توقيت القاهرة المحلي 04:41:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هؤلاء هم الإخوان من 66 سنة!

  مصر اليوم -

هؤلاء هم الإخوان من 66 سنة

بقلم: نشوى الحوفى

فى أكتوبر عام 1954 حاول الإخوان اغتيال رئيس الوزراء المصرى وقتها جمال عبدالناصر بعد توقيع اتفاقية الجلاء بين مصر وحكومة الاحتلال البريطانى، كان جمال عبدالناصر يلقى خطابه فى ميدان المنشية بالإسكندرية ليتفاجأ الجميع بإطلاق الرصاص عليه فأصيب اثنان خلفه. تم القبض على عدد من الإخوان وكان المتهم الأول فى القضية هو محمود عبداللطيف، سمكرى سيارات أقنعه الإخوان بتكفير عبدالناصر لتوقيعه معاهدة جلاء الإنجليز عن مصر!

هكذا تقول الوقائع التى رددها المتهمون بمحكمة الشعب التى ترأسها جمال سالم بعضوية حسين الشافعى وأنور السادات، وأذيعت جلساتها على الهواء مباشرة بالإذاعة المصرية بعد الحادث. اعترافات المتهمين لم تشمل فقط أدوار كل منهم وكيفية التنفيذ، بل شملت -وعلى مسمع من الجميع- تنصل حسن الهضيبى، مرشد الإخوان وأحد المتهمين، من منحه أوامر الاغتيال!! ويا للعجب، فعلى الرغم من حكم الإعدام على 7 إخوان فى القضية على رأسهم المتهم الأول محمود عبداللطيف والهضيبى الذى خُفف حكمه للسجن المؤبد، إلا أنهم ظلوا لسنوات ينكرون تلك الحادثة وهم يرتدون ثوب الضحية المسكينة، حتى كان تراجعهم ليعترفوا مرة أخرى بالتفاصيل فى حلقات برنامج الجريمة السياسية بتاريخ 22 و29 ديسمبر 2006 على قناة الجزيرة الموالية لهم.

ليس هذا ما يعنينى اليوم، فما يعنينى هو كتاب عثرت عليه على الإنترنت بنسخة «بى دى إف» بعنوان «هؤلاء هم الإخوان» تأليف عدد من نخبة الفكر المصرى وهم الدكتور طه حسين عميد الأدب العربى والكتّاب محمد التابعى وعلى أمين وكامل الشناوى وناصر الدين النشاشيبى وجلال الدين الحمامصى. قامات مصرية فى الصحافة والأدب تجمعت لشرح ظاهرة الإخوان وسرد تاريخهم وتحليل اعترافاتهم المذاعة على الهواء مباشرة.

يقول الأديب طه حسين فى جزء من الكتاب تعليقاً على كمية السلاح المعترف بها على لسان المتهمين: «ما هذه الأسلحة وما هذه الذخيرة التى تُدخر فى بيوت الأحياء وقبور الموتى؟ ما هذا المكر الذى يمكر، وما هذه الخطط التى تدبر؟ يُقال إن حياة المصريين إنما رخصت على المصريين بأمر الإسلام الذى لم يُحرّم شيئاً كما حرّم القتل، ولم يأمر بشىء كما أمر بالتعاون على البر والتقوى، ولم ينه عن شىء كما نهى عن التعاون على الإثم والعدوان، ولم يرغّب فى شىء كما رغّب فى العدل والإحسان والبر».

ويقول الأستاذ محمد التابعى: «توالت الصدمات الفاجعات فى جلسات محكمة الشعب، ولكن أكبر صدمة كانت تلك التى أصابت الجانى محمود عبداللطيف حينما رأى مُثله العليا تتهاوى أمام عينيه. زعماؤه.. زعماء قيادة الإخوان الذين طاعتهم من طاعة الله وعلّموه ولقّنوه، رآهم يتخاذلون ويجبنون ويكذبون ويحنثون فى أيمانهم بالله العظيم وكل منهم يحاول أن ينجو بجلده ويرمى التهمة على صاحبه وأخيه! سمع أن فعلته التى أقدم عليها جريمة وخيانة فى حق الوطن وأنها جريمة بشعة نكراء لا يقرها دين الإسلام ولا يرضى عنها المسلمون. سمع هذا بأذنيه.. وممن؟ سمعها من الذين حرّضوه وأعطوه المسدس وأفهموه أن هذه هى أوامر قيادة الإخوان التى طاعتها من طاعة الله ورسوله».

تلك مقتطفات من الكتاب الذى يجب نشره على أوسع نطاق لحفظ التاريخ وأخذ العبرة منه، فهو قد كُتب بأقلام لا تعبر عن انتماء إلا لهذا الوطن منذ 66 سنة، عقول حللت وشرحت وأوضحت ما تم على مرأى ومسمع من الجميع على الهواء، وأثبتت الأيام صحته رغم مرور السنين. ولكن ما أفزعنى هو تكرار أحداث التاريخ معنا لأننا لم نتعلم منه. نعلم أن هؤلاء هم الإخوان منذ خمسينات القرن الماضى ليفرج عنهم مَن كان شريكاً فى المحاكمة، فكيف آمن لهم حتى قتلوه؟ نعلم أنهم الإخوان الذين نرفض فعلهم وكذبهم وخيانتهم وتجارتهم بالدين منذ 66 سنة، وسمحنا لهم بالتكاثر والتمدد فى الوطن كخلايا السرطان، فكيف أغمضنا عيوننا عن خطرهم؟

كلامى ليس لتعظيم شأن وثيقة من قلب التاريخ، ولكنه جرس إنذار حتى لا نتفاجأ بعودتهم بعد 66 سنة ليفعلوا بمصرنا وأهلها ما سبق أن فعلوه. فلا تصدقوهم مهما تراجعوا أو حلفوا. ولا تسمحوا لهم بوجود مهما بررتم فهم الصهاينة فاحذروهم فهم العدو.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هؤلاء هم الإخوان من 66 سنة هؤلاء هم الإخوان من 66 سنة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
  مصر اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 19:21 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة يشكل لجنة ثلاثية لمتابعة شؤون اللاعبين

GMT 11:47 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

وفاة والد الفنانة سهر الصايغ

GMT 20:10 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرارات جمهورية للرئيس السيسي

GMT 22:11 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

طارق يحيى يؤكد أن مرتضى منصور شخصية طبية وودودة

GMT 11:20 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

بيومي فؤاد يصور فيلمه الجديد "بكرة" في الزمالك

GMT 15:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

"أبل" تدرس نقل أعمالها في الصين إلى دول آسيوية

GMT 10:34 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

أسعار العملات العربية اليوم الأربعاء 19-6-2019

GMT 07:26 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تسريحات شعر من وحي نادين نجيم في "خمسة ونصف"

GMT 14:30 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

50 هدفًا تفصل "ليونيل ميسي" عن عرش "بيليه"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon