توقيت القاهرة المحلي 11:02:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ينتظره السجن بسبب (تريند)

  مصر اليوم -

ينتظره السجن بسبب تريند

بقلم:طارق الشناوي

هل كان يبحث عن (تريند)؟ أم أنه الاحتياج المادي قد دفعه إلى ادعاء المرض؟ أم أن الاثنين معاً؟ ألقت الشرطة المصرية القبض على الشاب العشريني الذي كتب على صفحته أنه استسلم للسرطان، ولم يعد قادراً على المقاومة، وأنهى (البوست) قائلاً إنه فقط يتمنى أن يدفن بالنهار لأنه يخشى الظلام.
كلمات مؤثرة، ووقعت أكثر من جريدة في فخ السبق الصحافي، ونشرت كلمات الشاب باعتبارها آخر ما نطق به، قبل أن تكتشف السلطات أنه يخادع الجميع.
شاهدنا قبل بضعة أشهر أباً وأماً يرهبان طفلهما بادعاء الموت، ويبدأ الطفل في الصراخ والبكاء فيكشفان له اللعبة، حقق هذا (الكليب) اللا إنسانى أعلى درجات المشاهدة، فهل المرضى هم صانعو الكليب أم مشاهدوه؟

 

النجوم أيضاً لديهم هذا الهوس، وقبل أن يعترض البعض على التعميم، أقول لكم إنهم جميعاً إلا قليلاً، مرضى إدمان (التريند) قبل حتى أن يُصبح اسمه (تريند).
كلنا نعلم سلاح الجيوش الإلكترونية، التي تتم الاستعانة بهم مقابل أجر للحصول على (نمبر وان)، شاهدنا قبل نحو عامين أحد المطربين يدعي على لسان موسوعة (غينيس) أنه الأكثر إلهاماً في العالم، وعندما زادت الكذبة على حدها انقلبت لضدها، ووصل الأمر إلى إدارة الموسوعة فكذبته على صفحتها، ورغم هذا الدرس القاسي، فإن المطرب لم يتوقف ولا يزال يبدد طاقته في اختلاق كذبة وراء أخرى، مثل أنه على شفا الطلاق من زوجته، ثم نكتشف أنه سيصدر (ألبوماً) جديداً ويريد إثارة شغف الناس حوله.
فعلها في منتصف الأربعينات أنور وجدي أيضاً على سبيل الدعاية لفيلم (ليلى بنت الفقراء) وكانت المرة الأولى له في الإخراج وأداء دور البطولة أمام النجمة الأشهر ليلى مراد، بعد أن أوحى للصحافة أنه في طريق إعلان زواجه من ليلى مراد، طلب منها تكذيب الخبر، ثم وجه الدعوة للصحافيين لمشاهدة تصوير المشهد الأخير من الفيلم، حيث كان هناك بالفعل مأذون وفرح وفاجأ أنور وجدي الحضور بالتأكيد أن الموقف الدرامي الذي شاهدوه أثناء التصوير حقيقي، والمأذون عقد بالفعل زواجه من ليلى مراد، وأنهم جميعاً شهود هذا الزواج.
من أشهر من يلعبون بالأرقام (التريند) عادل إمام الذي كان يحرص على إعلان تفوقه الرقمي يومياً على كل زملائه المنافسين، وهو ما يكرره الآن محمد رمضان بإعلانه أنه الأول والأغلى بين كل النجوم.
إلا أن حكاية هذا الشاب لا أتصور أنها بالضبط مجرد (تريند)، ربما الاحتياج المادي، وهو قطعاً لا يبرر الجريمة، تعودنا أن نخشى مجرد ذكر اسم هذا المرض اللعين، حتى إنهم في الثقافة الشعبية يشيرون إليه قائلين (الشر بره وبعيد)، ما الذي دفع الشاب لادعاء إصابته بالسرطان، غالباً الحاجة إلى المال وإلى الإحساس بتعاطف الناس، في البداية قبل سنوات، لم يثر الأمر مشكلة فهو يكتب على صفحته أنه سيقهر السرطان، ولكنه بدلاً من التبشير بنهاية سعيدة لتلك المعركة، فجأة قرر أن يقدم نهاية مأساوية، وقال إنه فقد القدرة على المقاومة وينتظر الموت خلال الأيام المقبلة.
أين الحقيقة في كل ذلك؟ تحقيق (تريند) والإحساس باهتمام الناس، تراه أنت مجرماً، مضبوط تماماً تلك جرائم يعاقب عليها القانون، إلا أنه ليس فقط المذنب الوحيد، فهل حاكمنا أيضاً كل من سبقوه من اللاهثين وراء (التريند)؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ينتظره السجن بسبب تريند ينتظره السجن بسبب تريند



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:24 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

"الثعابين" تُثير الرعب من جديد في البحيرة

GMT 22:38 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

نادي سموحة يتعاقد مع محمود البدري في صفقة انتقال حر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon