توقيت القاهرة المحلي 07:15:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أكل العيش وأغاني «المهرجانات»

  مصر اليوم -

أكل العيش وأغاني «المهرجانات»

بقلم : طارق الشناوي

رسائل مليئة بالاستعطاف بعثَ بها عدد من مطربي ما يعرف بـ«المهرجانات» إلى هاني شاكر نقيب الموسيقيين المصريين، كل منهم يرجوه أن يتراجع عن موقفه الصارم بمنعهم من الغناء، لجأوا إلى استخدام سلاح «أكل العيش»، وأن المطرب ليس فقط فرداً، ولكن فرقة موسيقية و«كورال» تنفق على حياتها من خلال مردود هذه الحفلات، بات هؤلاء بلا مورد رزق، ولأنهم يعلمون أن هاني يفضل دائماً أن يسبقه لقب «أمير الغناء العربي»، فلقد حرصوا على نعته باللقب، كما أنهم أضافوا صفة أخرى أنه بمثابة الأب للجميع، وأنهم نادمون على أي رد فعل متجاوز ارتكبوه في لحظة غضب، وهم مستعدون لتقديم وافر الاعتذار والتبجيل للنقابة والنقيب، مقابل فك الحظر عنهم.
هاني اختار الموسيقار الكبير حلمي بكر لرئاسة لجنة الاختبار، ورأي حلمي المعلن والموثق من قبل حتى رئاسته اللجنة، أنه ضد السماح لهذه الأصوات بممارسة الغناء، ولا أظن أن هاني سوف يتراجع بسهولة عن تنفيذ القرار، سيحترم قطعاً ما انتهت إليه اللجنة، ولن يضعف أمام الاستجداء.
المؤكد أن تعبير اللياقة أو عدم اللياقة الفنية، لا تستطيع وأنت مطمئن أن تُطلقه، على الأصوات، يكفي أن نذكر أن عبد الحليم حافظ، في بداية مشواره (مطلع خمسينيات القرن الماضي) أقرت لجان موسيقية رفيعة المستوى، أن صوته غير صالح، للوقوف أمام الميكرفون وتسجيل الأغاني الإذاعية، ستقولون هل نقارن الثرى بالثريا؟ عبد الحليم مطرب دارس وأكاديمي، بينما هؤلاء في الأغلب الأعم لم يتلقوا أي قدر من الثقافة الغنائية أو حتى العامية، كل ما ذكرتموه وأكثر أنا متفق فيه معكم و«أبصم بالعشرة»، ولكن كما يقولون «لكل مقام مقال»، هذا الزمن طرح أفكاراً أخرى ومواصفات مغايرة، لإمكانيات المطرب، لم يعد مطلوباً بالضرورة أصوات بها سحر أم كلثوم وفيروز ووديع الصافي وكاظم الساهر ولطفي بوشناق، والقائمة قطعاً تطول، نحن بصدد زمن فرض مواصفات مغايرة وأصوات أخرى، مثل أغاني «مطربي المهرجانات» تؤدى بكلمات بإيقاع ونغم شبه ثابت، القسط الأكبر من أغانيهم لا تحمل أفكاراً شعرية أو موسيقية، مجرد كلمات جوفاء سهلة الترديد ولكنهم يحرصون - أقصد الأغلبية - على أن يتجنبوا الكلمات البذيئة.
أنا لا أدافع عن فنان بعينه، من تلك الأصوات، التي باتت ممنوعة من ممارسة الغناء، ولكن يجب أن نضع في المعادلة أن لهم جمهوراً عريضاً، من مختلف فئات الشعب، وكل أطيافه، وأن أفراح المصريين في العادة لا تخلو من أغانيهم، وفي كل دول العالم ستجد أن هناك غناءً موازياً يعبر عن ذوق فني مغاير، لما تعارف عليه الناس.
كانوا محط أنظار العديد من الباحثين لرصد ما قدموه اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً ونفسياً، واكتشاف الدلالات والتأويلات التي تحملها أغانيهم، في النهاية ستكتشف مهما كانت لك من تحفظات سلبية، أنهم نبت طبيعي، لما يجري على أرض الواقع.
يلجأون الآن لاستعطاف نقيب الموسيقيين، لأنهم وأسرهم ومن يعملون معهم، فقدوا لقمة العيش، النقيب والنقابة ملتزمون بقرار اللجنة الرافض لوجودهم، ويبقى السؤال هل يمكن مصادرتهم من الخريطة الغنائية بـ«جرة قلم»؟... هم لديهم حق في التعبير بمفرداتهم وأنغامهم الخاصة، بينما من حق الناس والنقابة أن تستحسن أو تستهجن، لا أن تصادر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أكل العيش وأغاني «المهرجانات» أكل العيش وأغاني «المهرجانات»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

خسائر خام برنت تتفاقم إلى 24% في هذه اللحظات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon