توقيت القاهرة المحلي 10:59:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السلطان قابوس والثقافة والموسيقى

  مصر اليوم -

السلطان قابوس والثقافة والموسيقى

بقلم: خالد منتصر

اختيار من كان وزيراً للثقافة فى عمان سلطاناً لها اختيار له دلالة رائعة وجميلة لمستقبل ذلك البلد الهادئ الرائع الجميل المحب والعاشق لمصر والمصريين، رحل السلطان قابوس بنفس الهدوء الذى يُغلف جو عمان، وانتقلت السلطة فى سلاسة وبساطة شبيهة بسلاسة وبساطة شعب عمان الجميل، ولأن السلطان قابوس كان محباً للثقافة والفنون بحكم تعليمه الذى تلقاه فى بريطانيا فى جو كان مشبعاً بالثقافة والفنون، فقد كان لا بد أن تحمل رسالته اسم من يخلفه، مغلفاً بماضٍ وتاريخٍ مشتبك مع الثقافة.

من يشاهد أوبرا عمان ويقرأ جدول واختيارات عروضها يعرف جيداً ماذا يعنى الفن فى عمان، خاصة فن الموسيقى، الذى كان يعشقه السلطان قابوس، خصوصاً الموسيقى الكلاسيك، التى كان متذوقاً خبيراً بأسرارها، ونتيجة لاهتمامه بالموسيقى بأنواعها المختلفة، أصدر فى عام 1985، توجيهاته بتأسيس الأوركسترا السيمفونية السلطانية العُمانية، تحت إشراف مباشر منه، وفى 2001، أمر جلالة السلطان قابوس ببناء دار الأوبرا السلطانية العُمانية، لتكون أول دار للأوبرا، والوحيدة فى منطقة الخليج العربى، وافتتحها فى 12 أكتوبر 2011 فى حفل كبير مع رائعة جياكومو بوتشينى الأوبرالية «توراندو»، التى قُدِّمت بإخراج جديد، وضعه المخرج الإيطالى الكبير فرانكو زيفيريلى خصيصاً لأوبرا مسقط.

وقد ذكر سيرجى بليخانوف فى كتابه «مصلح على العرش»: أنَّ «السلطان قابوس مُعجب جدّاً بالموسيقار العالمى تشايكوفسكى، وريمسى كورساكوف، ورحمانينوف»، وقال أيضاً إنه «من المعجبين بالعديد من الملحنين الأوروبيين؛ مثل: سبيليوس، والفنلندى، وكذلك برامز، وباخ، وإيلجار، وأولسون، وبالدرجة الأولى الموسيقى الكلاسيكية».

ومن الموسيقى إلى نقد التاريخ، فقد شاهدت كلمته أثناء زيارته التاريخية إلى جامعة السلطان قابوس فى مايو عام 2000 عندما قال: إنَّ «المعرفة ليست مطلقة، وإنما متجدّدة»، وطالب أيضاً بضرورة مراجعة التاريخ الإسلامى عندما قال: «أجد أن التاريخ الذى كُتب منذ قرون مضت -أحياناً- فيه الكثير من التهويل، والكثير من التحريف، والكثير مما كتب بأهواء، أكانت سياسية أو غيرها». وطالب رحمه الله، الطلاب بضرورة نقد التاريخ، وعدم أخذ الروايات على علاتها.. وقال: إنه «لا يجب علينا أن نردِّد كل ما كتب كالببغاء»، ولأنه يعرف أنه لا نقد للتاريخ وللأفكار الرجعية المعطلة إلا بالحرية، فقد قال فى نهاية خطابه «إنَّ مصادرة الفكر والتدبر والاجتهاد من أكبر الكبائر، ونحن لن نسمح لأحد بمصادرة الفكر أبداً، من أى فئة كانت».

أعتقد أن السلطان الجديد لعمان هو أول حاكم عربى كان وزيراً للثقافة، كما كان السلطان قابوس أول حاكم عربى مغرم بالموسيقى الكلاسيكية، وعارف بأسرارها، وهذا يؤكد أن الدول التى تسعى للتقدم والنهوض لن تصل إلى هدفها فقط بأرقام الاقتصاد وإحصائيات أرصدة البنوك، لكن من خلال قوتها الثقافية الناعمة، من خلال نغمات الموسيقى وأبيات الشعر وفراشات الباليه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلطان قابوس والثقافة والموسيقى السلطان قابوس والثقافة والموسيقى



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:44 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في "كان"
  مصر اليوم - نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في كان

GMT 10:26 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

محمد رمضان يكشف عن أكبر مخاوفه في الحياة
  مصر اليوم - محمد رمضان يكشف عن أكبر مخاوفه في الحياة

GMT 14:26 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الاضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 00:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الكويت يتأهل إلى نهائي كأس ولي العهد بهدف قاتل على النصر

GMT 21:03 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

أياكس أمستردام يضم مدافع منتخب الأرجنتين

GMT 12:23 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

"جبل الصايرة البيضاء" موقع سياحي مهجور رغم إمكاناته الكبيرة

GMT 11:51 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

طوارئ في مطار القاهرة استعدادًا للتفتيش الأمنى الأميركي

GMT 19:40 2015 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث أشجار الأمازون ونصف أنواعها مهددة بالإندثار

GMT 19:50 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

يرقة الفراشة اليابانية تتحول إلى براز لتحمي نفسها من الطيور

GMT 04:24 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

دعاء اليوم الرابع عشر من رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon