توقيت القاهرة المحلي 11:30:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إخوان الشتات فى عاصمة الضباب!

  مصر اليوم -

إخوان الشتات فى عاصمة الضباب

بقلم - حمدي رزق

الشتات «دياسبورا» مصطلح يُطلق على أماكن تواجد جماعات شاردة، خرجت على الوطن ليصبحوا مُشتَّتين حول العالم، كمجموعات انفرط عقدها، متناثرة، ومتباعدة، ويتفاعلون فيما بينهم بمختلف الوسائل (وسائل التواصل الاجتماعى) للتنسيق لمحاولة العودة المستحيلة.

يا حزن السنين السودة، إخوان الشتات في لندن حائرون.. يفكرون.. يتساءلون في جنون، وعلى الطريقة الحكيمية (لصاحبها المطرب الجميل حكيم): «إيه اللى بيحصل ده.. إيه اللى أنا شايفه ده؟».. يعموا من العمى الحيثى، ولا يرون مثل هذه اللحظة التي يَطَأُ فيها المفتى الأَراضى البريطانية هَمْسًا، لسان حالهم: يا ليتنى متّ قبل هذا اليوم وكنت نَسْيًا مَنْسِيًّا، أيام سودة، ستمر ثقيلة، سيدخلون بياتًا شتويًّا قارسًا، مثلهم مثل الضفادع التي تنعق على عمرها.

تغريدات كالنواح، وفسفسات كلطم الخدود، وكأن مات لهم ميت في «لندن البلد»، مأتم في بيوت الإخوان والتابعين، حوائط الفيس مُجلَّلة بالسواد، أرامل الإخوان في قعور البيوت الإلكترونية يعتورهن حزن السنين، فجيعة، صدمة، جنازة حارّة.

مثل كلب صدمته شاحنة مسرعة على طريق «كوتسوولدز»، أُخذوا على حين غِرّة، «إخوان الشتات» حالهم حال ولا في الخيال، أنفاسهم متقطعة، ريقهم جاف، إذ فجأة ضربتهم كورونا سياسية مفاجئة، دارت بهم الأرض دورة كاملة، سقطوا في نهر «التيمز» من جسر البرج (لندن)، الإخوانى في برمنجهام حالته حال «اللمبى»، وطفق يُبهلِل كالبهلول المهبول: «إيه اللى جاب المفتى إلى أكسفورد؟!».

إخوان الشتات في لندن يعانون فزعًا وهلعًا وهلاوس سمعية وبصرية، وزغللة في المستقبل القريب، يصحون من نومهم يُبسملون ويُحوقلون ويتعوّذون، كابوس رهيب جاثم فوق الصدور، شبح «المفتى علام» يظهر لهم كثيرًا هذه الأيام.

إخوان الشتات مثل حفّارى القبور، طفقوا يحرثون الأرض من تحت أقدامهم بحثًا عن ملاذ آمن، الأرض ضاقت بما رحبت، الدنيا ضيقة قوى، حتى لندن (حصن الإخوان الأخير) بلغها المفتى!!.

ثغاء الخرفان بات صياحًا.. حالتهم حالة الأستاذ «حكم» في فيلم «السفيرة عزيزة» تحت السكين، الغوث.. النجدة.. الغوث.. يا لطيف!.

إخوان الداخل ليسوا بأفضل حال، بؤساء، يهرتلون، لا هم على حامٍ ولا هم على بارد، أنفقوا على تفشيل زيارة المفتى إلى لندن إنفاق مَن لا يخشى الفقر!.

الإخوان في لندن يتنفسون بصعوبة، يخشون تفسير حلم «المفتى في لندن» وما يتلوه من رحلات مصرية إلى العاصمة البريطانية، الإخوانى العقور المستأسد إلكترونيًّا يعانى واقعيًّا كرشة نفس، صدره ضيق حرَجًا كأنما يصّعّد في السماء.. مش قادر ياخد نفسه من وقع الزيارة، المفتى في مجلس العموم، والأعلام المصرية ترفرف، ورغم الوعيد والتهديد وركام الأكاذيب مُنوا بهزيمة نكراء في لندن!!.

والأسباب عديدة، والنجاحات محققة، لو هناك سبب وحيد للاحتفاء بزيارة المفتى علام المهمة إلى لندن، فحسب نكاية في الإخوان، هذا كافٍ جدًّا، مهم تسمع لندن منّا ولا تسمع عنّا وسْوسَات إخوان الشيطان، خيبة الأمل راكبة الإخوان، في تجمعاتهم الإلكترونية تسمع عجبًا، حيارَى عطاشَى والقدَر خدهم في موجة عاتية لخبطت حياتهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إخوان الشتات فى عاصمة الضباب إخوان الشتات فى عاصمة الضباب



GMT 16:40 2024 الإثنين ,25 آذار/ مارس

راحة الإدلاء بالرأي... من دون مشقة التفكير!

GMT 16:39 2024 الإثنين ,25 آذار/ مارس

حروب الشرق الأوسط

GMT 00:04 2024 الجمعة ,22 آذار/ مارس

خواطر حول الوطن والإنسان

GMT 00:04 2024 الجمعة ,22 آذار/ مارس

وماذا عن عيد الأب؟ «1»

GMT 00:04 2024 الجمعة ,22 آذار/ مارس

رأسمالية مصر الجديدة

الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:02 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

الملكي يتقدم 1-0 قبل نهاية الشوط الأول ضد ألكويانو

GMT 10:15 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

للمرة الثانية أسبوع الموضة في لندن على الإنترنت كلياً

GMT 14:16 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الحكم في طعن مرتضى منصور على حل مجلس الزمالك

GMT 09:20 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

طريقة لتبييض الأسنان ولإزالة الجير دون الذهاب للطبيب

GMT 08:52 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري اليوم السبت

GMT 02:02 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

مصر على أتم الاستعداد لمواجهة أى موجة ثانية لفيروس كورونا

GMT 09:09 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسني يؤكد لو تم علاج ترامب في مصر لكان شفائه أسرع

GMT 14:47 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا يعلن عن تعاقده مع أغلى صفقة في تاريخه

GMT 04:36 2020 الخميس ,20 شباط / فبراير

ابن الفنان عمرو سعد يكشف حقيقة انفصال والديه

GMT 04:46 2019 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد بإطلالة جريئة في أحدث ظهور لها

GMT 09:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

"أدنوك أبوظبي" يحتفل باليوم الوطني للإمارات

GMT 18:05 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"ويفا" يُعلن طرح مليون تذكرة إضافية لجمهور "يورو 2020"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon