توقيت القاهرة المحلي 18:20:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لبنان... على المتضرر انتظار التسويات

  مصر اليوم -

لبنان على المتضرر انتظار التسويات

بقلم: سوسن الشاعر

«حزب الله» اللبناني لديه (سجل تجاري) يجيز له العمل العسكري، انتزعه بقوة السلاح رغماً عن أنف الشعب اللبناني، وإيران تستأجر منه هذا السجل بالباطن، ولبنان كله من شماله لجنوبه مخزن ومستودع لإيران، ومن مرفئه ينتقل السلاح والمتفجرات إلى اليمن والبحرين والكويت وسوريا والعراق، فإنْ أردت أن تعرف المجرم الحقيقي الذي يقف وراء تخزين هذه المواد في هذا الموقع فابحث عن المستخدم النهائي للسجل.
أما على الصعيد الدولي فلبنان منذ أربعين عاماً وهو «ورقة تسويات» بين القوى العظمى - وما زال. يتحمل اللبنانيون جزءاً من هذا الواقع بانقساماتهم، ويتحمل المجتمع الدولي برمّته الجزء الآخر، وبانتظار ما ستسفر عنه المفاوضات الدولية باتجاه إيران في شهر أكتوبر (تشرين الأول) القادم، الموعد المحدد لتجديد حظر السلاح، وبانتظار معرفة إن كان هناك فيتو صيني أو روسي، ساعتها ممكن أن نحدد بعدها مصير ميليشيات إيران، إن كان سيضيق عليها الخناق أم لا؟ فالتصويت في أكتوبر سيكون هو الرد على قبول ما حدث في بيروت أم عدم قبوله، لا لجنة تحقيق ولا غيره.
إن اقتنعتْ روسيا والصين بأن مساندة النظام الإيراني تعني خسارة لها وأن هناك موقفاً عربياً موحداً وموقفاً دولياً موحداً أيضاً تجاه مَن يساند إيران - وهذا صعب المنال - وإنْ اقتنع المجتمع الدولي بأن النظام الإيراني خطر على السلم الدولي وأنه نظام غير قابل للتعايش السلمي وأن هذا النظام أوتوقراطي يحكم وفق نظرية إلهية تخبره بأنه سيسود العالم... ممكن أن نأمل بعض الخير.
لذا لا تبحثوا طويلاً في لجنة التحقيق في انفجار بيروت سواء كانت اللجنة لبنانية أو دولية، فلا يهم مَن أطلق الشرارة، وأياً كانت سيناريوهات التفجير، سوء تخزين أم هجوماً إسرائيلياً، فذلك لن يغيّر من الحقيقة الثابتة. المجرم الحقيقي هو المستفيد الأخير وليس المنفّذ.
فيا فخامة الرئيس ماكرون يا من تعاطفت بشكل جميل مع الشعب اللبناني (وأخذت بخاطره) بدلاً من زعمائه وحكومته، لا تتعمق كثيراً في الحديث عن تغير هذه الحكومة أو إجراء انتخابات جديدة أو أي حل ترقيعي آخر.. ما دام «حزب الله» موجوداً فلبنان سيبقى رهينة، أياً كانت الوجوه الحكومية التي ستتغير، إذ إن المحصلة النهائية موجودة في إيران، وخلاص الشعب اللبناني يتحدد بموقفكم من إيران لا من الذي أجّر السجل عليها. الحل يا فخامة الرئيس رهنٌ بوجود النظام الإيراني المصمم على استمرار مشروعه التوسعي أياً كان الثمن.
سيستمر «حزب الله» في تجميع نترات الأمونيا من كل أنحاء العالم وآخر محطة له في مايو (أيار) الماضي، في ألمانيا وكانت وسط حي سكني أيضاً، وتغيُّر الوجوه الحكومية لن يُنهي أزمة لبنان، ولا اليمن... كلكم تعرفون أن تخليص لبنان من هذه المنظمة خاضع «لتسويات» دولية مثلما هو تخليص اليمن وسوريا، اللذين يُقتل فيهما المئات يومياً والمجتمع الدولي يتفرج، والصين تعقد مع القاتل اتفاقيات وروسيا تقف بفيتوها لتساوم على قطعة هنا أو قطعة هناك، وفرنسا وألمانيا تنظران لصفقاتهما التجارية ومصالحهما فتمنحان الأكسجين لهذا النظام كلما اختنق، ولا أحد معنيّاً بالشعب اللبناني أو السوري، حتى هذه الكارثة الإنسانية لن تغيِّر من مواقف القوى العظمى شيئاً، فلا فرنسا ولا أميركا ولا أوروبا برمّتها ستضع في اعتبارها المروق والجنون الذي وصل إليه «حزب الله»، وربما لن يخضع قرارها لمنطق الإنصاف والحقوق والقانون أو الرأفة بالبشر الضِّعاف الذين لا حول ولا قوة لهم، أو لأي مبدأ إنساني، ولم يكن هذا التفجير أو تلك الكارثة الأولى ولن تكون الأخيرة، وعلى الشعب اللبناني أن ينتظر ماذا ستقرر فرنسا وألمانيا والصين وروسيا بخصوص النظام الإيراني حتى يحدد هو مصيره، نقطة ومن أول السطر.
فما الذي بقي إذاً؟ على الأقل كفّوا عن الاستهانة والاستهتار بأرواح المئات من المدنيين الذي قُتلوا والآلاف من الجرحى ومئات آلاف الذين شُرِّدوا، وتوقفوا عن مسرحيات التعاطف واحترموا على الأقل كرامة الموتى وسمُّوا الأشياء بأسمائها، فالإنقاذ من الغرق لن يكون بتغير الحكومة.. الإنقاذ من الغرق سيتحدد بالموقف من القاتل الحقيقي ومن يسانده.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان على المتضرر انتظار التسويات لبنان على المتضرر انتظار التسويات



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:17 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غوارديولا يؤكّد أن محمد صلاح ينتظره مستقبل كبير

GMT 01:23 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

فيرستابن يحسم سباق كندا ويعزز صدارته للفورمولا 1

GMT 08:47 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"Calvin Klein" أبرز الدور التي طرحت حذاء "الكاو بوي" المميّز

GMT 09:14 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الثور

GMT 13:19 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

مراقبين من المسابقات لمباراة القمة بين الأهلي والزمالك

GMT 10:15 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رفع فيلم "أخضر يابس" من دور العرض السينمائية بعد أسبوعين عرض
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon