توقيت القاهرة المحلي 02:31:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -
الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال
أخبار عاجلة

حافلة واحدة وثلاث يافطات

  مصر اليوم -

حافلة واحدة وثلاث يافطات

بقلم: نبيل عمرو

هذا وصف تبسيطي لواقع الحال عند الطبقة السياسية الفلسطينية.
اليافطة الأولى مكتوب عليها منظمة التحرير، واليافطة الثانية مكتوب عليها السلطة الوطنية، واليافطة الثالثة مكتوب عليها الدولة الفلسطينية.
أمّا الحافلة فهي واحدة، وسائقها بكل يافطاتها واحد، وركابها هم ذاتهم، والطريق الذي تمشي عليه هو ذات الطريق.
الذي حملني على اختيار هذا التوصيف التبسيطي هو رفع الطبقة السياسية يافطة السلطة الوطنية حين كانت «أوسلو» في أوج ازدهارها ووعودها الباذخة، أي حين أنجبت مجالس وزراء، أي أصحاب معالي يرأسهم أصحاب دولة أو فخامة، وأنجبت كذلك برلماناً منتخباً معترفاً به من كل العالم بما في ذلك إسرائيل، ووقفت أهم شخصيات العالم على منبره الديمقراطي الحضاري للإعلان عن أن الظاهرة الفلسطينية دخلت مرحلة جديدة تؤهلها لأن تتحول إلى دولة.
في تلك الفترة الزاهرة هجرت الطبقة السياسية زوجتها الأولى منظمة التحرير، إذ تصرف كثيرون على أنه لا لزوم لها وصارت مجرد عنوان لمراسلات جانبية، ولزمت لمرة واحدة حين طلب من قيادتها إلغاء بنود من الميثاق الوطني، لتوفير مزيد من الصدقية للاعتراف بإسرائيل، والمضي قدماً في مسيرة أوسلو، فعقد مجلس وطني اتخذ سمة احتفالية تحت ظلال علم أميركي غطى واجهة عمارة من عشرة طوابق في غزة، وكان ضيف الشرف آنذاك الرئيس بيل كلينتون. قبل ذلك اللقاء الاحتفالي كان أعضاء المجلس الوطني الأول قد صفقوا وقوفاً لدى اعتمادهم الميثاق بكل بنوده، ثم صفقوا وقوفاً حين أُلغي بعض بنوده.
الذين في الواجهة الآن، أي ركّاب الحافلة إياها، هم هم، وكلهم صفقوا لإلغاء الميثاق بين يدي الرئيس الأميركي بيل كلينتون، وما إن انفضّ ذلك المجلس حتى صارت المنظمة أمام إلحاح السلطة الجديدة نسياً منسياً، وتوخياً للدقة فقد ظلت بعض هياكلها قائمة وصارت تتقاضى نفقة شهرية من وزارة مالية السلطة.
ظلت المنظمة كالزوجة المهجورة إلى أن قسا الزمان على السلطة الوطنية بفعل صفقة القرن، وصار أهلها وخصوصاً الوجهاء منهم يتحدثون عن عدم الأسف لحلها أي طلاقها، وتفادياً للفراغ جرى من جديد طرح إمكانية العودة إلى الزوجة القديمة، فقد لزمت منظمة التحرير بفعل الاضطرار ورفعت على الحافلة إياها لافتتها من جديد فصارت من خلال خطاب الطبقة السياسية البديل الجاهز والأفضل كما يقولون كبيت أمان للناس وللحقوق وللطبقة السياسية، وليس مستبعداً إذا ما تعرضت منظمة التحرير إلى ما تعرضت له السلطة، أن تُطوى لافتتها لتُرفع بدلاً منها على ذات الحافلة يافطة الدولة الفلسطينية حتى إن أحد وجهاء الطبقة السياسية قال: «إذا لم نستطع انتخاب مجلس تشريعي جديد فينبغي أن نُجري انتخابات لبرلمان الدولة لأن العالم كله سيقف معنا».
الفلسطينيون في حيرة من أمرهم بفعل تعدد اليافطات التي ترفعها الطبقة السياسية كبدائل بعضها لبعض، غير أن أكثر البدائل تداولاً، ولو على الصعيد الإعلامي، أنه في حال انهيار السلطة لأي سبب كان، فلا لزوم للقلق لأن الطبقة السياسية لديها البديل الجاهز، وهو نقل صلاحيات السلطة إلى اللجنة التنفيذية للمنظمة، ولا أحد يعرف ما الذي يجبر إسرائيل على تقديم التسهيلات للفلسطينيين بعد استبدال بيافطة السلطة يافطة المنظمة؟ ثم هل هنالك ضمانات مقنعة بأن ما كان يقدم للسلطة من دعم مالي سيزداد أو يبقى على حاله لو انتقلت صلاحيات السلطة إلى الفصائل؟ وهنالك أسئلة كثيرة عامة وتفصيلية يتداولها الناس بقلق لأن الطبقة السياسية لا تقدم أجوبة شافية حول التساؤلات التي يشتعل بها الشارع الفلسطيني.
من وجهة نظري، إن أسلم ما يمكن أن يُفعل في هذه المرحلة بالذات، هو التوقف عن لعبة رفع اليافطات وإنزالها وأن يقال للفلسطينيين إن إمكانية الاستفادة من الإطارات الرئيسية الثلاثة التي أنتجها كفاحهم، وهي المنظمة والسلطة واعتراف العالم بالدولة، تظل واردة وممكنة، وما يحتاج إليه الفلسطينيون ليس الانتقال الدراماتيكي الشعاري من إطار إلى آخر وإنما صياغة سياسة حاذقة تنسق بين هذه الإطارات الثلاثة ولا تُهجر أي منها مهما كانت الظروف.
السلطة تلزم بل ضرورية لإدارة شؤون الناس وتأمين مصالحهم من دون إدارة الظهر للأمر الواقع المفروض عليهم، والمنظمة ضرورية وأساسية بفعل كونها تمثل الشعب الفلسطيني أينما وُجد وتجسد البرنامج السياسي الاستراتيجي للحركة الوطنية الفلسطينية بكل ألوانها وأطيافها واجتهاداتها، أما الدولة فهي الهدف الذي يُجمع عليه كل الفلسطينيين حتى لو اختلفت اجتهاداتهم في سائر الأمور.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حافلة واحدة وثلاث يافطات حافلة واحدة وثلاث يافطات



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt