توقيت القاهرة المحلي 00:52:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غموض الموقف الأمريكي.. وابتزاز نتنياهو

  مصر اليوم -

غموض الموقف الأمريكي وابتزاز نتنياهو

بقلم - جيهان فوزى

فى العلم العسكرى، فإن الحرب التى تشنها إسرائيل على قطاع غزة عملياً فى نهايتها، لكن حكومة الحرب الإسرائيلية وعلى رأسها بنيامين نتنياهو تصر على مواصلة القتال دون هدف محدد، بخلاف ما تعلنه فى الإعلام الإسرائيلى والعالمى، وهو تحرير الأسرى والقضاء على حركة حماس، وكلا الهدفين بات بعيد المنال ما لم يتم التفاوض والتوصل إلى حل سياسى يفضى إلى اتفاق على كل القضايا المعقدة والشائكة بين إسرائيل وحركة وحماس، فى اليوم التالى من الحرب. لكن يبدو أن المفاوضات ما زالت عالقة بين تشدد الطرفين، برفضهما إبداء أى مرونة أو تقديم أى تنازل، من شأنه تقريب الفجوة العميقة.

باب المفاوضات لا يزال مفتوحاً وهو الأهم، والموقف الأمريكى القادر على حسم الأزمة غامض ومثير للشك والريبة؟! فمن جهة تتسرب تصريحات على لسان مسئولين رفيعى المستوى فى الإدارة الأمريكية تكشف عن تنامى الفجوة وتصاعد الخلاف بين الرئيس الأمريكى جو بايدن ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وفى المقابل نرى التناغم بينهما!

لا سيما خلال المحادثة الهاتفية الأخيرة التى تمت بين الرجلين، والحديث عن خطة جيش الاحتلال لشن عملية عسكرية واسعة فى مدينة رفح، التى تعارضها الإدارة الأمريكية تماماً، ويبدو أن نتنياهو قد أقنع بايدن بضرورة هذه الخطوة كسابقاتها من خطط اجتياح محافظات ومدن غزة، إذ بدا الأخير مقتنعاً بأهداف نتنياهو لجهة ضرورة اجتياح مدينة رفح، وهو ما لم يكن نفس التشدد الذى نقله مسئولون فى الإدارة الأمريكية على لسانه قبل هذه المحادثة!

فى مفاوضات معقدة وعنيدة من هذا النوع فإن التنبؤ بالنهايات يكون صعباً دون تحليل دقيق لعناصر القوة والضعف لدى طرفى النزاع.

وفى قراءة أولية يبدو لى واضحاً أن سياسات وقرارات نتنياهو محكومة ومقيدة بالعديد من الاعتبارات، فى مقدمتها الموقف الأمريكى والأوروبى وتوجهات الرأى العام، والأحزاب السياسية الإسرائيلية، وموقف الجيش الإسرائيلى، الذى لا يخفى خلافاته مع نتنياهو، ومن هنا فإن نتنياهو يحاول انتزاع موافقة دولية باستمرار العملية العسكرية.

وفى الوقف نفسه يحاول تطمين الرأى العام الإسرائيلى والأحزاب المتحالفة معه والمعارضة له إلى أنه سيحقق إنجازاً مؤكداً، يعيد لإسرائيل قدرتها الردعية التى تهاوت فى 7 أكتوبر، ثم تهاوت بشكل متدحرج أكثر خلال الحرب الممتدة حتى يومنا هذا، وفى المقابل فإن المقاومة الفلسطينية لا تجد نفسها محاطة بضغوط من هذا النوع، إذ ليس لديها اعتبار وازن للموقف الدولى.

كما لا تخشى رد فعل شعبى مناوئاً لها بالنظر إلى أن الغالبية الساحقة من الشعب الفلسطينى داخل الأراضى المحتلة وخارجها وخاصة أهل غزة، يعبرون معظمهم عن التأييد الكامل للمقاومة، بغض النظر عما حل بهم من مآس يصعب تحملها، وعليه فإن من المرجح أن يكون نتنياهو السباق إلى التنازل؟

وربما يكون الموقف الأمريكى واحداً من العوامل الحاسمة التى ستدفع نتنياهو إلى التراجع عن صلفه وغطرسته الكاذبة، باتجاه القبول بصيغة جديدة لاتفاق الهدنة تقبل به حماس، ولعل أكثر ما يخشاه نتنياهو هو التسريبات والتلميحات الأمريكية والأوروبية، حول وجود خطة دولية للاعتراف بدولة فلسطينية على حدود عام 1967 فى الأمم المتحدة، وهو ما يعنى وضع إسرائيل فى مواجهة العالم كله بما فيه الولايات المتحدة إزاء مستقبل السلام فى المنطقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غموض الموقف الأمريكي وابتزاز نتنياهو غموض الموقف الأمريكي وابتزاز نتنياهو



GMT 16:07 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 05:34 2024 الأحد ,12 أيار / مايو

اتفاق غزة... الأسئلة أكثر من الإجابات!

GMT 00:17 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

في معنى «التنوير»

GMT 19:46 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

قراءة في مذكّرات يوسف حمد الإبراهيم

GMT 19:45 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

محاولة بعث الصدام الحضاري

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:44 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في "كان"
  مصر اليوم - نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في كان

GMT 14:14 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

أمير المصري يكشف عن شخصيته في فيلم Giant
  مصر اليوم - أمير المصري يكشف عن شخصيته في فيلم Giant

GMT 19:30 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

طريقة إعداد ورق عنب مع كوسا وريش

GMT 08:40 2014 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

التونة والدجاج تساعدان في زيادة خصوبة الزوجين

GMT 08:42 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريم البارودي تبدو أنيقة في بدلة وردية اللون

GMT 05:38 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور محمود الموجي يُبيّن أسباب رائحة الفم الكريهة

GMT 20:55 2014 الخميس ,14 آب / أغسطس

استقرار اﻷوضاع اﻷمنية في شوارع الأقصر

GMT 05:44 2015 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مربى التفاح بالقرفة

GMT 16:29 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شركة سكودا تطلق الجيل الجديد من موديل سوبيرب

GMT 11:12 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

حمو بيكا يدعم طفلة مريضة سرطان ويقدم لها هدية

GMT 16:42 2021 السبت ,12 حزيران / يونيو

فساتين صيفية بتصميمات مُريحة من وحي النجمات

GMT 17:36 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

تراتيل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon