توقيت القاهرة المحلي 11:33:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يحيى حقى والسينما

  مصر اليوم -

يحيى حقى والسينما

بقلم - خالد منتصر

تشرفت بالحديث فى ندوة بمعرض الكتاب عن يحيى حقى والسينما، شاركنى فيها الناقد السينمائى الكبير كمال رمزى وأدارها د. عمرو دوارة، وكانت من بين الحضور الأستاذة نهى حقى ابنة كاتبنا الكبير شخصية المعرض لهذا العام، أدهشنى فى البداية قلة عدد الأفلام المأخوذة عن قصصه برغم ثراء وتنوع مجموعات حقى القصصية، خمسة أفلام فقط، البوسطجى، قنديل أم هاشم، رجل وامرأة، إفلاس خاطبة، مصيدة الحب والزواج، والأخير فيلم تليفزيونى لم يلقَ نجاحاً، وإفلاس خاطبة هو فيلم ضمن ثلاث قصص مع دنيا الله لنجيب محفوظ وخمس ساعات ليوسف إدريس، أى إنه ثلث فيلم وليس فيلماً كاملاً، أما رجل وامرأة فقد تحول على يدى المخرج حسام الدين مصطفى لسينما ترسو مع الأكشن وتوابل الجنس، لا يبقى ليحيى حقى فى ذمة السينما إلا البوسطجى وقنديل أم هاشم، ولا بد من أن نسأل لماذا كتب وسيُكتب الخلود لهذين الفيلمين فقط؟ الإجابة: ابحث عن السيناريست والمخرج، من كتب السيناريو للفيلمين هو أديب متمكن بارع يقرأ ما خلف السطور له رأى ورؤية، اسمه صبرى موسى، استطاع اكتشاف هذين الكنزين وأضاف إليهما النكهة السينمائية والإيقاع الفيلمى اللاهث السريع، ومن أخرج «البوسطجى» هو حسين كمال، ومن أخرج «قنديل أم هاشم» هو كمال عطية، وأنا منحاز فنياً لفيلم البوسطجى، الذى اعترضت على نهايته العزيزة نهى حقى أثناء الندوة، وقلت دفاعاً عن تلك النهاية، إن صدمتها كانت مطلوبة لفضح الشيزوفرينيا الاجتماعية التى تسمح للأب باغتصاب الخادمة وتتسامح معه بل تفخّمه وتمجده، وتغتال الابنة التى جاء من يطلب الزواج منها فرفض الأب لمجرد أنه عرف أن العريس شاهدها عندما زارت شقيقته! «البوسطجى» صرخة سينمائية فى وجه المجتمع المنافق المزيف، صاغها حسين كمال بمنتهى العذوبة والشجن، أما «قنديل أم هاشم» فأنا منحاز له فكرياً أكثر منه سينمائياً، فلغته السينمائية تقليدية ليست فيها جسارة حسين كمال فى «البوسطجى»، لكن فكرته هى فكرة مؤرقة لكل المفكرين من جيل حقى حتى الآن، التراث والمعاصرة، العلم والدين، الأصالة والحداثة، صراعات أرّقت توفيق الحكيم فى «عصفور من الشرق» وطه حسين فى «الأيام» والطيب صالح فى «موسم الهجرة إلى الشمال».. إلخ، وما زالت لم تُحسم حتى اليوم، وما زال معظمنا أسير زيت القنديل، وما زال فينا مليون «إسماعيل» يُضربون ويُقهرون إذا كسروا زجاج القنديل ورفضوا زيته الخرافى، يحيى حقى هو صاحب الأسلوب الدقيق المختزل الخالى من الزوائد، الغنى بالمشاعر، عينه أدق كاميرا أدبية قرأت مشاهدها، سخريته ذكية غير جارحة، عاميته هى كشف عبقرى عن أسرار تلك اللغة المصرية الساحرة، زهده مدرسة، تواضعه مدهش، حبه لتلاميذه هو أعجوبة ثامنة فى زمن الأنانية والتشرنق، أتمنى من السينما أن تعتذر ليحيى حقى وأن ينتبه كتاب السيناريو لهذا الكاتب الرائع الذى قال عنه نجيب محفوظ إنه يستحق «نوبل».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يحيى حقى والسينما يحيى حقى والسينما



GMT 09:13 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

مبروك للأبيض.. عقبال الأحمر

GMT 09:11 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

ماذا بعد رئيسى؟

GMT 02:27 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تحشيش سياسي ..!

GMT 02:21 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

السلطة والدولة في إيران

GMT 12:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
  مصر اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 12:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح
  مصر اليوم - مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تكريم نيللي كريم على جهودها لنشر الوعي الصحي
  مصر اليوم - تكريم نيللي كريم على جهودها لنشر الوعي الصحي

GMT 02:55 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

نيللي كريم تتحدث عن ظهورها في فيلم "كازابلانكا"

GMT 20:58 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

دي ليخت بين مطرقة عمالقة أوروبا وسندان برشلونة

GMT 18:43 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

خبير أرصاد يُحذّر من استخدام الكمامات في العاصفة

GMT 12:42 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

خطرٌ يُهدد حياتك بسبب النوم أكثر أو أقل من 8 ساعات يوميًا

GMT 02:16 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

بدران يؤكد أن الموز يُخفّف حموضة المعدة

GMT 12:55 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

مباراة توتنهام ضد تشيلسي تخطف الأضواء في الدوري الإنكليزي

GMT 03:34 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

مميزات استخدام ديكور الجدران الخرسانية في غرف النوم

GMT 21:44 2018 الأحد ,09 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جديدة مثيرة في واقعة "مذبحة الشروق"

GMT 23:32 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

صخرة برشلونة مهددة بالغياب عن مواجهة فياريال

GMT 15:00 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

محمد الحنفى يؤكد انتظاره إدارة القمة منذ 3 سنوات

GMT 05:38 2018 الجمعة ,20 إبريل / نيسان

انطلاق أول رحلة لطائرة في الصيف "Stratolaunch"

GMT 10:06 2018 الجمعة ,13 إبريل / نيسان

هادجنز تتألق في تقديم مجموعة "سينفول كلورز"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon