمصالح الصين القومية من سكان هونج كونج فى الصين.

لا أحد يعلم إلى أى حد يمكن للصين الوصول فى تلك المعركة التى ينبئها التاريخ بأن الخوض فيها ليس فى صالحها، ويحتم عليها الواقع مواجهتها فى ظل السعى المحموم لإثبات التفوق. لكن من سيحسم نقطة النهاية؟ هذا هو السؤال.

التاريخ يقول إن هونج كونج وقعت فى يد بريطانيا بعد الانتصار على اليابان فى الحرب العالمية الثانية، ولم تعدها للصين إلا فى عام 1997 بشرط تمتّعها بالحكم الذاتى، فى إطار سياسى رفع شعار «بلد واحد ونظامان مختلفان». بريطانيا لم تترك هونج كونج إلا بضمان شبه استقلالها عن الصين فى القضاء والاقتصاد، وليس للصين فى هونج كونج إلا التبعية الدبلوماسية والعسكرية. وما عدا ذلك فيُدار بفكر مستقل تماماً عن جمهورية الصين الشعبية. حتى العملة الخاصة بالجزيرة لا علاقة لها باليوان الصينى، إذا تستعمل الجزيرة دولار هونج كونج. الصين تعلم أن رجوع الجزيرة لها منذ 23 عاماً كان مشروطاً بالإبقاء عليها مستقلة عنها فى المضمون والهوية. لذا سبقت المظاهرات فى هونج كونج التهديدات البريطانية الأمريكية.

قصة الجزر فى تاريخ الصين تحمل الكثير من الحكايات ذات الدلالة. تعنينا هنا قصة تايوان التى يظنها البعض دولة مستقلة خطأً، بينما هى جزء من الصين تمرد عليها بعد حرب أهلية أعقبت استعادة الصين لبعض جزرها، ومنها تايوان من تحت يد الاستعمار اليابانى بعد هزيمته فى الحرب العالمية الثانية. هزيمة الحزب الوطنى الصينى أمام نظيره الشيوعى، أجبرت الأول على اللجوء إلى تايوان وإعلان جمهورية الصين منها. نعم جمهورية الصين هو الاسم الرسمى لتايوان حتى اليوم!

ونتيجة للحرب الباردة وسيطرة الحزب الشيوعى على البلاد، منحت الولايات المتحدة مقعد جمهورية الصين الشعبية لتايوان، باعتبارها الكيان الممثل للصينيين جميعهم. حتى جاء عام 1971، فاعترفت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن «ممثل حكومة جمهورية الصين الشعبية هو الممثل الشرعى الوحيد للصين لدى الأمم المتحدة، ومنحت الصين العضوية ضمن الدول الخمس الدائمة فى مجلس الأمن الدولى، وطردت «ممثل» سلطات جمهورية الصين أو تايوان من المنظمة. ليعترف العالم بصين واحدة وتايوان جزء لا يتجزّأ منها، رغم عدم عودة تايوان للصين الشعبية حتى يومنا هذا.

ورغم عدم وجود سفارات دبلوماسية لتايوان فى دول العالم، فإن مكاتب التمثيل الاقتصادى والثقافى لتايبيه -اسم العاصمة- تملأ دول العالم. كما أن تايوان واحدة من دول النمور الآسيوية التى شهدت طفرة اقتصادية منذ الستينات، وسبقت الصين الشعبية فى نهضتها بسنوات. كما كانت الولايات المتحدة أحد أسباب قوة تلك الجزيرة منذ عقود، فأمدتها بالسلاح، ودرّبت مؤسستها العسكرية. وترفض تهديد الصين الشعبية لها بضمّها بالقوة العسكرية.

نعم.. رحلت بريطانيا عن هونج كونج، وطردت أمريكا ممثل تايوان من الأمم المتحدة، لكن ليس لعيون الصين، بل لاستمرار وجود الشوك بظهر الصين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هونج كونج  تايوان وبينهما الصين هونج كونج  تايوان وبينهما الصين



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

الأميرة رجوة تتألق بفستان أحمر في أول صورة رسمية لحملها

عمان ـ مصر اليوم

GMT 01:07 2024 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

هالة صدقي تكشف عن سبب غيابها خلال الفترة الماضية
  مصر اليوم - هالة صدقي تكشف عن سبب غيابها خلال الفترة الماضية
  مصر اليوم - بلينكن يبحث مع نظيره الإسرائيلي وغانتس مقترح بايدن

GMT 13:05 2024 الأحد ,02 حزيران / يونيو

تحذيرات من ربط الحساب البنكي بتطبيقات الدفع
  مصر اليوم - تحذيرات من ربط الحساب البنكي بتطبيقات الدفع

GMT 00:43 2017 الأحد ,08 كانون الثاني / يناير

انتصار السيسي تطمئن على صحة الفنانة نادية لطفي

GMT 12:37 2020 الخميس ,25 حزيران / يونيو

لاباديا يوضح تدريب هيرتا برلين كان تحديا كبيرا

GMT 08:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

وفاة رئيس الاتحاد الأوروبي لألعاب القوى

GMT 21:23 2020 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

طلب غير متوقع من أسرة قتيل فيلا نانسي عجرم

GMT 05:44 2020 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

نانسي عجرم تعود إلى نشاطها الفني بعد مرورها بفترة عصبية

GMT 22:45 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة المخرج الأردنى رفقى عساف عن عمر ناهز 41 عاما

GMT 22:22 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رد ناري من خالد الغندور على رئيس الزمالك

GMT 01:55 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مجوهرات ونظارات عصرية على طريقة نجود الشمري

GMT 21:25 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

مي كساب تضع مولودها الثالث وتختار له هذا الاسم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon