توقيت القاهرة المحلي 12:08:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خبر سار في معركة «كورونا»

  مصر اليوم -

خبر سار في معركة «كورونا»

بقلم :عثمان ميرغني

مهما حاولت أن تهرب من أخبار «الكورونا» لن تستطيع، فهي أمامك حيثما توجهت، وستبقى إلى حين، على الأقل حتى يحدث أحد أربعة أمور أو كلها؛ أن تنجح الجهود الجارية في عدد من الدول والمختبرات حالياً في اكتشاف علاج، أو أن يسيطر العالم تماماً على انتشار العدوى والمرض من خلال الجهود التي طورت، أو أن يضعف الفيروس تدريجياً، أو أن نتعلم التعايش معه مثلما حدث مع فيروسات أخرى لم تعد مخيفة كما كانت.
في زحمة الأخبار التي لا تهدأ عن الجائحة، وأكثرها يغم النفس عادة، تلقينا أول من أمس أول خبر سار هلل له المختصون وعدوه تطوراً بارزاً في المعركة ضد (كوفيد - 19) بينما وصفته منظمة الصحة العالمية بالاختراق العلمي باعتباره أول علاج مثبت يؤدي إلى نتائج محققة في تقليص الوفيات بين مرضى (الكوفيد) في الحالات الحرجة أو الصعبة. فالعلماء في جامعة أوكسفورد العريقة بالتعاون مع عدد من المستشفيات البريطانية نجحوا باستخدام عقار «ديكساميثازون» في إنقاذ حياة أعداد من مرضى (كوفيد - 19) ممن كانوا في حالة حرجة ووضعوا على أجهزة التنفس الصناعي، أو في مرحلة أقل خطورة نسبياً ويتلقون المساعدة على التنفس من قوارير الأوكسجين. ففي حالة المجموعة الأولى ساعد عقار «ديكساميثازون» في تقليص الوفيات بنسبة 30 في المائة، وفي الحالة الثانية بنسبة 20 في المائة.
ميزة هذا العقار أنه متوفر حالياً ويباع من دون وصفة طبية بسعر رخيص نسبيا (5 جنيهات إسترلينية) ونتائجه فعلية بعدما استخدم في عدد من المستشفيات البريطانية على المرضى وأثبت فاعليته. وقال الخبراء إن العقار لو كان قد استخدم منذ بداية انتشار الفيروس لأنقذ نحو خمسة آلاف شخص ممن راحوا ضحية المرض. الأمر الآخر المهم أن العقار، وهو من نوع سترويد، موجود في أكثرية الدول بما فيها الدول الفقيرة ويستخدم في أمراض متنوعة مثل الروماتيزم والالتهابات والأمراض التنفسية مثل الربو وأمراض متعلقة بالجهاز المناعي. وبعد ثبوت نجاحه في تقليص الوفيات بين مرضى (الكوفيد) في الحالات الحرجة والصعبة، فإن عدد الدول التي يمكن أن تستفيد منه فوراً سيكون كبيراً.
لكن حتى لا يركض بعض الناس لشرائه واستخدامه من تلقاء أنفسهم، فإن الخبراء ينصحون بأن يكون تناوله وفقاً لتوجيهات طبيب بسبب آثاره الجانبية المحتملة على الناس المصابين ببعض الأمراض. وفي كل الأحوال فإن فاعلية العقار قاصرة على الحالات الحرجة من مرضى (كوفيد - 19)، ولم تثبت له جدوى مع المرضى ذوي الأعراض الخفيفة. وهو ليس علاجاً في حد ذاته من المرض، لكنه يساعد فقط في تقليص الوفيات بين المرضى في حالات حرجة بما قد يعطيهم فرصة للمقاومة وربما الشفاء بمساعدة مزيج من العلاجات الأخرى ونظامهم المناعي الذاتي.
لماذا احتفى الخبراء بالتجربة البريطانية؟
بعد فشل تجارب أخرى على أدوية مختلفة، وثبوت عدم فاعلية بعض الأدوية التي أثيرت حولها ضجة مثل «هايدروكسي كلوروكين» في حالات (كوفيد - 19)، فإن نجاح عقار «ديكساميثازون» يعد خطوة مبشرة في المعركة ضد المرض المرعب. ذلك أنه يؤشر نحو إمكانية التوصل إلى نجاحات أخرى مع عقارات موجودة يجري عليها الأطباء والمختصون تجارب لأنها تستخدم في علاج أمراض تنفسية أو لها علاقة بالجهاز المناعي أو أي أمراض قد تلتقي مع بعض أعراض (الكوفيد). فهناك قناعة بين جهات الاختصاص بأن العلاج إذا لم يأت من عقار واحد، قد يكتشف في السباق المحموم الجاري حالياً في عدد من الدول أو لا يكتشف، فإنه قد يتحقق من خلال استخدام «كوكتيل» من العقارات المختلفة كما هو الحال مع بعض الأمراض الأخرى.
في كل الأحوال فإن التوصل إلى العلاج، إذا حدث، سوف يستغرق وقتاً يقدره العلماء بين 12 إلى 18 شهراً، وحتى ذلك الوقت فإن أي عقار يتم التوصل إليه وإثبات فاعليته في تقليل نسبة الوفيات وزيادة فرص مقاومة المرض والشفاء منه، سيكون خطوة مهمة. فهذا الأمر سيعيد الاطئنان للناس، ويسمح بعودة الحياة الطبيعية مع بقاء بعض إجراءات التحوط، ويعطي مهلة للعلماء الباحثين عن عقار للعلاج ومصل للوقاية، علهم يتوصلون إلى الحل المنشود الذي سيخلص العالم من كابوس هذه الجائحة. لكن حتى إذا لم تنجح جهودهم فإن العالم سيكون قد قطع مرحلة متقدمة في كبح جماح المرض من خلال العقارات الأخرى التي تجعلنا قادرين على التعايش معه أسوة بأمراض وفيروسات أخرى باتت متوطنة وطورت عقارات تخفف من أعراضها وتكبح جماحها مثل الإنفلونزا الموسمية والملاريا والإيبولا وحتى الإيدز.
فالإنفلونزا مثلاً تصيب سنوياً نحو مليار إنسان، تكون إصابات ثلثهم أو أكثر شديدة، بما يؤدي إلى وفاة ما بين 290 ألفاً إلى 650 ألفاً سنوياً وفق أرقام منظمة الصحة العالمية. وعلى الرغم من ذلك فإنها عندما تذكر لا تثير ذلك الرعب ولا يربط الناس بينها وبين «الكورونا»، علما بأن فيروسات الإنفلونزا المتعددة، ارتبطت بأوبئة وجائحات أسوأها حتى اليوم هو الإنفلونزا الإسبانية (1918 - 1920) التي أصابت نحو 500 مليون إنسان وقتلت ما قد يصل إلى نحو 50 مليوناً وفق التقديرات القصوى.
عموما فإن خبر عقار «ديكساميثازون» يعطي الناس جرعة يحتاجونها من الأمل، مع الاستئناف التدريجي لمناشط الحياة، وتخفيف القيود، مع الإبقاء على الإجراءات التحوطية. فالمعركة مع جائحة «الكورونا» تبقى طويلة، وعلى الرغم من بعض الانتكاسات في الدول التي خففت القيود، والمخاوف من موجة ثانية، فإن جهود الدول والعلماء و«الجيوش البيضاء»، بدأت تحقق نتائج ملموسة في كبح جماح الفيروس والحد من انتشاره. وكل يوم يمر يضيف الناس خبرات ومعلومات تساعدهم في هذه المعركة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خبر سار في معركة «كورونا» خبر سار في معركة «كورونا»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 09:43 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

الحوثي يتوعد أي وجود إسرائيلي في أرض الصومال
  مصر اليوم - الحوثي يتوعد أي وجود إسرائيلي في أرض الصومال

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 09:16 2022 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

سيارات هيونداي ترفع النقاب عن نسختها الجديدة سانتافي 2023

GMT 10:23 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

Razer تعلن عن أحد أفضل الحواسب لمحبي الألعاب

GMT 09:26 2021 الأحد ,23 أيار / مايو

ترتيب الدوري المصري 2021 بعد نهاية الجولة 23

GMT 10:37 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

تعرف على من هو أحمد مناع أمين مجلس النواب 2021

GMT 07:00 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

4 أمور يُستحبّ فعلها قبل صلاة عيد الفطر المبارك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt