هو النمر الأسيوي العملاق الماليزي الفذ المدبر ساحر الأقتصاد وطبيبه الدكتور مهاتير محمد الذي استطاع بحكمته وحنكته ان يضع ماليزيا في مصاف دول العالم الأقتصادية ولد في 10 يوليو 1925 صاحب ال92 عاما اليوم ترشحه المعارضة الماليزية ليكون رئيس للوزراء في اغسطس القادم بعد ابتعاد دام 14 عاما عن السياسة.
قد يتساءل البعض ماذا تبقي من هذا الرجل المسن وماذا في يديه ان يعطيه لوطنه ؟ مؤكد هذا الرجل لديه من الحكمة ومن الكنوز العقلية والدماغية الأفكار والخطط التي تجدد دماء النمر الماليزي من جديد.
مهاتير محمد هو رابع رئيس وزراء لماليزيا في الفترة من 1981 إلى 2003، وتعد أطول فترة في ماليزيا، وكذلك من أطول فترات الحكم في آسيا. امتد نشاط مهاتير السياسي لما يقرب من 40 عاما، منذ انتخابه عضواً في البرلمان الإتحادي الماليزي عام 1964، حتى استقالته .
مهاتير محمد سد حنفيات الفساد آن ذاك واهتم بالتعليم والصحة واولي اهتماما كبيرا بالأقتصاد رغم الصراعات التي كانت موجودة في عهده
شَهِدَ أوَّل عامين من حكمه صراعات مع العائلة الملكية؛ لزيادة سُلطاته لكنه أصبح بعد ذلك أيقونة ومثالًا يحتذى به بين الدول النامية الراغبة في الصعود اقتصاديا، حتى إن سياساته وتجاربه الناجحة دفعت دولًا كثيرة إلى تدريسها ومحاولة تكرارها
تحولت ماليزيا في عهده من دولة زراعية الى دولة صناعية تعتمد على إنتاج وتصدير المواد الأولية، خاصة القصدير والمطاط، وكان من نتيجة ذلك ارتفاع معدل دخل الفرد وتراجع الفقر والبطالة في البلاد.
بالطبع لم يتحقق كل هذا من فراغ، بل كان وراءه مجموعة من السياسات التي جعلت ماليزيا تتمتع بأحد أفضل بيئات الاستثمار في جنوب آسيا وأعظم إنجازاته خلال فترة حكمه كرئيسٍ للوزراء كانت استراتيجية الانتعاش الاقتصادي التي اتبعها عقب الأزمة الاقتصادية الآسيوية في عام 1998. فقد خالف آراء مستشاريه وربط سعر صرف العملة بالدولار الأمريكي، وكانت هذه الخطوة الجريئة سببًا في تعافي اقتصاد ماليزيا أسرع من الدول الأخرى
مهاتير محمد كان مؤمنا بقيم العمل السائدة في اليابان وكوريا التي تقوم أساسا على الانضباط الشديد والاخلاص التام والحرص على اختيار المديرين ليكونوا قدوة لموظفيهم.
وقد يبدو هذا مخالفا لمفهوم البحث عن قيم التطور في الغرب عموما والولايات المتحدة بشكل خاص، لكن مهاتير رأى دائما أن ثقافة العمل في اليابان بشكل خاص هي الانسب لثقافة وتكوين بلاده
استطاع مهاتير بما يملكه من قيم واخلاق تجنب الصراعات والخلافات بين المجموعات العرقية الثلاثة المكونة للسكان البالغ عددهم 29.3 مليون نسمة، وهي المالايو الذين يمثلون 58 بالمئة من السكان، والصينيون الذين تبلغ نسبتهم 24 بالمئة، والهنود البالغ نسبتهم 7 بالمئة.
المعارضة الماليزية، قررت منذاسبوعين ترشيحه لرئاسة الوزراء، في الانتخابات العامة، المقرر الدعوة إليها في أغسطس المقبل، في محاولة لتعزيز فرص انتزاع السلطة من الائتلاف الذي يحكم البلاد منذ الاستقلال عام 1957
ويتزامن ذلك مع مواجهة رئيس الوزراء الحالي، نجيب عبد الرزاق، من فضائح فساد واتهامات بتمرير مئات الملايين من الدولارات عبر حساباته المصرفية بطرق غير شرعية
وفي حال فازت المعارضة بالانتخابات سيصبح مهاتير محمد أكبر زعماء العالم سنا.
في المقال القادم احكي لكم عن مهاتير محمد وكيف كان رافضا للعولمة وللفكر الأمريكي وكيف استطاع ان ينفل بلاده الي مصاف الدول العالمية المنتجة والمصدرة
نقلا عن الاهرام القاهريه