توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فلسطين والرأى العام الغربى: معركة لم تنتهِ!

  مصر اليوم -

فلسطين والرأى العام الغربى معركة لم تنتهِ

بقلم:منار الشوربجي

حين تقول صحيفة «نيويورك تايمز» إن «زلزالًا لحق بدعم إسرائيل» فى أوساط الرأى العام الأمريكى، فهى تدق ناقوس الخطر.. لا تنشر خبرًا. فالصحيفة لم تتخلف يومًا عن دعم إسرائيل، وتغطيتها حرب الإبادة مجرد مثال صارخ. وحين يتعهد مرشحون لانتخابات الكونجرس بالامتناع عن قبول تمويل لحملاتهم من لوبى إسرائيل بل وبرد المبالغ التى تلقوها حتى تاريخه، وحين يُطالَب الأعضاء الحاليون بالإفصاح عن حجم الأموال التى تلقوها من اللوبى، فلابد أن الزلزال قد وقع بالفعل. فما تقدم كله لم يكن واردًا قبل «طوفان الأقصى». ففى العامين الأخيرين، ولأول مرة، استحال على الإعلام الأمريكى التعتيم على جرائم إسرائيل. فعبر وسائل التواصل، شاهد الأمريكيون على هواتفهم حرب الإبادة لحظة بلحظة.

فـ«طوفان الأقصى» جعلت الهوة الجيلية فى أمريكا، بما فى ذلك بين اليهود الأمريكيين بالمناسبة، أكثر عمقًا بكثير، بل ولم يعد معها الاستقطاب الأمريكى استقطابًا بين اليمين واليسار وإنما أصبح استقطابًا رباعيًا، إذا جاز التعبير. فكلٌّ من التيارين صار بداخله استقطاب بين أنصار إسرائيل التقليديين وأولئك المعارضين علنًا للدعم الأمريكى لها. والحقيقة أن أيًا من تلك التحولات لم يحدث بين يوم وليلة، إذ كان هناك تراكم خلال عقد على الأقل ولكنه ظل تراكمًا بطيئًا، حتى وقعت حرب الإبادة، فتسارع التراكم وحقق قفزة غير مسبوقة. وهو ما يضع لوبى إسرائيل لأول مرة فى موقع لم يشهده منذ نشأته. وهو واقع اعترف به ترامب علنًا أكثر من مرة. وتلك سابقة تاريخية هى الأخرى. فاللوبى ظل دومًا حاضرًا بقوة فى السياسة الأمريكية، وغائبًا بصورة عمدية فى الخطاب السياسى. ولأول مرة أيضًا صارت منظمات حقوقية تطالب علنًا بتسجيل لوبى إسرائيل فى واشنطن باعتباره منظمة «تعمل لصالح جهات أجنبية»، لا وفق قانون جماعات المصالح «الأمريكية».

لكن اللوبى لا يقف مكتوف الأيدى إزاء تلك التطورات. فهو، فى تقديرى، لايزال قادرًا على استغلال ما يسمى «التمويل المظلم». وهو ثغرة بالقانون الحالى لتمويل الحملات الانتخابية تسمح لأصحاب الملايين بإنفاق أموال هائلة دون الحاجة للإفصاح عن مصدرها. وتلك الثغرة تظل أداة مهمة هدفها إجهاض تأثير الرأى العام، والإبقاء على أعضاء الكونجرس رهينة لدى جماعات المصالح. وأصحاب الملايين من أنصار إسرائيل شرعوا بالفعل فى قمع الرأى العام، عبر تجريم دعم فلسطين وشراء وسائل التواصل بل وشبكات الأخبار التليفزيونية لاستعادة النفوذ وصنع تغطية موالية لإسرائيل.

وإسرائيل لا تقف مكتوفة الأيدى هى الأخرى. فهى خصصت ١٤٥ مليون دولار لغسل سمعتها، كما كتبتُ فى هذه المساحة قبلًا. وهى تستهدف جيل الشباب، فتدفع لمؤثرين عبر وسائل التواصل لصنع خطاب داعم لإسرائيل، حتى أن منظمات أمريكية باتت تطالب بتسجيل أولئك المؤثرين وفق قانون العمل «لصالح دول أجنبية».

وإدارة ترامب لا تقف ساكنة هى الأخرى. ففى الوقت الذى قلصت فيه الميزانية المخصصة لكل المنح التعليمية والأكاديمية فى مجال العلوم الاجتماعية، قدمت من خلال المؤسسة العامة للعلوم الإنسانية، وبدعوى «محاربة السامية»، منحة تصل لأكثر من ١٠ ملايين دولار لمنظمة أمريكية صهيونية متطرفة تعتنق رؤى بالغة العنصرية تجاه الفلسطينيين. والمنظمة تحارب معاداة السامية ليس لأنها تحرم اليهود من المساواة بغيرهم وإنما لأنها «تعادى الحضارة الغربية» ذاتها! وهى تؤكد فى برامجها التعليمية والتثقيفية على ما تسميه دور اليهود والثقافة اليهودية فى صنع مجد الحضارة الغربية أصلًا.

بعبارة أخرى، معركة الرأى العام العالمى حول فلسطين لم تُحسم بعد وتحتاج للمثابرة والنفس الطويل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلسطين والرأى العام الغربى معركة لم تنتهِ فلسطين والرأى العام الغربى معركة لم تنتهِ



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt