توقيت القاهرة المحلي 02:45:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فتاوى عيد الميلاد!

  مصر اليوم -

فتاوى عيد الميلاد

بقلم - حمدي رزق

يستنكف الدكتور «شوقى علام»، مفتى الجمهورية، أسئلة مكرورة تطرح فى المناسبات، يسميها فضيلته «الفتاوى الموسمية»، وهناك ثبت فى دار الإفتاء بهذه الفتاوى التى تلح عليها منصات إلكترونية تقتات على مثل هذه الأسئلة المفخخة.

ومنها: هل يجوز تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد المجيد، ويتفرع منها أسئلة مضروبة فى الخلاط السلفى، هل اقتناء شجرة الميلاد حلال، وهكذا دواليك، سؤال ينتهى بسؤال، وسؤال توليد من سؤال، والمفتى فى كل مرة يجيب، لقد ضجر الدكتور علام من الأسئلة المكرورة.

لسان حال المفتى، لَا تُلْحِفُوا فِى الْمَسْأَلَةِ الْمَسِيحِيَّة، والإلحاف بمعنى التَّكرار والإلحاح، وألحف يعنى أَلَحَّ، ومنها اللَّحُوحُ بمعنى الكثيرُ السؤال المديمُه.. لا تكُن لحُوحًا!.

إزاء إلحاح مرضى، لا يمر عيد إلا وسؤال تهنئة المسيحيين حاضرا، مفروض تجاوزنا هذه المرحلة السلفية التى حكم فيها العقل المتسلف المدينة، غادرنا محطة السلفية التمييزية العنصرية إلى محطة المواطنة الكاملة، أو هكذا أعتقد.

الآثار الجانبية للجائحة السلفية لاتزال معدية، والمخلفات السفلية مترسبة فى قاع النهر، والدليل سؤال مكرور، وإجابته متكررة، والعجيب لا السائِل يكف عن السؤال ولا الشيخ يكف عن الإجابة، أَعمى يَقودُ بَصيراً لا أَبا لَكُمُ.

سؤال المسيحيين بات من طقوس العيد، لازم إدخال المسيحى فى جملة مفيدة، واستدعاء الجار المسيحى لإثبات سماحة، لافت فى غالب الأسئلة المنشورة تسييد نظرية «اليد العليا»، باعتبار المسلم يهنئ، ويهدى ويتصدق، والمسيحى متلقى الهبات والنفحات والصدقات.. ومنتظر التهنئة من جاره على بسطة السلم!!.

ما تحمله الأسئلة من استجداء المواطنة، للأسف تعبير عن حالة مرضية تلبست البعض ممن يتبضعون العطف على المسيحيين، وكأن المسيحى ينتظر تحية الصباح من المسلم، والمسلم ينتظر بدوره فتوى من شيخه، وطفل المسلم ينتظر الإذن من والده ليلعب مع صديقه المسيحى، والوالد المسلم ينتظر الإذن من إمامه وهكذا دواليك ندور فى حلقة مفرغة.

وتهنئة المسيحيين مستحبة، وكأن المسيحيين سيؤجلون قداس عيد الميلاد لحين يتحنن عليهم سابع جارٍ مسلم ويعيد عليهم، وطبعا الجار المسلم ينتظر فتوى بجواز تهنئة النصارى!!

متلازمة فتاوى الأعياد والمواسم الدينية باتت مرضية، مع قدوم الأعياد تقام على المنصات السلفية مزادات لجمع الحسنات هل تجوز العيدية للزوجة المسيحية من زوجها المسلم، هل يعيد عليها الزوج المسلم فى عيد الميلاد، هل يصحبها إلى القداس؟.. ويرد مولانا، لا مُشَاحَّةَ فِيمَا تقَدَّمَهُ، وَلاَ مُمَاحَكَةَ فِيهِ، إِنَّهَا وَاضِحَةٌ بَيِّنَةٌ، مُسْتَحَبٌّ والله أعلم.

فى الحالة المجتمعية المصرية ينظرون إلى المسيحى، باعتباره «مفعولا به»، قطب سالب ينتظر العطف والحنية والصدقة والهدية، وكأن المسيحى ربنا سخره للمسلمين ليجمعوا عليه حسنات فى الحياة الدنيا، صدقنى لو عاوز تدخل الجنة صاحب واحد مسيحى، فى كل لفتة حسنة، صبحت عليه، مسيت عليه، عيدت عليه، والحسنة بعشرة أمثالها، تخيل المسيحى للمسلم فى الحياة الدنيا كنز حسنات، بس السلفيين مش فاهمين..أو فاهمين غلط؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتاوى عيد الميلاد فتاوى عيد الميلاد



GMT 02:45 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

مشهد غزة ولوحة فلسطين

GMT 02:42 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

هي معركة السنوار ونتنياهو الآن

GMT 02:40 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

مهزوم منتصر... ونصر مزعوم

GMT 02:34 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

اللاجئون والمهاجرون بعد الانتخابات الأوروبيّة

GMT 02:29 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

يحيى السنوار «فِش غزّة»!

GMT 02:27 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

الحياة مع الاستدانة وبعدها

GMT 02:24 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

أوروبا... مشاهد مزعجة تطفو على السطح

GMT 02:21 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

عودة الجغرافيا السياسية: حرب أوروبا

الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ مصر اليوم

GMT 16:01 2024 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نصائح للحجاج لتجنب مشكلات صحية شائعة خلال الحشود
  مصر اليوم - نصائح للحجاج لتجنب مشكلات صحية شائعة خلال الحشود

GMT 00:00 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

نشاط فنى مكثف لياسمين رئيس بعد زواجها
  مصر اليوم - نشاط فنى مكثف لياسمين رئيس بعد زواجها

GMT 17:12 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

موديلات أحذية برّاقة لسهرات الصيف

GMT 04:42 2021 الأربعاء ,31 آذار/ مارس

طريقة عمل كيكة بسبوسة

GMT 05:44 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

كلب يستغل سيارات ري الحدائق لأخذ حمام بارد

GMT 16:19 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

اتحاد الكرة المصري يعلن شروط تأجيل المباريات بسبب كورونا

GMT 11:09 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

تعرف على مواعيد مباريات الدور الرئيسي في مونديال اليد

GMT 09:27 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

إيفرتون بدون تغييرات في مواجهة ليستر في الدوري الإنجليزي

GMT 07:07 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

باحثة توضّح فوائد "الضحك" وتأثيره على الجسم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon