توقيت القاهرة المحلي 10:11:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كتابة سمير عطاالله البيضاء

  مصر اليوم -

كتابة سمير عطاالله البيضاء

بقلم - حمدي رزق

مقال الكاتب الكبير «سمير عطاالله» فى صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، المنشور فى «المصرى اليوم» أمس (الجمعة)، تحت عنوان «أغبط المصريين على أشياء كثيرة»، يصنف كتابة بيضاء، والكتابة البيضاء تبهج النفس، تسعد الروح، تغبط القلب، كتابة طازجة بطعم اللبن الصباح، تشيع تفاؤلًا، ترسم بسمة، تخط طريقًا، تفتح بابا، تؤذن بفجر جديد.

الأستاذ سمير يملأ قلمه من محبرة قلبه، لا يكتب عن مصر إلا فى حالة حب، مستبطنا روح طيب الذكر «صلاح جاهين»، «أنا مصر عندى أحب وأجمل الأشياء... بأحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء...».

الكاتب الكتوبة يلبى أشواقنا كل صباح، جد مشتاقون لكتابة بيضاء فى زمن تسود فيه الكتابة السوداء الأجواء، تشيع كآبة، تسد النفس، تقلب المواجع، تقض المضاجع، للأسف، كلنا نتعاطى هذه الكتابة الكئيبة رغم أنوفنا، ثم نبحث عن المبرر.

الكتابة السوداء توليفة رديئة من أدخنة زرقاء تغيب العقول، تثقل النفس، كالهم على القلب، كالعسل الأسود المتخثر، يواقعها الذباب الإلكترونى، يسقط فيها الذباب الأسود بكثافة، رائحتها نفاذة، تأنفها الأنوف الحساسة.

لم نعرف بعد الحبر الأبيض، الحبر عادة أسود أو أزرق، للأسف لون الحبر كرف على الكتابة، وجبة سوداء صباحية/ مسائية، كالطبخة السودة، اختفت الكتابة البيضاء تحت وطأة سواد يغشى النفوس.الكتابة السوداء تعجب الذى فى قلبه مرض، سواد القلوب كارف على السطور، الكتابة بالحبر الأسود صارت طقسا مرعيا، تجلب إلكترونيا إجابات، ولايكات، وتسجل أكثر قراءات، وتتصدر التريندات، وكلما اسودت سطور المقال راجت فى الأسواق السوداء، ورحبت بها المواقع الملونة أسود على أزرق غامق، والمنصات المخططة أسود فى أسود.

أخشى، «سوق الكتابة البيضاء جبر»، الفضاء الإلكترونى صار معتما، حالك السواد، لا تروج فيه سوى الكتابة السوداء، من أى نبع تفجرت هذه الكتابات المسمومة، هناك ثعابين تبخ سما فى الينبوع الصافى، تحيله مِلْحًا أُجَاجًا، مِلحًا زُعاقا أو مُرّا لا يُمكن شربه. عند المؤلفة قلوبهم، مارق من يكتب بالحبر الأبيض فى هذه الأيام السوداء، عجبا من العجب الكتابة السوداء صارت طقسا مرعيا، تصنف شجاعة، ترسما كتابها أحرارا شطارا. الكتابة البيضاء فى زمن الكتابة السوداء تصنف موالسة، مخاتلة، تجر على صاحبها جملة اتهامات، أقلها «مطبلاتى»، وهو اتهام مطلوق فى الفضاء كسهم مسموم.

الكتابة السوداء تكسب كثيرا، السواد مهنة.. سودها أكثر، تربح شعبية، ترسما شجاعا وأنت فحسب موتور وقلبك أسود من السواد. كل هذا السواد، لماذا تشيع الكتابة السوداء فى الفضاء الإلكترونى، وتخيم على الأجواء؟.

لكل ظاهرة أسبابها، الكتابة السوداء تعبر فى الغالب عن حالة مزاجية سوداوية تغشى قطاعات واسعة من الكتاب.. نحسن الظن بالجميع، ولسنا براء، وكتابتنا ليست دوما بيضاء، مستويات السواد فى الفضاء العام تنتج كتابتها وكتابها، الأقلام مثل نحل العسل تملأ بطونها من منتوج المجتمعات، تفرز من هذا الحبر سطورا.. حكمة الأستاذ «سمير عطاالله» بين سطوره تقول: «إذا ما تجمعت السحب السوداء فى السماء، فلا تخشى ولا تجزع، إنه المطر سينهمر من اصطكاك السحاب، يسقى الأرض العطشى للأمل..».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتابة سمير عطاالله البيضاء كتابة سمير عطاالله البيضاء



GMT 09:27 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 09:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 09:23 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

دومينو نعمت شفيق

GMT 09:21 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

نجح الفنان وفشل الجمهور

GMT 09:18 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

معايير عمل البلدية
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته

GMT 00:49 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

أيتن عامر تنشر مجموعة صور من كواليس " بيكيا"

GMT 04:18 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

اندلاع حريق هائل في نادي "كهرباء طلخا"

GMT 22:56 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

فريق المقاصة يعلن التعاقد مع هداف الأسيوطي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon