توقيت القاهرة المحلي 21:37:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شاشة مصرية غائبة!

  مصر اليوم -

شاشة مصرية غائبة

بقلم - سليمان جودة

فى المسجد الكبير فى مدينة طنجة المغربية، وقف خطيب الجمعة يقرأ من ورقة فى يده، وكان بليغاً فى التعبير عما يريد أن يقول، وكان يتكلم عن الدعاء، وكيف أنه مخ العبادة، ثم كيف أن له شروطاً، وأن الله تعالى لا يستجيب لأى دعاء إلا بشروط، وأن فى مقدمة هذه الشروط أن يكون مأكلك حلالاً!.

وعندما خرج الخطيب عن نص الورقة التى فى يده، كان من الصعب أن أتابعه، فاللهجة المحلية صعبة رغم مفرداتها العربية، وسوف تجد هذا فى كل بلد عربى تقريباً، وليس فى المغرب فقط، فلاتزال اللغة العربية الفصحى هى وحدها المفهومة بالوضوح نفسه، فى كل عاصمة عربية، ولايزال الإخوة فى المغرب قادرين على التحدث بالفصحى، فى عبارات قوية، وأداء مُحبّب!.

وفى حديث عابر مع سيدة مغربية عن اللهجة المحلية هناك، وعن اللهجة نفسها فى سائر بلاد العرب، قالت إنها مع بقية أفراد جيلها يفهمون العامية المصرية تماماً، وأن ذلك راجع إلى المسلسلات التى كانوا يتابعونها على شاشة التليفزيون المصرى، وأغنيات أم كلثوم، وعبد الحليم، وشادية، وفايزة أحمد، وفريد الأطرش، ومحمد عبد الوهاب.. إلى آخر هذه القائمة الذهبية!.

وعندما سألتها عما تتابعه هذه الأيام، قالت إنها تتابع المسلسلات التركية، وإن ذلك شائع فى محيطها، وإنها تتمنى لو عادت تتابع مسلسلاتنا كما كانت تفعل أيام زمان!.

وبسرعة كان خطاب التنصيب الذى ألقاه الرئيس يوم ٢ يونيو قد لمع فى رأسى، ففيه قال الرئيس إن أولويات الفترة الرئاسية الثانية ثلاث، وإن الثقافة من بين هذه الأولويات الثلاث!.

إننى أريد أن أسمع وأقرأ مع غيرى، ما يفيد أن الدكتورة إيناس عبد الدايم قد أخذت ما يخصها فى الأولويات الثلاث، ثم بدأت العمل عليه دون تأخير.. وما يخصها فى الموضوع أن يعود المسلسل المصرى أمام المشاهد العربى بديلاً عن المسلسل التركى، وأن يكون قوياً كما كان، وأن تكون الدولة شريكة فى إنتاج مسلسلين أو ثلاثة قوية فى كل سنة، وأن تحمل هذه المسلسلات إلى كل مشاهد عربى ما يجب أن نقدمه للأشقاء العرب، بديلاً عن القيم التى تُروج لها مسلسلات رجب طيب أردوغان!.

ما سمعته من السيدة المغربية جعلنى ألتفت إلى أن المسؤولية الملقاة على كاهل وزيرة ثقافتنا هائلة، وأنها مسؤولية عربية بقدر ما هى مصرية، وأن مجىء الثقافة بين الأولويات الثلاث لابد أن يصادف ترجمة حية فى وزارة الثقافة، وأن الذين يبحثون عن ثقافة مصر فى كل عاصمة عربية لابد أن يجدوها حاضرة أمامهم على الشاشة!.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شاشة مصرية غائبة شاشة مصرية غائبة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
  مصر اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 18:07 2022 الخميس ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"لامبورغيني" تفتتح صالة مؤقّتة في الدوحة حتى منتصف ديسمبر

GMT 11:02 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

دور الاستثمار العقاري الخارجي في التنمية الاقتصادية

GMT 11:19 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

دار "اسكادا" تعلن عن عطرها الجديد "سيلبريت ناو"

GMT 23:36 2017 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

هدى حسين تسعى للخروج عن الموضوعات المكرّرة

GMT 18:23 2022 الثلاثاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ممارسة الرياضة صباحًا هي الأفضل لصحة القلب والأوعية الدموية

GMT 01:29 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

"واشنطن" تدعو "فيسبوك" و"تويتر" لتعليق حسابات قادة إيران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon