توقيت القاهرة المحلي 23:55:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«فساتين» نجاة و«سراويل» الصافي!

  مصر اليوم -

«فساتين» نجاة و«سراويل» الصافي

بقلم:طارق الشناوي

غنى مؤخراً حسين الجسمي «أما براوة براوة» وهي واحدة من أشهر أغنيات نجاة كتبها الشاعر مرسي جميل عزيز ولحنها محمد الموجي لكي تغنيها امرأة، حيث تساءل البعض كيف يجرؤ الجسمي؟، وتناسوا مثلاً أن محمد منير قبله قد غنى «حارة السقايين» التي رددتها قبل خمسين عاماً شريفة فاضل، ثم أعادتها نانسي عجرم، بينما الكلمات تعبر عن مشاعر امرأة تحذر رجلاً يحاول مغازلتها وتقول له: «ليك ماضي كله سوابق... في الحب مالكش أمان... وأنا عايزة حب حنين... مش حب يودي ليمان». تعوّد الجمهور على التسامح مع هذا النوع من الغناء، والفيصل في النهاية هو القدرة على الغناء. محمد منير كثيراً ما فعلها، وعندما تعجبه أغنية من التراث لا يسأل هل يجوز أن يرددها أم لا، هو فقط يحفظ اللحن ثم يسجله ويترك الحكم النهائي للناس.
لديكم قصيدة الشاعر كامل الشناوي «لا تكذبي»، في البداية لحنها محمد عبد الوهاب لتغنيها نجاة، وبعد التسجيل قال عبد الحليم لأستاذه عبد الوهاب: «أنا الأحق من نجاة»، الكلمات يجب أن ينطقها رجل، ورغم ذلك فإن القصيدة وبعد مرور قرابة 60 عاماً لا تزال لصيقة بصوت نجاة أكثر من عبد الحليم، وهناك من يعتقد أن الشناوي كتبها عن واقعة حقيقية مر هو شخصياً بها، وأن بطلة القصة هي نجاة، مع الزمن اتضح أن كل هذه القراءات المتعسفة لا تمت للحقيقة بصلة قربي أو نسب.
من المفارقات قصيدة «أيظن» لنجاة أيضاً، التي غناها على العود ملحنها محمد عبد الوهاب، بينما صوت الجبل كما يطلقون عليه وديع الصافي في أحد الحفلات، وكنت شاهداً على تلك الواقعة، قرر أن يقدمها لجمهوره، وجاء عند المقطع الشهير «حتى فساتيني التي أهملتها» وخجل أن يقول على الملأ «فساتيني» فأحالها إلى «سراويلي» فضجت القاعة بالضحك.
هناك بعض مشاعر قطعاً يجب أن ينطق بها رجل وأخرى لا ترددها سوى امرأة، إلا أن الأمر لا ينبغي أن يصل بنا إلى فرض قيود صارمة. كُثر من الكتّاب والأدباء والشعراء من الممكن أن يتقمصوا ويعبروا بصدق عن أحاسيس المرأة أكثر من المرأة، مثل نزار قباني في الشعر وإحسان عبد القدوس في الرواية والمخرج محمد خان في السينما. سألوا مرة عبد الحليم حافظ عن الأغنية التي تمنى أن يرددها فاختار أيضاً أغنية نسائية «غريبة منسية».
طوال التاريخ لو راجعت كلمات أغلب أغانينا ستكتشف أننا نقول «حبيبي» بينما نقصد «حبيبتي». لديكم مثلاً المطرب الشعبي عبد الغني السيد له أغنية شعبية تنافست عليها كل راقصات مصر، بداية من تحية كاريوكا وهي «ياولة ياولة». الكلمات التي كتبها أبو السعود الإبياري تتغزل في المرأة، وعلى طريقة أولاد البلد يشبه مثلاً خديها بالتفاح، وقدها بالياسمين، وغيرها، ورغم ذلك يناجيها قائلاً «ياولة» يقصد «يا ولد».
الناس تعايشت ببساطة مع التشبيه، ولم يشعروا بأي غضاضة، وهو ما تكرر أيضاً مع الجسمي، لم يستوقفهم في كثير أو قليل وهو يقول: (قُلة حبيبي ملانا عطشانة يانا... أروح له ولا أروح أشرب حدانا»، طبعاً في ذاك الزمن لم يعرف الناس «كورونا»، ومن الممكن ببساطة أن يشرب الحبيب والحبيبة من نفس «القُلة»!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«فساتين» نجاة و«سراويل» الصافي «فساتين» نجاة و«سراويل» الصافي



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر

GMT 06:58 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

علاج محتمل للسكري لا يعتمد على "الإنسولين" تعرف عليه

GMT 14:10 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أسوان يخطط لعقد 9 صفقات قبل غلق باب القيد لتدعيم صفوفه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon