توقيت القاهرة المحلي 12:45:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدين لا يحتاج إلى حراسة

  مصر اليوم -

الدين لا يحتاج إلى حراسة

بقلم : خالد منتصر

ما زلنا نؤكد كل يوم أننا لا بد أن نحسم الإجابة عن سؤال مهم، وهو: «هل نحن دولة مدنية أم دينية؟»، وذلك لأننا من خلال بعض الممارسات على الأرض نلاحظ أننا قد صرنا دولة مدنية بالاسم، ودينية بالممارسة، آخر تلك الممارسات ما حدث من الأزهر وهيئة كبار العلماء فى قانون الأحوال الشخصية وصياغتهم لمواده بعيداً عن البرلمان أو سبقاً وتجاوزاً لمهامه، وقد أكد شيخ الأزهر فى حواره الأسبوعى للفضائية المصرية الفلسفة التى تقف خلف هذا التصرف عندما قال:

«الأزهر يؤدى واجبه، حين يتصدى لإعداد مشروع قانون الأحوال الشخصية، ولن يفرط فى رسالته قيد أنملة فيما يتعلق بالشريعة الإسلامية والقرآن الكريم وسُنة النبى»، وقال أيضاً:

«الأزهر حين يتصدى لإعداد مشروع قانون الأحوال الشخصية، فهو يزاول عمله وواجبه بحكم الدستور والقانون، وحتى بحكم قبول الناس»، وأكد فى النهاية أن «الأزهر لن يفرط فى رسالته قيد أنملة، فيما يتعلق بالشريعة الإسلامية، وفيما يتعلق بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم»، وأضاف: «نحن حراس على هذه الأمانات».

لغة ربط القانون الذى هو نسبى ومتغير ومرن وقابل للتعديلات بألفاظ تحمل رائحة المعارك، مثل: لن نفرط، وقيد أنملة، وحراس الدين.. إلخ، هى لغة تنفى الحوار، وبداية: الدين يحميه ويحرسه الله، وليست المؤسسات الدينية، وكل الدماء التى سالت فى تاريخ المسلمين أنهاراً بل محيطات، سالت نتيجة أن كل فريق ادعى أنه يحرس الدين ويحرس الأمانة، والسؤال لفضيلة الإمام الجليل: مَن كان يحرس الدين والأمانة فى معركة الجمل؟، هل هو إمام المتقين والمبشر بالجنة على بن أبى طالب، أم السيدة عائشة زوجة الرسول ومعها الزبير وطلحة المبشّران بالجنة أيضاً؟!، ومَن كان يحرس الدين والأمانة فى صفين؟، علىّ كرم الله وجهه، أم معاوية كاتب الوحى، هل هو عمار بن ياسر، أم ابن خالد بن الوليد؟، هل محمد بن أبى بكر، أم شقيقه الذى فى معسكر وجيش الخصوم؟، عبدالرحمن بن ملجم عندما قتل عليّاً بن أبى طالب قتله من منطلق حراسة الدين، كل الرؤوس المقطوعة للصحابة فى الحروب الإسلامية وكل الجثث المصلوبة على أبواب المدن والعواصم كانت باسم حراسة الدين يا فضيلة الإمام، الدين ليس خزانة بنكنوت لكى يُحرس، وليس كومباوند يحتاج إلى كشك حراسة، على العكس، فالدين هو الذى يحرسنا من انتهاك الروح، الدين لا يحتاج إلى حراسة، بل يحتاج إلى فهم، ثانياً وعلى أرض الواقع والتجربة العملية، ماذا حدث حين عرض الرئيس السيسى لخطورة قضية الطلاق، وطالب بتوثيق الطلاق الشفهى؟، ما حدث هو أن هيئة كبار العلماء قد اجتمعت ورفضت، لماذا؟، لأن الفقيه فلان والشيخ علان والداعية ابن فلان وعلان لم يقولوا ذلك، ولم يذكروه فى كتبهم المكتوبة على الجلد والعظام منذ ألف سنة!، ولتحترق وتدمر وتخرّب البيوت المصرية، لأن العنعنات لم تسعفنا بالحل!، لا نحتاج إلى مؤسسات تحرس الدين، فالله قد تعهد بالحفظ، ولكننا نحتاج إلى مؤسسات تحرس المواطن من الوصاية.

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدين لا يحتاج إلى حراسة الدين لا يحتاج إلى حراسة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته

GMT 00:49 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

أيتن عامر تنشر مجموعة صور من كواليس " بيكيا"

GMT 04:18 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

اندلاع حريق هائل في نادي "كهرباء طلخا"

GMT 22:56 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

فريق المقاصة يعلن التعاقد مع هداف الأسيوطي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon