توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العدوان التركى والردع العربى

  مصر اليوم -

العدوان التركى والردع العربى

بقلم: طلعت إسماعيل

جميل أن يهب العرب ويقرر مجلس جامعتهم على مستوى وزراء الخارجية، «النظر فى اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة العدوان التركى على سوريا، بما فى ذلك خفض العلاقات الدبلوماسية ووقف التعاون العسكرى ومراجعة مستوى العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياحية مع تركيا».
مجرد «النظر فى اجراءات» ضد «الغزو» التركى خطوة على طريق تقاعس العرب عن سلوكه لا نقول بشأن الهجوم التركى على سوريا، بل لمنع الحالة التى وصلت إليها سوريا ذاتها بعد سنوات من صراع الأمم والشعوب من كل جنس ولون فوق أرض عربية!
اليوم نرى دموع التماسيح تخرج من هنا وهناك تتباكى على تخريب سوريا التى ساهمت بعض الأيادى العربية للأسف فى تمزيق أرضها التى تحولت مناطق منها إلى ما يشبه الجبن السويسرى المثقوب، فهذا «داعشى» وذاك «ديمقراطى» وهذا «حر» وذاك «نصرة»، وهذا «موالى» وذاك «معارض»، وإلى غير ذلك من المسميات التى تشكل أغطية لنفوذ القوى الإقليمية والدولية التى جاءت للتعارك فوق جثث الأشقاء السوريين.
لا نقلل من الخطوة التى اتخذها وزراء الخارجية العرب فى اجتماعهم الطارئ بمقر الجامعة فى القاهرة قبل أيام ضد العدوان التركى على الأراضى السورية بوصفه «خرقا واضحا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن» التى تدعو إلى الحفاظ على وحدة واستقلال سوريا، واعتبار «الغزو» التركى تهديدا مباشرا للأمن القومى العربى، إذا ما اتبع هذه الخطوة موقف أكثر صلابة وقوة، لا يقتصر على التلويح بخفض العلاقات الدبلوماسية والعسكرية مع تركيا.
هل مقبول أن ينتظر العرب اتخاذ إجراءات بينما دول غير عربية، مثل فرنسا على سبيل المثال تعلق مبيعات السلاح لأنقرة، محذرة تركيا من أن هجومها على شمال سوريا يهدد الأمن الأوروبى، بالتزامن مع حظر ألمانيا تصدير الأسلحة للاتراك؟!
ومع ذلك لا يجب أن يعول العرب على المجتمع الدولى والأمم المتحدة كثيرا إذا كانوا جادين فى الوقوف إلى جانب سوريا، وألا يكون لديهم أوهام بمساعدة الغير، فلن يحك جلدك مثل ظفرك، ولا بد من اجراءات عربية عملية تردع «الغازى» التركى، وتمنع سقوط المزيد من الضحايا الأبرياء، ونزوح آلاف البشر من بيوتهم، وهو ما يتطلب امتلاك برنامج واضح يتم تنفيذه بشكل «عاجل»، من خارج عباءات بيانات الشجب والادانة.
أمام العرب مساحات شاسعة لردع العدوان التركى، ومنع المزيد من تدهور الوضع الإنسانى المتفاقم أصلا منذ سنوات فوق الأراضى السورية، جراء التواجد العسكرى المباشر للقوى الأجنبية التى جاءت من الغرب والشرق، حليفة كانت أم عدوة، فالمحصلة الكارثية على الشعب والدولة السورية ساهم فيها «العدو» و«الصديق» على السواء.
«العدوان على سوريا يمثل الحلقة الأحدث من التدخلات التركية والاعتداءات المتكررة وغير المقبولة على سيادة دول أعضاء فى جامعة الدول العربية» يقول بيان وزراء الخارجية العرب، فهل مطلوب أن نصل إلى الحلقة الأصعب وهى تنفيذ تركيا لخطتها بفرض«منطقة آمنة» بطول 400 كيلومتر وعمق 32 كيلومترا فى قلب الاراضى السورية حتى نتخذ الإجراء الصحيح والمطلوب؟
نعم الوضع معقد فوق الأرض، فى ظل التشابكات والنيران المتقدة على الأرض، ليس سهلا اتخاذ قرار قد يقلب موازين القوى لصالح اطراف قد لا تكون فى مصلحة الحكومة السورية، لكن الإرهاب واضح والعدوان معروف العنوان، وعلى العرب أن يكونوا أكثر شجاعة وجرأة فى مساندة الدولة السورية على حساب الميليشيات التى ساهمت للأسف بعض الأطراف العربية فى صنعها.
حان الوقت لاستعادة سوريا مقعدها فى الجامعة العربية، وحتى لا يكون الحديث عن نصرة دمشق مجرد مناكفة لـ«الغازى» التركى، فردع العدوان، والحفاظ على سيادة ووحدة الأراضى السورية، لن يحدث إلا مع رفع شعار «قلبى مع سوريا وسيفى لها».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العدوان التركى والردع العربى العدوان التركى والردع العربى



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 13:35 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء
  مصر اليوم - استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt