توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قوس قزح!

  مصر اليوم -

قوس قزح

بقلم :خالد سيد أحمد

يتزايد يوما بعد يوم، الحديث عن ضرورة اصلاح وتطوير منظومة الإعلام المصرى، لمواجهة تأثير ونفوذ الآلة الإعلامية الإخوانية التى تبث من الخارج، بعدما حققت انتشارا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، وامتلكت فى أحيان كثيرة، زمام المبادرة فى توجيه دفة الأحداث الكبيرة التى مرت بها البلاد، وفق أجندتها الخاصة.

هذا الحديث الذى يملأ جنبات المشهد، يتقاطع مع اعتراف رئاسى بوجود مشكلة حقيقية فى اداء منظومة الإعلام المصرى، عبر عنها الرئيس عبدالفتاح السيسى بوضوح فى جلسة «اسأل الرئيس» خلال مؤتمر الشباب الأخير، عندما قال: «الأمور توقفت لسنوات طويلة فى قطاعات كثيرة على أوضاع ثابتة ولم تتطور، ومنها الإعلام، فأصبح غير متطور وتأثيره لا يحقق الأهداف المرجوة منه».

اصلاح منظومة الإعلام أمر مهم للغاية لا يحتمل التأخير أو التسويف أو المماطلة.. فالدول التى لا تمتلك إعلاما قويا مؤثرا يدافع عن توجهاتها وقراراتها، ويروج لأفكارها ومشاريعها وطموحاتها، ويحافظ على ثوابت سياستها الخارجية، ويرسخ عناصر القوى الناعمة التى تمتلكها، أشبه بالمحارب الذى لا يحمل سيفا أو يرتدى درعا، عند أول نزال يسقط صريعا بأضعف ضربة من الخصم!

السؤال الآن.. كيف يمكن اصلاح الإعلام حتى يحقق تأثيره المطلوب؟. وكيف يمكن ان نغير وجهة نظر البعض، بأنه «لولا خشية رجال الأعمال وأصحاب المصانع الكبيرة من غضبة الحكومة، لذهبوا إلى الفضائيات الإخوانية التى تبث من الخارج، للإعلان عن منتجاتهم وبضاعتهم، ليس اقتناعا بما تقدمه وتعرضه، ولكن لأن رسالتهم الإعلانية ستصل إلى قاعدة كبيرة من المشاهدين؟».

لا نحتاج إلى إعادة اختراع العجلة حتى نصل إلى الطريقة المثلى التى تمكننا من اصلاح الإعلام واستعادة تأثيره القوى، ولكن علينا البدء مما انتهى اليه الآخرون.. فما نحتاجه موجود أمامنا ومتاح فى تجارب كثيرة شرقا وغربا، وقواعدها واضحة للغاية، ونستطيع الاستفادة منها، اذا كانت لدينا الرغبة الحقيقية فى تحقيق تقدم ملحوظ فى هذا المجال.

الإعلام المؤثر الذى نتطلع اليه جميعا، يحتاج بالتأكيد إلى وجوه جديدة لها مصداقيتها، بحيث تكون قادرة على ايصال الرسالة الصحيحة، وبما يدفع المواطن المصرى إلى مشاهدتها ومتابعتها.. وجوه تتخلى عن أمراض الوجوه القديمة المعروف عنها التأييد والتهليل لكل قرارات السلطة التنفيذية، وتحرص دائما على ابعاد نفسها عن أى نقد بناء يمكن ان يفيد البلاد والعباد، كما أن تلك الوجوه، لم تضبط فى يوم ما، متلبسة بالدفاع عن قضايا المواطنين والتصدى لما يواجهونه من مشكلات وهموم.

نحتاج إلى وجوه تقدم محتوى مختلفا، غير السائد حاليا من إعلام الفضائح والنهش فى الأعراض والدجل والشعوذة وتغييب العقول.. محتوى حقيقى يلقى الضوء على جهود الدولة فى البناء والتعمير ومعالجة الاختلالات فى مفاصل الاقتصاد الوطنى، ويدعم فى الوقت نفسه حربها الضروس ضد جماعات الإرهاب، عبر تفكيك خطابها الدينى المزيف، الذى يستهدف استقطاب الكثير من العناصر الجديدة كل يوم.

من الضرورى ان يترافق اعطاء المساحة للوجوه الجديدة، مع التوجه الحقيقى نحو «تحرير الكلمة والصورة» من أى قيود أو ضوابط أو توجيهات، وأن يتم السماح للإعلام بالنفاذ إلى كل القضايا التى تهم المجتمع، طالما لا تمس بضرورات الأمن القومى، أو بثوابت الوحدة الوطنية، أو تتناول ما يمثل تعديا أو ازدراء للأديان السماوية.

اذا اردنا تطويرا واصلاحا للإعلام، فيجب ان نسمح بالتعدد والتنوع فى الأفكار والرؤى، وقمع الرغبة الجارفة فى ان يتحدث الجميع بلغة وخطاب ومفردات متشابهة، حتى لا يتحولوا فى نظر المشاهدين إلى ببغاوات تردد ما يملى عليها.. فالإعلام الحقيقى المؤثر ينبغى أن يكون مثل «قوس قزح» يضم أطيافا متنوعة من الألوان، ولا يقتصر فقط على لون واحد، تخلو منه المتعة والإثارة والإفادة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قوس قزح قوس قزح



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 13:35 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء
  مصر اليوم - استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt