توقيت القاهرة المحلي 15:33:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترامب يسلم الملعب بفوضى!

  مصر اليوم -

ترامب يسلم الملعب بفوضى

بقلم: نشوى الحوفى

بينما ينشغل سكان العالم بأخبار الأحداث الجارية ومتابعة السوشيال ميديا وأسعار الغذاء والرواتب وإغلاق الدول بسبب كورونا وغيرها من القضايا، يتحرك صانعو الأحداث فى ذات العالم لتطوير الأحداث على خشبة المسرح الكونى لمزيد من الإثارة بتجديد الفوضى!

ولابد، كالعادة، من البدء من حيث صناعة الألعاب النارية فى واشنطن التى وعلى الرغم من إدراك رئيسها دونالد ترامب أن دوره قد انتهى ليتم استبداله بآخر، فإنه ما زال يصارع من أجل ماء الوجه، ليغرد يوم الجمعة الماضى قائلاً إن جو بايدن «لا يمكنه دخول البيت الأبيض كرئيس إلا إذا تمكّن من إثبات أن الـ80 مليون صوت السخيفة التى يزعم الحصول عليها لم يتم الحصول عليها عن طريق الاحتيال أو بشكل غير قانونى». فى الوقت الذى رفضت فيه محكمة الاستئناف الاتحادية طلب حملة ترامب لحجب إعلان فوز جو بايدن فى بنسلفانيا واعتبرت فوز الأخير نهائياً وحاسماً.

ويبقى السؤال: هل ما يغرد به ترامب مجرد تصريحات يمينى مهزوم، أم أنها بوادر فوضى على الساحة الأمريكية التى تنتظر تسليم القيادة لنائب الرئيس الأمريكى السابق أوباما كرئيس فى يناير المقبل؟

لا تكتفى واشنطن بتصريحات ترامب الغاضبة عن تزوير نتائج الانتخابات، ولكنها تهيئ مسرح الشرق الأوسط لمزيد من الإثارة، فأرسلت قاذفات B52 الأسبوع الماضى لقاعدة العيديد الأمريكية فى قطر، وبررت ذلك بمواجهة التهديدات الإيرانية فى المنطقة رغم أنها أرسلت حاملة الطائرات إبراهام لينكولن للمنطقة منذ عدة أشهر بنفس ذات المبرر؟!

وهو أمر لا يقبله المنطق لأنها ليست بحاجة لإرسال المزيد من السلاح للمنطقة التى يوجد بها الأسطول الخامس الأمريكى فى الخليج العربى، بالإضافة للقواعد العسكرية الأمريكية فى الكويت والبحرين وقطر والإمارات والسعودية والعراق وسوريا، وجميعها بها أحدث القطع العسكرية، بجانب قاعدة إنجيرليك الأمريكية فى تركيا منذ العام 1953 والتى توصف بأنها أكبر القواعد الجوية الأمريكية فى المنطقة. ثم ماذا عن الوجود الإيرانى فى قطر التى لا تتعدى مساحتها بضعة آلاف من كيلومترات توجد بها قاعدة العيديد الأمريكية بقوام 10 آلاف عسكرى، ألا يزعج وجود قوات من الحرس الثورى الإيرانى الأمريكان فى قطر رغم تصنيفهم له كمنظمة إرهابية؟! ألا يزعج الأمريكان حلفاء قطر توقيعها اتفاقية دفاع مشترك مع إيران منذ العام 2009!! ألا يزعجهم كون الإيرانيين حلفاء لتركيا الدولة العضو فى حلف الناتو الغربى العسكرى بقيادة أمريكا؟!!

ليكون السؤال: أى إيران التى ترغب أمريكا فى مواجهة تهديداتها فى منطقة الشرق الأوسط لترسل لها كل هذا الكم من السلاح؟!!

نتوقف عند حادث اغتيال عالم النووى الإيرانى محسن فخرى زادة يوم الجمعة الماضى بالقرب من طهران، والذى تتهمه التقارير الدولية بأنه أحد أبرز مطورى البرنامج النووى الإيرانى. وهو ما أثار غضب إيران، فهددت بالانتقام فى المكان والموعد المناسبين لها! تماماً كما هددت بالانتقام لمقتل قاسم سليمانى ولم يحدث شىء حتى اليوم. إسرائيل المتهمة من قبَل إيران بهذا الاغتيال امتنعت عن الرد واكتفت بإعلان رفع حالة التأهب فى سفاراتها فى جميع أنحاء العالم، وكذلك واشنطن ودول الغرب التى لا تمل من اتهام إيران بدعم مشروعها النووى بينما ترسل لها قبلات الحياة عبر وسائط متعددة لتبقيها كفزاعة لدول الخليج المستنزفة فى ظل ابتزاز الغرب المخطط. ولكن بعض المحللين يرون أنه قد يؤدى اغتيال زادة إلى خلق نوع من المواجهة بين إيران وإسرائيل وواشنطن عبر الفعل ورد الفعل قبل أسابيع من خروج ترامب من البيت الأبيض.

يحدث كل هذا فى ظل ضبابية المشهد حول فيروس كورونا الذى مضى على انتشاره نحو عام وأصاب نحو 62 مليون إنسان ووفاة أكثر من مليون آخرين، هذا غير تدمير الاقتصاد العالمى بشكل فاق نتائج الأزمة الاقتصادية العالمية فى ثلاثينات القرن الماضى، وما زال يواصل انتشاره فى ظل عدم حسم الأمر فيما يتعلق باللقاح القادر على مواجهته، وهو ما يدفع الاقتصاديين للتحذير من استمرار الركود الاقتصادى العالمى، وبخاصة الاقتصاد الأمريكى الأول فى العالم، والذى يعانى على مستوى الدولة والمواطن، فهل يمنح كل هذا المسرح العالمى مزيداً من الإثارة، أم أنها مجرد مخاوف امرأة خمسينية؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب يسلم الملعب بفوضى ترامب يسلم الملعب بفوضى



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
  مصر اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 12:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - ظافر العابدين يعود الى دراما رمضان بعد طول غياب

GMT 02:55 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

نيللي كريم تتحدث عن ظهورها في فيلم "كازابلانكا"

GMT 20:58 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

دي ليخت بين مطرقة عمالقة أوروبا وسندان برشلونة

GMT 18:43 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

خبير أرصاد يُحذّر من استخدام الكمامات في العاصفة

GMT 12:42 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

خطرٌ يُهدد حياتك بسبب النوم أكثر أو أقل من 8 ساعات يوميًا

GMT 02:16 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

بدران يؤكد أن الموز يُخفّف حموضة المعدة

GMT 12:55 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

مباراة توتنهام ضد تشيلسي تخطف الأضواء في الدوري الإنكليزي

GMT 03:34 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

مميزات استخدام ديكور الجدران الخرسانية في غرف النوم

GMT 21:44 2018 الأحد ,09 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جديدة مثيرة في واقعة "مذبحة الشروق"

GMT 23:32 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

صخرة برشلونة مهددة بالغياب عن مواجهة فياريال
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon