توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فرج فودة مسلم ولا مسيحي؟!

  مصر اليوم -

فرج فودة مسلم ولا مسيحي

بقلم - حمدي رزق

الغباء هو الافتقار إلى الذكاء، والفهم، والتعلم، والشعور أو الإحساس..

من نكد الأيام، وفى ذكراه العطرة، وبعد 32 عاما من استشهاده، يصدمك إنسان أنوى نادر بسؤال: الدكتور فرج فودة مسلم ولا مسيحى؟!

يأتى فى آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، ما يشغلهم من سيرة طيب الذكر ديانته، سؤال يدخل فى باب العيب، وإن طلع العيب من أهل العيب..

والإجابة: فرج فودة كاتب ومفكر مصرى، ولد فى 20 أغسطس 1945 بمدينة «الزرقا» بمحافظة دمياط فى مصر. حاصل على ماجستير العلوم الزراعية ودكتوراة الفلسفة فى الاقتصاد الزراعى من جامعة عين شمس، ولديه ولدان وابنتان، تم اغتياله على يد الجماعة الارهابية فى 8 يونيو 1992 فى القاهرة.

لماذا يثيرون السؤال؟!

ليس لأن طيور الظلام اغتالته بدم بارد فى مستهل عملياتها الإرهابية التى روعت عقد التسعينيات ولاتزال تروعنا بأفكارها الظلامية، ولكن لأن أفكاره حية نافذة تسعى بين الناس، لم تدفن وتطمر برحيله، بل أنبتت زهورا فكرية يانعة ترعاها عقول تستبطن نورا..

فرج فودة لم يكن مفكرا فحسب بل مناضل، الأفكار إذا لم تقاتل من أجلها ستسقر فى قرار مكين فى كتب على الأرفف كتذكارات الأولين نعود إليها كل حين حنينا، ولكن الأفكار التى ترتوى بدماء صاحبها، يُكتب لها الحياة، لأن روحه تسكن سطورها، تمدها بأسباب البقاء، وتحولها إلى طاقة متجددة، وتجتذب إليها أطيافا كالفراشات منجذبة نحو الضياء، تستمد منها قوة تعينها على التفكير فى مواجهة موجات التكفير التى تحاصرنا.

وذكر، ذكرى استشهاد فرج فودة لا تغيب، وذكراه على وقتها تماما، وأفكار التجديد والتنوير وتثوير الفكر الدينى تشق طريقها منيرة بين دَياجير الظلام التى هيمنت طويلا، واستعمرت العقل فحرفته عن جادة الطريق، وأحالت حياتنا لظلام دامس، لا ينمو فى الظلام سوى الفطريات السامة، أقصد أفكار الجماعات الإرهابية التى تتمنطق بالأحزمة الناسفة للعقول.

فرج فودة فكرة لا تموت، وكلما أمعنوا فى دفنها عميقا فى الأرض الميتة، الأرض البور، رَبَت،. وأينعت، عبق زهورها يضمخ الهواء بعطر التنوير.

لماذا يقلقهم فى نومته الأبدية، لماذا يمحصون فى ديانته، لأنه برز يوما فارسا إلى ساحات الوغى الفكرى فاتحا صدره، منافحا عن فكره، واستشهد متمتمًا بكلمات نافذة، لم يخرسها صوت الرصاص مصوب نحو قلبه.

أسس مدرسة تخرج فيها مفكرون مخلصون، ومشتغلون بالفكر حادبون على التفكير والرفض والمقاومة، وهؤلاء لايزالون قابضين على الجمر، وتمقته وتخشى أفكاره عصبة جاهلة تحت راية عمية، قتلته ولاتزال تحارب أفكاره، وكأنها تحارب معركتها الأخيرة.

فرج فودة وإن قتل غيلة، كتب لروحه الانتصار بالأفكار، وتهاوت عروش قتلته، وصاروا شيعا متحاربة، وكتب عليهم الشتات فى الأرض.

معركة فرج فودة لم تنته بعد، فصلها الأخير أو لنقل حربها الختامية ضروس، وتستوجب مواصلة النضال.

ليته عاش حتى يرى آخر معاقل التطرف تتهاوى فى صَحْراواتها الجرداء، محاصرة فى شِعْب ضيق يكاد يخنقهم، يتلونون كالحَرَابِى (جمع حِرْباءُ)، وهؤلاء مصنفون من الفصيلة الحربائية، من الزواحف، على شكل سامٍّ أَبرصَ، تستقبل الشمسَ وتدور معها كيف دارَت، وتتلوّن أَلواناً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرج فودة مسلم ولا مسيحي فرج فودة مسلم ولا مسيحي



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt