توقيت القاهرة المحلي 23:58:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«أسترازينيكا».. وشجاعة القرار

  مصر اليوم -

«أسترازينيكا» وشجاعة القرار

بقلم : جيهان فوزي

أثبت اللقاح الروسى «اسبوتينك V» فاعلية ونسبة أمان عالية، وأصبح مطلوباً أكثر من أى وقت مضى، مع تزايد الاهتمام الدولى به، وبعد نشر مجلة «لانست» الطبية الشهيرة نتائج الاختبارات السريرية التى تؤكد فاعليته. ويبدو أن التشكيك فيه منذ البداية كان سياسياً بامتياز.

لقد أصبح اللقاح الروسى مطلوباً من دول كثيرة فى العالم بعد تسجيله، وبعد أن علقت خمس عشرة دولة استخدام لقاح «أسترازينيكا» فى ضوء الإبلاغ عن حدوث جلطات دموية لبعض المرضى الذين أخذوا اللقاح! فمن الطبيعى أن يقترن فى أذهان الناس أن السبب المباشر فى حدوث الجلطات أو حالات الوفاة هو اللقاح، رغم طمأنة منظمة الصحة العالمية، ونفيها أن يكون هناك ارتباط مباشر بين التطعيم وحدوث الجلطات أو الوفاة، وتوصيتها بإجراء تحقيق فى الأمر، مع الاستمرار فى تلقى اللقاح دون توقف، خاصة أن الإصابات محدودة، ولا يوجد دليل على أن الجلطات حتى اليوم، سببها استخدام اللقاح. فما مصير لقاح أسترازينيكا؟ وهل كانت الدول محقة فى تعليق استخدامه؟

لقد اتخذ القرار من باب زيادة الاحتياط، واعتماداً على مبدأ راسخ فى العلم والطب يؤكد ضرورة تجميد إجراء معين لحين إجراء تحقيق مستوفٍ فى حال ثارت شكوك حوله. لكن فى حالة وباء ينتشر بسرعة، حيث قد تكون لأى قرار يُتخذ نتائج خطيرة، فإن اتباع هذا المبدأ قد يجلب أضراراً أكثر من الفوائد.

لكن السؤال الجوهرى الذى يتم طرحه هو ما إذا كان اللقاح هو الذى سبّب تخثر الدم أم كان ذلك مصادفة؟ وهل كانت حالات تخثر الدم تلك ستحصل بمعزل عن اللقاح؟ فى مثل هذه الحالات من الطبيعى تشديد الرقابة بعناية حتى يتم التحقق إذا ما كان حدوث الجلطات أعلى من المعتاد، ولأن الحوادث التى سُجلت حتى الآن لا تتجاوز 40 حالة من بين 17 مليوناً تلقوا اللقاح حول العالم، لهذا السبب صرّحت منظمة الصحة العالمية وهيئة الدواء البريطانية بأنه لا توجد صلة بين الأمرين، غير أن تلك التصريحات لن تجد الصدى المطلوب بين الناس الذين يتخوفون من اللقاحات، والكثير منهم يرفضون التطعيم، وهذا فى حد ذاته يقود الثقة باللقاح، ويدفع البعض الثمن من حياتهم فى ظل استمرار تحور الفيروس والانتشار السريع للسلالات الجديدة حول العالم.

فى مصر، تعامل الناس مع اللقاح مختلف عن بقية دول العالم، حيث لم يطعم حتى الآن سوى بضعة آلاف، وكانت الثقة بلقاح أسترازينيكا محسومة حتى وقت قريب، لكن من كان ينتظر توافره، بات الآن متشككاً فيه ويخشى التطعيم به، بعد الضجة التى أثيرت حوله، وهو أمر بالغ الأهمية، خاصة أننا لا نملك رفاهية الوقت فى ظل الازدياد المطرد لحالات الإصابة والوفيات، وهى نسبة عالية، كما أنه لا تتوافر لدينا اللقاحات الأخرى مثل «فايزر وموديرنا»، وهناك حالة من انعدام الثقة مرتبطة بلقاح «سينوفارم» الصينى، فماذا نفعل؟

يقول بروفيسور «سير ديفيد سبيجلهالتر»، وهو خبير فى فهم المخاطر فى جامعة كامبريدج: «إن ما اتضح الآن أن علينا أحياناً النظر أبعد من مبدأ الحرص، وأن تُتخذ القرارات بشجاعة.. أحياناً قد يكون الانتظار للتأكد من الأمور خطيراً، وعدم إعطاء اللقاح للناس سيكون ثمنه حياة البعض».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«أسترازينيكا» وشجاعة القرار «أسترازينيكا» وشجاعة القرار



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
  مصر اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon