توقيت القاهرة المحلي 13:17:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحرب على غزة وفخ توسيع الصراع

  مصر اليوم -

الحرب على غزة وفخ توسيع الصراع

بقلم - آمال موسى

ما يحصل في منطقة الشرق الأوسط حالياً من استمرار للحرب على غزة وتوسيع جغرافية الصراع وتمسك إسرائيل بمخطط الإبادة، كلها أمور تجعلنا نتساءل عن الظاهر والخفي في هذه الحرب ذات التكلفة البشرية الباهظة والتي تعمل إسرائيل على إطالتها بشتى الحيل والذرائع والغطرسة.

بقدر ما تسعى الدول العربية إلى تطويق الحرب وإيقاف نزيفها والدفع نحو التفاوض نلاحظ جهوداً مقابلة حثيثة هدفها الإبقاء على الحرب في غزة وتوسيع هذه الحرب لتشمل الأطراف وبطرق مختلفة التي تقف إلى جانب الطرف الفلسطيني.

السؤال: إلى أين ذاهبة المنطقة؟ ولماذا التعنت الإسرائيلي والاعتداء على حق الشعب الفلسطيني هما ما يحددان طبيعة الصراع ومساحته ووتيرته؟

ما يحصل منذ ثلاثة أشهر في إسرائيل أعاد الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي إلى سالف تاريخه مع جرعة قوية من الاستخفاف بالدم الفلسطيني والطفل الفلسطيني والإنسان الفلسطيني. قبل ثلاثة أشهر لم يكن ممكناً رغم وضعية الاحتلال أن يحصل ما حصل في غزة.

عندما نتمعن في سير الأحداث وهذه العجرفة السياسية في التخبط من دون اكتراث بقبح إدارة المعركة وآلياتها التي لا تعترف لا بالقوانين الدولية ولا بالقانون الدولي الإنساني وتوسيع الحرب والقيام باغتيالات بقصد الاستفزاز والاعتداء... كل هذا يعني أن إسرائيل تستغل حربها على غزة لتقيس واقع سطوتها وإلى أي مدى ما زالت مدللة أميركياً ويحسب لها حساب أوروبياً؟

ولتتحصل إسرائيل على الإجابات التي تحتاج إليها من فترة إلى أخرى؛ كون أنها دولة تقوم على الارتباط الاقتصادي اللوبي السياسي الذي يجمعها بأصحاب القرار من الصف الأول في العالم، فإنها تزيد من قوة الضغط والعنف والاستهتار بشكل يحرج حلفاءها، ولكن ذلك الإحراج هو المحرار الذي تعتمده إسرائيل لتحديد وزنها ومصيرها كدولة تستبطن باستمرار عدم الاستقرار ووضعية التهديد، وذلك من منطلق كونها دولة قائمة على اغتصاب حق الشعب الفلسطيني في أرضه.

هكذا يمكن تفسير سلوك الإمعان في الحرب وتوسيع الحرب والإبادة. كما أن الكم الهائل من العنف والتقتيل إنما هو نتاج قرار واضح من إسرائيل وهو إفراغ غزة من الفلسطينيين. وبالتالي، فإننا أمام تحول في المقاربة الإسرائيلية بشكل كامل، أي أن هناك تحولاً من طور البحث عن حل الدولة المهيمنة وتضييق الخناق على الفلسطينيين إلى طور آخر يقوم على الإبادة والاستفراد بكل فلسطين.

طبعاً، الكل يعلم مدى خطورة هذه المقاربة التي تقوم إسرائيل بتجسيدها على أرض الواقع. فهي مقاربة تعيد القضية الفلسطينية إلى ما هو أقل من أسوأ مراحلها التاريخية. من جهة أخرى، وهذا مهم جداً، فإن هذا المخطط الإسرائيلي يضع كل المواقف في مأزق، حيث هناك مرجعيات تؤطر عمليات التفاوض وحلول يتم اعتمادها والضغط بموجبها على كل الأطراف.

ما يحصل في ظاهره حرب على غزة، ولكن في الواقع هو إطاحة بكل ما كان قائماً لبناء واقع جديد أكثر سوءاً مما كان وهو واقع المراد فرضه ليس فقط على أهل غزة، بل على كل الأطراف وتستند إسرائيل في قرار التصعيد المتعدد الأبعاد إلى ما تعدّه حق المحتل في الدفاع عن نفسه.

نحن أمام طرف واحد يقوم بتوجيه الصراع والحرب. والسؤال: هل هو فعلاً طرف واحد، أم أن الصورة لا تسع إلا واحداً؟

أيضاً بناءً على ما تقدم؛ فإن لا حديث ولا نية لإنزال العقاب بإسرائيل. وواضح أيضاً أن آلاف الأرواح الفلسطينية التي قُتلت وغالبيتها من الأطفال والنساء كأن ما حصل لهم هو كارثة طبيعية لا حول للإنسانية ولا قوة أمامها. أي الأمر لا يختلف عن إعصار ليبيا وزلزال تركيا وسوريا والمغرب.

في الأيام والأسابيع الأولى لحرب الإبادة في غزة كان شعور الحرج هو المهيمن؛ إذ حصل نوع من الصدمة لكل من يتشدق بخطاب حقوق الإنسان... ولكن حالياً الأطراف المعنية بالوضع في غزة من قريب ومن بعيد وبشكل مباشر وغير مباشر وعلى المديين الآني والمتوسط... الجميع في مأزق. وهكذا تكون إسرائيل قد نقلت المحرجين بالمعنى القانوني الأخلاقوي إلى دائرة الأزمة السياسية وتداعياتها التي كثيراً ما تحرص إسرائيل على أن تكون اقتصادية بكون أنها تغلغلت في العلاقات الدولية وخريطة المصالح الدولية من بوابة المال والاقتصاد وربت القوى الكبرى على إدمانها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب على غزة وفخ توسيع الصراع الحرب على غزة وفخ توسيع الصراع



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt