توقيت القاهرة المحلي 12:11:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

الأطفال والإدمان التكنولوجي المسكوت عنه

  مصر اليوم -

الأطفال والإدمان التكنولوجي المسكوت عنه

بقلم - آمال موسى

الحديث عن الإدمان هو حديث قصوي بطبيعته. وتتضاعف هذه القصويّة عندما تكون الفئة المعنية هي الأطفال. وطبعاً لا تفوتنا الإشارة إلى أن أهمية هذه الفئة العمرية التي لا تكمن فقط في كونهم أطفالاً والمفروض على الجميع حمايتهم من منطلق أنهم لا يملكون ما يؤهلهم لتحقيق المصير الذاتي وتحديد الاختيارات ومن ثم تحمل مسؤولية الأفعال، بل أيضاً لأن مستقبل الشعوب والأوطان والعالم مرتبط عضوياً بالأطفال: فهم الغد، والمستقبل، والامتداد، والأفضل.

ولكن تحدق بهذه الفئة العمرية أخطار كثيرة، على رأسها ظاهرة الإدمان على الهواتف الذكية، والانغماس كلياً ولساعات طويلة في الإبحار في شبكات التواصل الاجتماعي.

لم يطلق العالم بعد صيحة الفزع اللازمة من هول هذا الإدمان المسكوت عنه الذي لا يقل خطورة وفتكاً عن إدمان المخدرات، حيث إن الانشداد الهائل نحو الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي يعد مخدراً وإدماناً، لهما عوارض ونتائج تماماً كالمخدرات. ربما إدمان العالم الافتراضي والإمساك الدائم بجهاز الهاتف أكثر خطورة لأننا لا نتعامل معه بوصفه إدماناً وهذا الأمر في حد ذاته مشكل كبير.

لا شك أن لكل جيل ما يشغله وطريقته وزمنه وما يلهيه، ولكن نحن بالفعل أمام جيل بصدد التشكل ويكاد يكون مقاطعاً لعادات وممارسات الجيل السابق له.

ونعتقد أنه كما انتبه العالم إلى غول الإرهاب من المهم أيضاً أن ينتبه إلى غول التبعية للعالم الافتراضي وإلى انعكاسات ذلك على جيل المستقبل الذي سيؤسس للعالم ويديره.

إننا نتحدث عن خطر يحدق بصحة الطفل الجسدية والعقلية والنفسية: أطفال يقضون ساعات من يومهم القصير وهم يتمسكون بهواتفهم الذكية ويُبحرون من شبكة تواصل اجتماعي إلى أخرى من دون أن يُقِيموا العلاقات، وهم يتعاملون مع غرباء ويتنمرون ويقعون ضحايا التنمر ويتعرضون لشتى أنواع الابتزاز. فلا ننسى أن المتربصين بالأطفال والشباب في العالم الافتراضي كثر، حيث يتم انتداب الشباب الناشئ للانغماس في الإرهاب، كما أن الأطفال كثيراً ما يقعون ضحايا ابتزاز جنسي وغيره، ويتورط عدد لا بأس به منهم ضحية الاتجار بالبشر في العالم الافتراضي الذي يستغل من خلاله خوف الأطفال لتحقيق مآرب خطيرة.

إلى جانب ذلك من المهم أن تدرك الأسر أن قضاء طفل ساعات على شبكات التواصل الاجتماعي، والتنقل من فيديو إلى آخر، يعنيان أن ذلك على حساب ساعات نومه اللازمة لتوازنه كطفل. لذلك نجد الأطفال الذين يُدمنون على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية إنما يعانون من تشتت التركيز وتأثيرات سلبية أثبتها الأطباء والدراسات على النمو العقلي والعاطفي للطفل. فالإدمان الذي أصبح يلاحَظ في شتى الفضاءات: في البيوت والمطاعم ووسائل النقل، قد أثر في نفسية الأطفال وصحتهم فباتوا أكثر قلقاً وشعوراً بالخوف وأكثر ميلاً إلى العنف واستعداداً للتنمر.

كما أن هذا الإدمان لن تكون نتائجه الدراسية مُفرحة لاعتبارات عدة؛ أولها حالة الدمار الجسدي وقلة النوم وتراكم ذلك وانعكاسه على الاستعداد للانتباه والمتابعة والتحصيل الدراسي. ومن ناحية أخرى فإن الإبحار لساعات على شبكات التواصل الاجتماعي يعني عملياً أن العلاقة بالكتاب أصبحت منعدمة، وأن «الافتراضي» دفنها.

نعلم جيداً أن التعامل مع هكذا حالات من الإدمان ليس سهلاً، لذلك فإن الأولياء حتماً سيدخلون في علاقة توتر مع أبنائهم الذين سيقاومون تدخلهم، خصوصاً المراهقين منهم ويرفضونه ويعدونه هيمنة وتدخلاً في مساحتهم الشخصية. بل إن أغلب حالات التوتر بين الأولياء والأبناء تعود في غالبيتها إلى هذا الإدمان.

من هذا المنطلق نعتقد أن مواجهة هذا الغول من الإدمان المسكوت عنه يحتاج إلى تكاتف مؤسسات عدة بعضها مع بعض، وهي مؤسسات الأسرة والمدارس، إضافةً إلى أهمية سنّ إجراءات جريئة وصارمة تحمي الأطفال من هذا الإدمان الذي أصبح بصدد القضاء تدريجياً على قدرات الأطفال وتحويل خياراتهم نحو اللاشيء واللامعنى والتأثير في نموهم العقلي والعاطفي وحرمانهم من بناء تواصل اجتماعي حقيقي، الأمر الذي تنتج عنه حالات نفسية تميل إلى الانعزال والقلق والسلبية.

إننا نحتاج إلى تشريعات تحدد السن الأدنى وحجم التوقيت الأقصى مع توفير آليات مراقبة ناجعة لهذه الظاهرة. ولا شك في أن الطفولة بسبب هذا الإدمان العام والمتصاعد في خطر حقيقي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأطفال والإدمان التكنولوجي المسكوت عنه الأطفال والإدمان التكنولوجي المسكوت عنه



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 18:51 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
  مصر اليوم - تقرير يكشف أنغروك يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 06:13 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 02 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 23:59 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

هرمون الإستروجين والبروجسترون يؤثران على اللوزة الدماغية

GMT 10:54 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 22:58 2020 الخميس ,16 تموز / يوليو

إطلالة جذابة لـ هند صبري عبر إنستجرام

GMT 00:37 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ديكورات خارجية لمتعة الصيف حول المسابح

GMT 22:24 2022 الإثنين ,25 تموز / يوليو

باريس سان جيرمان يهزم غامبا أوساكا بسداسية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt