توقيت القاهرة المحلي 02:18:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سنوات المطر .. !!

  مصر اليوم -

سنوات المطر

بقلم : جلال عارف

 أنا من عشاق المطر.. في سنوات الطفولة كان المطر يعني بالنسبة لنا مهرجاناً من الفرح. في بورسعيد حيث كان يتعانق الجمال مع الأناقة والهدوء ليمنح المدينة طابعها الفريد.. كان المطر لا يكاد يتوقف حتي نسرع إلي الشوارع. بعد دقائق كانت الشمس تشرق ولو علي حياء. وكان المشهد يبدو بديعاً. المدينة اغتسلت، والأشجار تتألق ألوانها البديعة، وأرض الشوارع ـ وهذا هو الأهم ـ قد جفت مياهها بعد دقائق. ذهبت إلي بالوعات غير مسدودة وإلي  مواسير مستعدة للطوارئ. تبدأ علي الفور مباريات الكرة.. بالكرة التي تعودنا علي اللعب بها في بورسعيد وهي كرة التنس التي تكسب الناشئين هناك مهارات كروية عالية .

مازلت عاشقاً للمطر، لكن الأمور اختلفت. عرفت كيف تتوقف الحياة عندنا بسبب ساعة مطر. كيف يتعطل المرور؟ وكيف تنهار منازل في بعض القري؟ وكيف يصبح الخروج من المنازل مغامرة غير مأمونة العواقب؟ وكيف تتحول الشوارع في الأحياء الفقيرة إلي تلال من الوحل؟ وكيف تتحول في الأحياء »الراقية»‬ إلي بحيرات تغرق فيها السيارات.. كما حدث بالأمس في أرقي أحياء العاصمة »‬التجمع الخامس» .
تذكرت كيف حاولت القاهرة قبل سنوات أن تقلد ما كنا نراه في بورسعيد في طفولتنا. قررت أن تؤمن نظام صرف جيد لمياه الأمطار علي طول الطريق في صلاح سالم والعروبة وحتي المطار. في العام التالي هطلت الأمطار وكانت كل البالوعات مسدودة، وكان الأمر كارثيا.. ثم كان الحل هو الاستغناء عن بالوعات تصريف المياه، وليس الاستغناء عمن تركها تتعطل!!

لا أعرف إن كان هناك نظام صرف جيد للأمطار في حي حديث وراق مثل »‬التجمع» أم لا؟! وهل صممت المرافق العامة هناك علي أساس ما تم وما يتم من توسع.. أو أنهم سيضطرون إلي حفر الشوارع لتعديل ما سبق إنشاؤه؟ وهل السبب سوء التخطيط أم الفساد في التنفيذ؟!.. وهل سنأخذ في اعتبارنا أن المناخ يتغير في المنطقة والعالم، ونحن نبني المدن والأحياء الجديدة لنغير الحياة في كل أنحاء مصر ؟!

في المنطقة التي أسكن بها كانت الاوضاع  ــ والحمد لله ـ طيبة . الأمطار لم تكن غزيرة، والمرور في صلاح سالم لم يتعطل. في الصباح الباكر أخذني الطفل الصغير بداخلي إلي الشارع. كان شعاع من الشمس يجاهد وسط السحب. الكون جميل والطفل سعيد.. لكن للحياة أوجه أخري كنت أفكر فيها وأنا أعود حاملاً سنوات العمر، والطفل الذي كان

نقلا عن الآخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سنوات المطر  سنوات المطر



GMT 02:18 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

ابحث عن العقيدة في موسكو

GMT 02:15 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

اليوم التالي... منظمة التحرير

GMT 01:35 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

القطعية والنسبية في التفكير

GMT 09:47 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

مواسمُ الأعياد.. والقلوبُ الحلوة

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:37 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

السيول تُغرق جدة والكارثة تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي

GMT 20:00 2015 السبت ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أرقى أنواع السلطات

GMT 22:00 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الفرنسي جريزمان يحلم باللعب مع نيمار ومبابي

GMT 23:24 2015 الإثنين ,26 كانون الثاني / يناير

حديقة الحيوانات في العين تضم زواحف جديدة

GMT 22:29 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

شركات البترول تتخلص من 90% من مخلفاتها دون تدوير

GMT 17:32 2021 الأربعاء ,21 إبريل / نيسان

أتليتكو مدريد ينسحب من بطولة دوري السوبر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon